fbpx
الدور المتميز للمغتربين الجنوبيين في قضية شعب الجنوب

د. فضل الربيعي

باحث اكاديمي

المغتربين الجنوبيين كانوا على الدوام الشريحة الاجتماعية الاكثر مشاركة في الثورة  وعملية التنمية التي شهدها الوطن الجنوبي  فنحن نعرف ان خلايا الجبهة القومية قد ولدة في بلدان المهجر فظهر فيها عدد كبير من الابطال الذين كانوا رواد الثورة الشعبية في الجنوب امثال الشهيد علي عنتر وحطان الشعبي وحسين قماطة وعكوش والمصلي  وغيرهم من الذين عادوا الى الوطن واشتركوا مع الاخرين في صنع الثورة التي حققت الاستقلال الوطني في 19967م، ولم يتوقف دورهم عند هذا الحد بل كان لهم الدور الواضح في التنمية عبر مشاركتهم ومساهمتهم المباشرة في انجاز المشاريع الانمائية في الجنوب.

   لقد كانت نتائج حرب 1994م كارثية على مستقبل الجنوبيين عامة  وقد تجلى هذا الامر على قطاع الشباب المقهور الذين فقدوا مستقبلهم المنشود عندما كانوا  يتطلعون إلى مستقبل الحياة الجديدة المفعمة بالآمال صوب بناء مستقبل مزدهر يلبي طموحاتهم وكانوا يتأملون اعتلا مواقعهم في سلم الحياة الاجتماعية فمنهم من كان ينتظر التخرج من الكلية العسكرية أو كلية الشرطة ليصبح ضابطاً فخوراً بخدمة وطنية وإنتمائه إلى هذه المؤسسة الذي سبق لجيل الآباء الانخراط فيها، أو حامل شهادة علمية تمكنه من اعتلاء مكانة رفيعة في مجتمعه، كطبيب او مهندس او صحافي او استاذ في الجامعة او محامي او قاضي  وغيرها من الطموحات التي كان المهاجرين الشباب  يأملون تحقيقها ، وعندما تبددت تلك الامال واغفلت الابواب امامهم بعد احتلال الجنوب اضطر الكير منهم  للسفر الى بلدان المهجر. لم يقتصرذلك الحرمان امام هولا الشباب الذين اطروا للسفر بعد حرب 1994م واحتلال الجنوب ، بل عانى من ذلك ايضا المهاجرين السابقين  الذي كانوا يحلمون بالعودة إلى الوطن ويستقروا فيه مع اسرهم ويستثمرون ما ادخروه خلال سنوات الغربة، إلا أن نتائج الاحتلال  والحرب قد أحرمت هؤلاء جميعاً الذين يعيشون في المهجر  اكان هولا الذين هاجروا قبل حرب 1994م ، او بعدها  من جيل الشباب الذي سُدَت أمامهم كل الابواب واقفلت أمامه نوافذ المرور للمستقبل ولم يبفى امامهم الا السفر الى  المهجر للبحث عن فرص عمل ، ليتمكنوا من اعالة أسرهم ولعدم حصولهم على فرص للعمل أو الدراسة في الداخل وهروباً من معاناة التطفيش الذي  يتعرض لها الشباب في الداخل .

فخيار الهجرة فرض عليهم النظام، فأغلبهم نادمين على ترك مقاعد دراستهم الثانوية اوالجامعية أو اعمالهم العسكرية، الا انهم اضطروا مجبرين على ذلك وهم أكثر احساس من الموجودين في الداخل بالمعاناة بغض النظر عن وضعهم المعيشي، وقد تأكد على ذلك من خلال ما يقومون به في أوقات الفراغ فهم يجتمعون ليتبادلون الشعرعن الاوضاع الداخلية أو يتبادلون الحكايات والتمثيل الهزيل عن الوضع في اليمن ويتناقلونه عبر رسائل المسج أو البلوثوث ربما شاهده الكثير في الداخل.

ولم يقف الأمر عند ذلك ، أن من يتابع دور هؤلاء على مواقع الانترنت سيلاحظ عشرات أن لم نقل مئات المواقع على شبكة النت التي اسسها هؤلاء الشباب لنقل الاخبار عن الجنوب والحوارات والمواضيع وإجراء الحوارات وهم أول من تجرأ بالحديث عن مفهوم الاحتلال أو هوية الجنوب العربي، وقضية الجنوب في هذه المواقع وكما يلاحظ دورهم المتميز عبر المداخلات التي يتقدمون بها هؤلاء عبر الاتصالات بالقنوات الفضائية عندما يتم الحديث عن الاوضاع في اليمن وتطلعنا عليها بعض القنوات الفضائية كالجزيرة  وعدن لايف والعربية والحرة وغيرها.

على الرغم من أن أوقاتهم المزحومة بالعمل إلاَ أنهم يستغلون أوقات راحتهم للعمل والكتابة والمتابعة على شبكة .

لقد كان دورهم ذلك واضحاً نفتخر به جميعاً وهذا دليل على مواقفهم الوطنية المخلصة والشجاعة، وان ما يقومون قد ترك اثرا ايجاباً على انتعاش هذه الروح لدى الشباب في الداخل، ووجد الكثير في هذه المواقع اماكن لنشر آراءاتهم ومقالاتهم وحواراتهم والتواصل فيما بينهم ، لتقارب اهدافهم ورؤيتهم تجاه قضيتهم المركزية قضية الجنوب المحتل ، وهم بقدمون المساعدات والدعم المالي  في تكاليف علاج الجرحى اللذين يتعرضون للاصابات في المسيرات الاحتجاجية خلال السنوات الماضية وغيرها ،  ودعم المسيرات المليونية وكل الانشطة الاخرى ،.

وعلية  أن الواجب الاخلاقي والعرفان الادبي يلزمنا  تقديم الشكر والتقدير لهؤلاء على كل ما يقدمونه من مساعدات ومواقف مشهود بها تجاه قضيتهم الجنوبية ودعم الثورة التحررية ، ونحن نعرف ان البعض من هولا الشباب بالمهجر قد تعرضوا  للسجن في بلدان المهجر والترحيل والسجن في الداخل ولم نجد تلك الاقلام تكتب عن هولا الذين هم من قام في اظهار نشاطهم .

تحية لكل هولا الشباب المهاجرين الاوفيا الداعمين الاساسين لقضية الجنوب وثورته التحررية وها نحن نجدهم داعمين اساسيين للاعتصام المفتوح  .فدوركم عظيم تستحقون كل التقدير والعرفان من قبل الجميع.