fbpx
معركة الجنوب وفرنسا واحدة في مواجهة داعش والتطرف الديني ..!

الدكتور محمد علي السقاف
المذبحة الدموية التي قامت بها عناصر داعشية في قلب باريس في ليلة الامس الجمعة ١٣ نوفمبر والتي اسفرت وفق الاحصائيات المؤقته الي مقتل اكثر من ١٣٥ شخص وجرح المئات من هذه العمليات تسعون منهم في حالة خطرة شبهها بعض المعلقين بأحداث ١١ سبتمبر التي عصفت بالولايات المتحدة في عام ٢٠٠١
للمرة الأولي منذ حرب الجزاذر تشهد فرنسا مثل هذا الحدث الجسيم من ناحية عدد القتلي والاجراءات التي التي اتخذتها السلطات الفرنسية من إعلان حالة الطوارئي وقفل الحدود الدولية لفرنسا .
١ـ التوقيت
————
بعد تفجير داعش لشركة الطيران الروسية في سيناء وتفجيرات بيروت الاخيرة التي راح ضحيتها عددا كبيرا من الضحايا المدنيين جاء توقيت تفجيرات باريس بيوم واحد قبل انعقاد مؤتمر فيينا لبحث الازمة السورية لانهاء الحرب الاهلية الدائرة في البلاد المفترض عقده في هذا اليوم من يوم السبت ١٤ نوفمبر
ان استهداف فرنسا الغرض منه معاقبتها في مشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش وحملها علي وقف تدخلها في سوريا كما اشارت الي ذلك احدي الصحف الفرنسية ان الجهاديين يسعون الي تحقيق اهداف القاعدة الذي عاقب اسبانيا بسبب تدخلها في العراق في إطار التحالف الذي أقامته آنذاك الولايات المتحدة لم تتعرض أسبانيا إلى أي هجمات بعد أنسحابها من العراق
ويشير توقيت الهجمات الان ضد فرنسا ان هذا مؤشر واضح بأن داعش بدأت تخسر في العراق وسوريا وبدأت الضربات الدولية ضدها تعطي ثمارها بعد صحوة الغرب بضرورة اقتلاع هذا الارهاب الدولي خاصة بعد نزوح مئات الالوف من السوريين الي اوروبا وبذلك انطلق الخطر الداعشي الي معقل الديار الاوروبية

٢- المقاربة بين معركة الجنوب وفرنسا
————————————
لم تتنبه مبكراً القيادات الجنوبية بسبب مستواها الثقافي المتواضع ابعاد الأختلاف بين الهويتين الجنوبية والشمالية عند توقيعهم لاتفاقيات الوحدة بين الجنوب والشمال بين وجود من جهة الدولة المدنية دولة سيادة القانون في توحدها مع طرف اللادولة تحكمه المؤسستين القبلية والعسكرية الواقعة تحت قبضة المؤسسة الدينية بين مجتمع يتمتع بالوسطية الدينية ومجتمع حاضن للتطرف الديني المدعوم بميليشيات عسكرية بررت حينها لمحاربة الالحاد والشيوعية المتواجدة في الجنوب حسب توصيفهم للنظامه السياسي
وقد اثبت الحوثيين انهم لا يختلفون كثيرا عن نظام الرئيس السابق في تبرير حربهم ضد الجنوب تارة لمحاربة القاعدة وتارة لمحاربة الدواعش والمعروف ان كلا المجموعتين الارهابيتين هما في الاساس ضد إرادة شعب الجنوب بفك الارتباط وهم مع إستمرار الوحدة من جهة وتاسيس الامارات الاسلامية التي تتعارض مع تاسيس الدولة المدنية دولة سيادة القانون التي تختلف معانيها عن مفهوم العلمانية والإلحاد
مبادىء الدولة المدنية وسيادة القانون وحقوق الانسان هي ذاتها المبادىء والمثل التي تجمعنا في الجنوب مع الاخرين من الدول المتقدمة ولذلك معركتنا واحدة في القيم والمباديء الانسانية

الخلاصة
———
اخطر مايمكن وتهدف اليه داعش وبقية التنظيمات الارهابية تفتيت الوحدة الوطنية للشعب الفرنسي بالايحاء الي ان الشباب الفرنسي المسلم ذات الاصول العربية تشكل خلايا نائمة متعاطفة معها يمكن تحريكها وتعبئتها ضد الدولة الفرنسية مما سيؤدي ذلك الي صعود اليمين المتطرف في فرنسا واوروبا لاعادة النظر في المهاجرين ووضع الجاليات العربية في اوروبا وتذهب ابعد من ذلك بسحب الجنسيات ممن اكتسبوها في الدول الاوربية ومن حسن الحظ ان مستوعي وعي القيادات الاوربية كفيل بإفشال حدوث ذلك .
وعلي مستوي الجنوب صدمت احداث الجنوب الاخيرة أكتشاف الجنوبيين ان البعض من الاخوة الشماليين الذين كانوا يعيشون بأمن وسلام في أراضي الجنوب تحولوا بين ليلة وضحاها الي حوثيين ومن انصار صالح ضد مصالح الجنوب
ولعل ما يخشاه المرء إمكان استغلال الحوثيين والرئيس السابق اليمنيين المتواجدين في دول الخليج في تعبأتهم ضد الانظمة الخليجية في التحالف العربي الداعم للشرعية ومن المؤمل ان لا ينجحوا في خططهم الجهنمية هذه كما فشلت داعش في تأليب الفرنسيين من أصول عربية للوقوف ضد حكوماتهم التي يحملون جنسياتها كما اتضح من ردود الفعل ازاء احداث باريس الدموية  .
في الاخير يجب توقع السلطة الشرعية في اليمن امام توالي هزائم ميليشيات الحوثيين وانصار صالح الي قيامهم مثل داعش بردود فعل جسيمة وخطيرة ضد المدنيين في الجنوب والشمال التي قد تمتد الي بعض دول التحالف في عمليات مشابهة لتفجيرات باريس فالتطرف الديني والاعمال الارهابية متشابهة ونهجها وردود فعلها واحد يجب مواجهتها بحزم وإقتدار .

بريطانيا ١٤ نوفمبر ٢٠١٥