fbpx
الفساد يقتل حلم الجنوبيين

بقلم / الباركي الكلدي

بعد أن بدأ الحلم يتحقق لأبناء الجنوب على ان يعيش المواطن مصان في وطنه وحريته بعيدا عن سلوكيات النهب والفساد والتلاعب والرشوه نراه يعود الى المربع الاول وبيد أبنائه
انطلقت ثورة شعبنا في الجنوب منذ سنوات بأهداف سامية في مقدمتها  الحرية والاستقلال والقضاء على سلوكيات سيئة  تخالف القوانين والأنظمة والأخلاق والدين الإسلامي ، استبشرنا خيرا بتحرير عدن العاصمة التي تمثل شعب الجنوب بكل أطيافه وتفويض قيادات جنوبية على أمنها وتسيير شئونها ومراعاة حقوق الناس والحفاظ على ممتلكاتهم
مرت أكثر من سنة منذ تولي هذه القيادات إدارة عدن ومع الأسف الشديد لم يتغير شيء في مؤسسات الدولة لا زال النهب والفساد مستمر فيها وبشكل أكبر وابشع  من السابق
مما اضطرننا  لحمل اقلامنا للكتابة عن واقع مقيت اقل ما يوصف عنه انه مخيب للامال
سنكتب ونوجه اقلامنا ونقدنا إلى السلطة المحلية وقيادات الأمن في عدن  برساله مختصرة المعاني
مفادها ان الاخيرة لم تقم بعملها كما كان يتوجب عليها، وأن السلطة المحلية يجب ان تمثل قيم العدالة والأمن والاستقرار والحفاظ على ممتلكات المواطنين، كون هذه القيادات هي تمثل أهداف الثورة الجنوبية في الأمن والقانون والأخلاق والحرية التي ضحى لأجلها شعب الجنوب بالآلاف الشهداء
فيجب أن يكون اتصافها وخضوعها للمحاسبة، واجب وليس محابه وتمتعها بالشفافية، أمر  مفروض وان تكون امينة وتمثل دولة جنوبية ينشدها شعب بأكمله، تعبر وتحافظ على مصالح الناس.
وانها ان شذت عن هذه المطالب الشعبية فانها قد اساءت موقعها في الدولة وتمثيلها للجنوب وأعطت الانطباع السيئ للجنوب والجنوبيين وانها اصبحت فاسدة لا خير فيها ولا فرق بينها وبين النظام الاحتلالي السابق

مؤسسات الدولة منذ استلمتها قيادات الجنوب لم نراها الا في تدهور مستمر لم تستطيع أن تقدم أبسط الخدمات للمواطنين او تشغيل نفسها بل نراها تزيده المواطن وجعا فوق وجعه
فعلى سبيل المثال لا الحصر المؤسسات التي تستغل من قبل أشخاص ويهبرون دخلها بالدولار

ميناء عدن وهو اهم  ركائز الدولة الجنوبية ومصدر دخل اساسي  للجنوب نرى ان الفساد يستشري فيه كاستشراء النار في الهشيم  نرى  الفساد والنهب مستمر فيه بلا حسيب ولا رقيب
وفوق كل ما ينهب منه من موارد ومصادر هناك معاناة يعاني منها التجار والمستثمرين والمواطنين التي يجب أن تسهل لهم عملية الاستيراد والتصدير
ميناء عدن لوحة مرسومه عن الفساد تبدأ من حارس الأمن الذي يفتح البوابة والذي لن يمررك الا بحق القات و بحقه وهكذا دواليك  فكل ما تمر برواق او  موظف إلا ويريد مقابل او حق القات والا فانك ستعاني الامرين من مماطلة وعرقله داخل الميناء حتى يدفع صاحب الشئ أكثر من ثمنه حق الرشاوي وحق القات تصل الأمور احيانا الى السرقة وإخفاء بعض الأشياء من الميناء ليضطر صاحب الحق. في حلقة دوران مفرغه للبحث عن حقه  لسببين لا ثالث لهما اما لا يعطي الموظفين حق رشاوي  لاسترجاع حقه او لاضاعتها واخفائها لصالح جهات اخرى مما يجعل المواطن يتمنى العودة الى عهد الاحتلال وأنه ارحم من هؤلاء الذين خولهم الجنوب على أمنه وممتلكاته
فساد مابعده فساد
الجنوب والقضية الجنوبية في خطر  لقد تاخر تحصيل النصر الجنوبي وما نشاهده الان من اساليب وسلوكيات لقيادات همها التسابق  على مصادر الدخل والتفكير ماذا يكسبون من ورائها ،

تاخر النصر ولم يعد مسموحا ان يضيع فهل لحكومة عدن ان تقوم بواجباتها
ان من اظهر القوة والشجاعه التي لانظير لها في الحرب واثبتوا انهم صناديد حرب مطالبين الان بان يظهروا بنفس القوة والشجاعه بالسيطره على انفسهم واهواها ومعاقبة ومحاسبة كلا من تسول له نفسه المساس بحقوق المواطنين ..