fbpx
الصوملي .. ولغز الحروب

 

في أحداث أبين أو حرب أبين بالأصح التي أحرقت الأخضر واليابس ودمرت كل شيء ولم تبق ولم تذر في أبين شيء إلا وأتت عليه, ودمرت كل مقومات النهضة والحياة في المدينة وحتى المساكن الشعبية,كان السؤال الأبرز في خضم هذه المعارك التي خيل إلينا نحن البسطاء أنها (طاحنة) وشرسة للغاية وأن الكل فيها يريد أن يثبت وجوده على أرض الواقع,هو كيف أستطاع قائد اللواء 2 ميكا العميد/ الصوملي الصمود كل منذ بداية الحرب وحتى نهايتها دون أن يتكبد أو يخسر أقل القليل في العتاد والجنود,ليظل السؤال يدور في فلك الحيرة والتخبط وعدم الإدراك بما يدور في مضمار هذه المعركة المجهولة المعالم والأهداف..

حتى أن تصنيفات هذا الرجل أنقسمت إلى شقين, شق يمجد الرجل ويبجله ويعظمه ويثني على بطولاته وبسالته وصموده في عدم هروبه من مضمار هذه الحرب,وقيل فيه ما لم يقله ( قيس) في معشوقته ليلى حتى أن الأغبياء منا صدقوا ذلك وساروا خلف ركب الكلمات المعسولة الكاذبة وصدقوا ما حملته بين ثناياها من ثناء ومديح لهذا الرجل رغم تلك الشكوك التي كانت تحوم حوله وحول مصداقيته في وجوده كخصم في هذه المعركة..

أما الشق الآخر رأى في وجود الرجل وحيدا في هذه المعركة بعد أن ولى الكل الأدبار (لغزا) (لوغارتيميا) يصعب فك طلاسمه أو شفراته بعد أن كانت تقول كل المؤشرات أن الرجل وجنده وعتاده بعيدون كل البعد عن دائرة الحدث والحرب الوهمية وأن وجودهم ما هو إلا حيلة وتمويه لإيهام الكل أن هناك حرب ضروس تدور رحاها في أبين وأن أحداثها لعبة وضحك على (ذقون) البسطاء والغلابى من أبناء أبين الذين اكتووا بنار تلك الحرب الهزلية..

واليوم هاهو التاريخ يعيد ذاته لتدور أحداث الأمس القريب التي دارت في أبين المكلومة اليوم وبذات الطريقة مع أختلاف بسيط في (الأمكنة) في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت ومناطقها ومقارها وثكناتها العسكرية وبقيادة ذات الرجل أي (الصوملي) الذي لم (يجرّمه) قانون اليمن وزعاماته رغم ضلوعه في حرب أبين ويحيله للمحاكمة, لتعود للأذهان قصة الصبر والكفاح المصطنعة لهذا الرجل الذي ما أن يحل بمكان حتى يتهاوى (ويتناوشه) المسلحون وتتداعى أركانه ويصبح ضحية (لبطش) الجماعات المسلحة بمباركة من بطل الأمس (الهلامي) وفي ظل صمت الدولة التي لم تقم بواجبها تجاه هذا الرجل رغم دمار وتهاوي الجيش والمناطق التي هي تحت طائلته..

اليوم معسكرات المنطقة العسكرية الأولى تتساقط وتتهاوى وتسقط صريعة في أيادي الجماعات المسلحة وينهب عتادها ويقتل جندها وتخترق تحصياناتها ومع هذا لم تحرك الدولة ساكن تجاه قيادتها وكأن الرجل لدية حصانة من المسألة القانونية ولديك صك (الديمومة) في منصبه مهما بلغ الدمار والخراب بهذه المنطقة وجندها وعتادها وحتى إن تحولت إلى رميم,ليعود ذات السؤال الذي دار في فلك الحرب (الابينية) الكاذبة عن لغز هذا الرجل وعن تمنع الدولة في أن تخضعه للمسألة أو حتى تعفيه من مهامه التي بات يستغلها لتغذي البعض وإنهاك الجند والدولة معا..

 لن نتدخل في شؤون الدولة العسكرية ولكن هناك سؤال وحيد أود طرحة كما يود طرحة غيري وهو ماهو لغز العميد الصوملي, ومن أي نوع تلك الحصانة التي يمتلكها؟ ولماذا كل هذا الصمت تجاهه وتجاه حالة الهلاك التي لحقت بمنطقته العسكرية..؟