fbpx
صيف البرازوكا والدوشكا

 

فريدة أحمد

بينما العالم يوجّه أنظاره نحو خطوات (البرازوكا), وهو الاسم الجديد الذي أطلقه البرازيليون على كرة القدم في كأس العالم 2014م, هناك دوشكا ومدفعية ثقيلة تقصف مدن وقرى الضالع, وتزهق الأرواح البريئة والآمنة بوحشية, دون حتى أن تراعي حرمة الشهر الفضيل.

قتل ودماء تنساب وأجساد تتساقط, هو عنوان ظلت تحمله مدينة الضالع لسنوات وتدفع ثمنه غالياً, أعداد مخيفة لقتلى يسقطون على أرضها من أبناءها بصمت وتواطئ من رأس نظام دموي, والذي لو أحصينا عدد جرائمه مع أعداد شهدائها فقط لوجدناه تجاوز الألف منذ بدء الحراك السلمي .. فلماذا الضالع تتحمل كل هذا الإجرام؟ ولمصلحة من؟ هل هو حقد متوارث على مدينة أبت الخضوع في وجه أنظمة متتابعة جائرة؟

لو أعدنا الذاكرة للخلف في عهد علي عبدالله صالح, لوجدنا أن الضالع المدينة الوحيدة التي حصل منافس صالح حينها المرحوم فيصل بن شملان على أعلى نسبة للأصوات, فاقت حتى محافظة فيصل بن شملان نفسه (حضرموت), وفي عهد الرئيس هادي كانت الضالع المدينة الجنوبية الأولى التي تبنت دعوة مقاطعة الانتخابات, ومنعت لجان الانتخابات من الوصول إلى مراكزها المستهدفة, لتعلن خروجها صراحةً عن سلطة الدولة القائمة بموجب مبادرة خليجية تعمدت إقصاء الجنوب.

الضالع ومدن كثيرة في الجنوب تدفع ثمن رفضها للخنوع والاستسلام, مقابل الانقياد الأعمى الذي يمارسه بعض أبناء الجنوب في صنعاء, عندما يرتمون في أحضانها ويضربون بعرض الحائط مبادئ تبنوها وخطوات رسموها في الحراك لسنوات, وليست هنا الإشكالية؛ فالمواقف والأفكار ليست مقيّدة, ولهم مطلق الحرية في اتخاذ ما يرونه من وجهة نظرهم مناسب, لكن المشكلة عندما يدّعون أن لهم الأحقية في تمثيل شعب لم يفوّضهم للحديث باسمه, ويعلنون موافقته على كل ما يقرّونه في اجتماعاتهم وهم يمارسون التضليل على قضيتهم. هناك حكمة تقول: لا تضع بيضك في سلة واحدة, لأنه في حال تعرضت السلة للوقوع أو السرقة سيكون كل البيض في خطر, وهذا ما يفعله الأفراد المنقادون عندما يتحدثون باسم الجماعة, الجماعة التي منحتهم فرصة ذهبية لا تتكرر, ويقابلون معروفها بالنكران.

بقلوب موجوعة نقول لكِ يا ضالع: اصمدي, فصرخات أطفالك ودموع نساءك وقهر رجالك, سينبلج مع فجر ينيره الشرفاء وحدهم فقط والمخلصين.