fbpx
كيف ؟ و لماذا ؟
كتب: عبدالقادر زين بن جرادي
صباح الخير من على قمم جبال يافع، التي تكتسي طبيعتها حللا سندسية خضراء جميلة في أيام الخريف، وتكثر العصافير بزقزقتها البديعة، تملأ الأجواء شدوا يبعث بالنفوس نشاطا، وتنور العقول بالأفكار، فأستلهم من الطبيعة ومن تغاريد الطيور قولا ورأيا، لعله يكون سديدا ، وبالحياة جديدا، وللعباد مفيدا .
سؤالان دائما نكررهما عندما نتساءل عن حالنا ووضع البلاد:
الأول دائما نطرحه عن الشمال وأهله وقادته .
ويبدأ طرحنا بأداة الاستفهام كيف ؟ فنتساءل:
كيف يفعلون ؟ وكيف يفكرون ؟ وكيف يخططون؟  وكيف يتحدثون ؟ وكيف يتخاصمون ؟ وكيف يتفاهمون ؟ وكيف يتوحدون ؟ وكيف يبادرون ؟ وكيف يطرحون ؟ وكيف يأخذون؟  وكيف يسيرون الأمور؟  وكيف يكسبون الآخرين؟  وكيف يتفقون ؟ وكيف يقنعون العالم بما يريدون ؟ كيف يعارضون ؟ وكيف يعاندون ؟ وكيف يماطلون ؟ وكيف يتمسكنون ؟ وكيف يستقوون ؟ وكيف يصرون ؟ وكيف يشدون الشعرة ؟ وكيف يرخونها ؟ وكيف يلعبون ؟ وكيف يسيسون أمورهم؟ وكيف ؟ ثم كيف ؟ ثم كيف ؟ لا يملون ولا يكلون ؟ وفي الأخير كيف يتبادلون الأدوار بسلاسة ؟  أسئلة تحت مصطلح كيف تطرح ونحن من يطرحها كثيرا نبدأها بطرح استهزاء ونختمها باستغراب ، فلا غرابة ما داموا يملكون بوصلتهم بأيديهم ، ويوزعون الأدوار  فيما بينهم بحرافة .
والحديث عنهم يطول لكنهم يصلون إلى غاياتهم متعافين …. لا أعطيهم أكبر من حجمهم، كما قد يقول بعضهم: لقد أعطيتهم أكبر من حجمهم وجعلتهم في صورة العباقرة والجهابذة ……
فأقول عفواً لمن يطرح مثل هذا الطرح، لا ليس القصد ذلك، فإنهم يمضون على سجيتهم ببساطة ، لأسس وضعوها من زمن كمرجعية صلبة يرجعون إليها وقاعدة تنظم علاقاتهم فيما بينهم أن اختلفوا في الظاهر يعودون إليها متى ما تكالبت على قصعتهم الأكلة .

اما السؤال الآخر  فهو يخصنا، أبناء الجنوب، تضع غالبا وأضع خطا أحمر عريضا تحت كلمة (غالبا) ، حتى لا يظن بعضهم أنني متحامل على أهلي وناسي وأحبتي وعزتي وافتخاري أبناء الجنوب ، الذي أنتمي إليهم، أقولها بكل عز وافتخار فهي أرضي وموطني وأرض الآباء والأجداد .
علامة لماذا ؟ أو  ليش ؟ بلساننا العفوي
هي تدل على طرح سؤال عن أخطاء نحن واقعين فيها، نعترف فيها ونريد بكل جدية وإرادة قوية أن نغير مفاهيمها لكي نبلغ غايات عظام .
الأسئلة نفسها التي طرحتها ب(كيف) تطرح ب(لماذا)ونذيلها ب ؟
لا أطيل بالحديث فنحن من سماتنا كثرة الأسئلة وكثرة النقاش والجدل والجدال وقلة العمل، وأحياناً كثيرة نقاشنا لا نصل فيه إلى نتيجة مرضية لأننا نجادل جدالا من أجل الجدال وليس من أجل الوصول إلى نتيجة، لأننا نفتقد في أغلب الأحيان للنجم الذي يتلألأ في السماء ليهدينا إلى صواب اتجاه سفينتنا ، حين تحجب علينا سحب التباينات الفكرية رؤيته في عتمة بهيم الليل في حال لا بوصلة لدينا ، ولم نضع لمرجعياتنا أي اعتبار وكل منا يريد أن يسيطر على الدفة منفرداً يوجهها على رؤياه وينشد له المنشد على ليلاه بما تهوى أن تسمعه أذنه، التي لا تريد أن تسمع إلا لمنشده ومادحه فقط .
والله من وراء القصد ،،،،