fbpx
سيسي مصر

 

 

بادئ الأمر لا أدري من أهنئ, هل أهنئ الرئيس المصري  المشير عبدالفتاح السيسي الذي حمل كفنه على أكفه وسار بخطى حثيثة نحو الموت وتقرير المصير المصري , أم أهنئ الشعب المصري الذي أتخذ من الديمقراطية  منهاجا وطريقا ليحقق غايته ويختار رئيس دولته بطريقته حضارية وعقلانية بعيدا عن العصبية (العمياء) والحقد السياسي المدمر للشعوب والمنهك للأوطان..؟

حقيقة الشعب المصري برهن للكل أنه شعب حضاري ديمقراطية على قدر عال من الثقافة والتحضر السياسي والاجتماعي والديمقراطي حينما لم ينجر للعنف وللأساليب الكيدية المريضة التي باتت وسيلة تستخدمها بعض الأحزاب في أوطانها لتأجيج الصراعات وأذكى نار الفتن والحروب وتدمير الأوطان بطريقة ممنهجة لا تخلو من الغل والبغض ليس للخصم بل للوطن ذاته..

فالمصريون شعب تواق للتحرر والثقافة والفن والإنعتاق من القيود السياسي والمناطقية والفكرية الضالة التي لاتستند على أساس وطني وعقلاني سليم مثلما كانت تخطط بعض القوى والأحزاب التي سعت لأن تمسك بزمام الأمور في مصر,لفرض أفكارها ومعتقداتها التي لا تخلو من الفكر الطائفي والمذهبي التي حاولت بعض القوى الفكرية والحزبية أن تطبق مبادئه في دولهم التي تقف على شفير الهلاك والضياع..

وقد رأينا هذا جليا في الثورات المصرية المتعددة التي شهدتها الساحة حينما خرج الشعب المصري للشارع ليعبر عن هذا بطريقة حضارية وعقلانية بعيدا عن العنف والدم والإرهاب رغم كل المضايقات التي تعرض لها المصريين ورغم حالة الفوضى التي شابتها بين الفينة والأخرى إلا أن الإرادة المصرية المسالمة المثقفة فرضت أفكارها السلمية النقية الطاهرة على الكل وبات المطلب الرئيسي لها هو أن تنعم بدولة ديمقراطية تعددية تضمن للفرد منهم حياة كريمة هانئة بعيدا عن الفكر الضيق وبعيدا عن المناكفات السياسية والمعتقدات الحزبية والقوى الإرهابية الضالة المتعطشة للدماء..

واعتقد أن المشير (السيسي) حينما أختار أن يكون إلى  جانب الشعب في تقرير مصيره يعلم حجم تلك المسئولية الجسيمة والمطالب الشعبية التي من أجلها أكتضت الشوارع والساحات والميادين,ولن يكون ترشحه لرئاسة الدولة مجرد (نزوة) سياسية أو رغبة جامحة في تربع كرسي العرش الرئاسي,بل أعتقد أنه نابع من إدارك بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب المصري وحجم الخطر المحدق به, ومدى الضياع السياسي والإنساني والشتات الذي يتناوحهم, وكذلك القوى الضالة والإرهابية التي تريد ان تجر الشعب المصري إلى مربع العنف والتمزق..

وربما هذا بحد ذاته هو ماحمل الرئيس السيسي لأن يقوم بتلك الخطوة الجبارة التي قلبت موازين العمل السياسي ليصل إلى ماوصل إليه اليوم,فهنيئا لمصر رئسيها (السيسي) وهنيئا للرئيس (السيسي) هذه الثقة التي منحها أياها, وعلى لسان حالهم أقول (كن عند مستوى تلك الثقة التي أولاك أياها الشعب المصري وحقق لهم مطالبهم وأهدافهم)..