fbpx
اليوم العالمي للصحافة وقفة أليمة

مجاهد القملي
تطورت الصحافة بمرور الوقت ومع تراكم المنجزات التكنولوجية عصرا بعد عصرا فأصبحت التجارة الصحفية ذات أبعاد مختلفات وأوجه متنوعة متسقة مع عصر الميديالوجيا التقني الحاضر القائم على الشبكة العنكبوتية الافتراضية التي مدت أيديها في كل أنحاء العالم ودخلت البيوت بدون استئذان من غير كوابح أو مصدّات تمنع سيل وتدفق هذه المعلومات التي غزت العالم تحت وضح النهار .
بمناسبة اليوم العالمي للصحافة نأسف حقا أن تتاجر بعض من هذه الوسائل بقضايا مصيرية أوبدماء الإعلاميين والصحفيين حينما يسقطون مضرجين بدمائهم أثر عمليات عسكرية طالت هؤلاء الأبرياء على يد تلك الوجوه المقنعة التي لا تعمل إلاّ في الظلام ولصالح الشر ليسجل لهم الارهاب صفحة سوداء في هذا العصر فمنذ العام 1994م يواجه الصحافيون في اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص سلسلة من القيود والملاحقات والتضييق الحكومي والأمني بجانب جملة من تهديدات العمل في بيئة معادية لحرية الصحافة والتعبير.

ونحن نمر بمنعطفات الحياة القاسية تكون الصحافة الجزء الأكبر الذي يسهم في بناء الوطن وانتصاره أن هي اشتغلت في ثنايا الحقيقة وسبيلها وأن هي غاصت في دوامة الكسب والاثارة نالت الجزء المائع الذي يزيد الطين بله وتعكيرا.. الظاهرة الخطيرة وأكاد أصفها بالمخزية تختصر في ثناياها موبقات جمة وسلبيات كثيرة ومثالب كبرى تمس جوانب المهنة الصحفية والنواحي الإنسانية على حد سواء حيث نرى أن أبجديات المهنة الصحفية تقتضي وتتطلب من الصحفي أن يتحرى الدقة والموضوعية والاستقلالية والبعد عن التحريض والتلفيق والاستغلال غير المشروع لقضيته وهي القاعدة المقدسة على حد تعبير الصحفي والروائي الفائز بجائزة بولتز الشهيرة جون هيرسي حيث قال إن هنالك قاعدة واحدة مقدسة للصحافة ..وهي ان الكاتب يجب أن لا يلفق .

وتكررت بشكل لافت قُبيل الحرب الماضية التي شنها الحوثي وقوات صالح على الجنوب ظاهرة الإستدعاء الأمني والاحتجاز القهري لصحافيين وكتاب رأي يعملون لصالح صحف محلية مستقلة و ناقدة ولأولئك الذين يعملون لصالح صحف ووكالات أنباء عالمية فيما خلت سجلات الصحافيين الذين يعملون في صحف موالية لقوات الجنرال صالح وسلطة الحوثي الانقلابية من الإستدعاءات الأمنية وفقا لمراقبين وتنحي المضايقات الأمنية على الصحف ووسائل الإعلام في الجنوب منحىً جديدا واسعا بعد أن كانت الإستدعاءات الأمنية والجرجرة إلى المحاكم محل الرقابة المباشرة لدى السلطات حتى وأن حذت بعض المؤسسات الإعلامية العاملة في الجنوب حذو الصحف التي تتاجر وتبحث عن الربح والشهرة وتمشية بضاعتها على المتلقي وجمهورها الخاص بها الذي يتابع أخبارها ويقضي أوقات فراغه بحرص المتابعة بغض النظر عن القيمة الحقيقة للبضاعة التي تشتغل عليها فهي ترغب دون أدنى شك أن تزيد في معدل شعبيتها وجلب الإعلانات لها أما الرسالة الإعلامية والسياسية التحريرية فهي قضية مائعة تخضع للأخذ والرد بيد أصحاب هذه المؤسسة الصحفية .