fbpx
القضية الجنوبية في ظل الواقع الراهن

يبدو أن القضية الجنوبية  لن تصل للغاية التي أرادها الشعب الجنوبي منذ بداية ثورته بعيد حرب العام94م حتى وإن لم تكن بالشكل المطلوب والزخم المطلوب في ذلك الحين إلا أنها ظلت حلم تجيش به الصدور وتكتظ به الدواخل حتى تفجرت وصدحت بها الألسن والحناجر في العام2007م لتسمع العالم أجمع أنها ثورة تطالب بالحق المنهوب وتطالب برفع الظلم الممنهج عن كاهل الجنوبيين الذي لحق بهم منذ أن خان شريك وحدة العام90م الأمانة ونقض العهود والمواثيق وتنكر لكل إتفاقيات ومبادئ الوحدة التي لم يكن يرمي من خلالها إلا لبلوغ مرامه وغايته والإستأثار بكل شيء في الجنوب..

وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه القادة الجنوبيون حينما وقعوا تلك الاتفاقية التي لم يقرؤوا ماتحمله بين سطورها وماتضمره لهم قلوب شريك الوحدة  من حقد دفين وغل لهذا الشعب الذي كان يتوق لأن تلتحم كافة أطرافة وأوصاله وأن ينعم الكل في الوطن بأمن وأمان وسكينة واستقرار ورخاء تتساوى فيه الأطراف وتتعادل فيه موازين التعامل فيما بين المواطنين..

وحينما قلت أن القضية الجنوبية ستظل تراوح مكانها فذلك ليس مجرد كلمات جوفا أو حبر على ورق بل هو قراءة لكل أحداث ومعطيات العمل السياسي والثوري في الجنوب وفي الوطن اليمني بشكل عام,حيث أن الرؤية الجنوبية لتلك الزعامات لم تتضح  ولم تتفق بعد على مشروع جنوبي موحد يصل إلى الغاية التي يطمح لها الشعب الجنوبي والمتمثلة في استعادة دولة الجنوب واستعادة حقوق المواطن الجنوبي..

طبعا ليس هذا وحسب بل أن الواقع المتداخل بمشاكله والتي أفتعلها القوى المتناحرة على  الأرض الجنوبية أيضا أبطأت من عجلة دوران القضية الجنوبية إلى الأمام والوصول إلى هدفها المنشود,فكلما أشتد الزخم الثوري الجنوبي وبدأ يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق المرام والمراد أثيرت الفتن والقلاقل والفوضى والعبثية من قبل أطراف تريد العودة بالجنوب إلى مربع الضياع والإهمال والشتات ونسيان القضية الرئيسية التي يسعى من أجلها..

وهذا مالم يدركه القادة الجنوبيون الذين فاحت روائح مشاكلهم في الأرجاء وباتت الشغل الشاغل للشارع الجنوبي الذي يبحث عن التحرر والإنعتاق وإستعادة دولته والتي لن يتأتى في ظل هذه العبثية التي للآسف تقود دفتها بعض القيادات الجنوبية دون أن تدري أنها تضع الوطن الجنوبي والقضية الجنوبية على المحك وأنها ربما تؤخر من بلوغ هدفها..

كان حريا بالشارع الجنوبي وبالذات القادة منه أن يدركوا أن قضيتهم بين فكي القادة المتناحرين والواقع اليمني والمتهالك وانها لن تجد القبول والآذان الصاغية طالما وقلوبهم شتى وكلا منهم يغني على ليلاه بل ولكل منهم رؤية وفكر ونهج يريد أن يسير عليه الآخرين حتى وإن ولم يكن ملبيا لرغبات الشارع الجنوبي وطموحاته بقدر مايهمه أن يفرض هيمنته وسطوته وسلطته وربما نفوذه ورأيه.