fbpx
الحريري في رحاب الخالدين

 

بقلم : فضل محسن المحلائي

يوم الاحد الموافق 17/اغسطس/2014م رحل عن هذه الدنيا الفانية ابناً باراً من ابناء الجنوب وعلماً بارزاً من اعلامه انه الهامة الباسقة السياسي والمثقف والكاتب والاعلامي القدير الدكتور احمد عبدالله صالح الحريري رئيس تحرير صحيفة الثوري السابق , رحل بعد عمر حافل بالعطا والمعاناة والمرارة والصراع الطويل مع المرض , تقلد الراحل خلال مشوار حياته العملية العديد من المناصب الحزبية والحكومية عمل رئيس تحرير صحيفة الثوري حتى العام 1990م ثم مستشاراً لرئيس الوزراء , وفي حرب صيف 1994م العدوانية الظالمة تم اقصائه عن الحياة العملية والوظيفية العامة ضمن الالف الكوادر من ابناء الجنوب قسراً , يعد الراحل من أندر رجالات الجنوب الافداد الشجعان , لقد كان الراحل رحمة الله تعالى عليه مقاوماً صلباً ومقداماً جسوراً , أبياً يحمل ارادة فولاذية وكان عصياً على الانكسار , منذ البواكر الاولى لاستقلال التراب الجنوبي كان الراحل متمترساً في مقدمة صفوف الرجالات البواسل متخندقاً في الصفوف الامامية ممن نذروا انفسهم في سبيل الدفاع والذود عن حياض الوطن ومنجزات الثورة الاكتوبرية الخالدة بالكلمة والطلقة لاجل العزة والكرامة والسيادة والاستقلال الوطني الناجز , لقد عمل الراحل بكل صمت ونكران للذات وبكل جهد وتواضع الثوريين , لقد عرف عن فقيدنا الراحل صلابة وثبات الموقف والالتزام بالمسلك النضالي الذي ارتضاه لنفسه لم يتزحزح عنه قيد انملة لم تغريه المغريات اتصف دوماً بالحكمة والصبر والرضا والقناعة والبساطة والتفاني والسماحة ونظافة اليد والنزاهة , وكان هادئاً ومحبوباً ومتواضعاً وهو كذلك عنوان للوفاء والعطاء والطهر والنقاء والعفة , لقد كان حقاً من انظف واشرف وانقى الرجال ممن انجبتهم تربه هذا الوطن المعطاء , رحل الفقيد عن اديم هذه الارض ولكنه سيظل حياً في تفكير وقلوب رفاقة وزملائه وكل من احبوه وعايشوه وعرفوه , كما يتصف الفقيد رحمة الله تعالى عليه بسجايا ومزايا وخصال نضالية وسلوكية حميدة المعنى يعجز اللسان عن وصفها والقلم عن تستطيرها , يتمتع بمزايا ثورية وقيم انسانية واخلاقية رفيعة وسامية , لقد كان الراحل ثورياً حتى النخاع جنوبياً صرفاً خالصاً لم يهادن , لم يساوم , لم يداهن تجاه قضية شعبه العادلة كما هو حال بعض (الرفاق ) من دعاة النضال والثورجيه  ممن سقطوا في مستنقع المذلة والهوان والعار والشنار وتاجروا بالقضية الجنوبية والوطن والشرف في سوق النخاسة لمن يدفع باثمان بخسه , لقد كان فقيدنا الراحل صادق العهد ثابت على المبادئ لم يحيد عنها ناضل بصمت لم يساوم عن الحق والحقوق ورحل بصمت حتف فيه , الفقيد الغالي وان رحلت عنا جسداً فان النبع الصافي لم يجف عطائه سيظل شلاله يتدفق من خلال عطاء ابنائكم الذين سوف يواصلون المشوار النضالي من بعدكم وعلى نفس الطريق الذي سلكتموه حتى يتحقق خيارات شعبنا , لقد عاش فقيدنا الراحل على شظف العيش كحال سائر رفاقة الاوفياء , رحل ولم يتمكن من تطييب نفسه ولم يتم الالتفات اليه رغم ظروفه القاسية في ظل هذا الزمن الاستثنائي جداً , الزمن الذي تسيدت فيه على المقدرات شرعة الغاب وعصابات الدولة ودولة العصابات ومن والاهم من الحثالات يعيشون في رغد العيش وترفه ويرتعون كما ترتع الانعام .

لقد رحلتم عنا ايها الوفي ونحن ما نكون احوج اليكم في ظل هذا الوضع العصيب الشائك والمضني , رحلتم كما رحل قبلكم المئات بل الالف من صناديد الرجال , رحلتم ايها الاشاوس الشرفاء والوطن ما زال جريح حزين اسير يئن من وطاءة الاوباش القطارب ممن يفتخرون بلصوصيتهم ويعدونها جزء من قيم الرجولة , يعد الراحل حقاً رجل من الطراز الرفيع والعيار الثقيل والمعدن النادر , رحم الله ابا ( شفيع ) رحمة الابرار , الفقيد الراحل من مواليد جبل حرير الضالع متزوج وله اربعة عشر من الابناء والبنات هذا وقد تم الصلاة على الجثمان الطاهر لفقيدنا الراحل في مسجد الرحمن بالمنصورة وتم مواراة جثمانه الثرى في مقبرة مسجد الرحمن بالمنصورة .

وبهذا المصاب الجلل يتقدم ابناء ردفان قاطبة باحر التعازي وعظيم المواساة الى ابناء الفقيد وكافة افراد الاسرة الكريمة خاصة والى ابناء منطقة حرير والضالع عامة ـ سائلين المولى العلي القدير ان يتغمد فقيدنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلون .

انا لله وانا اليه راجعون