fbpx
محمد علي الذماري وصميل عبد ربه 

 بقلم/بقلم / صلاح ألطفي

 كما أسلفت في مقالي السابق :

في مساجد يافع القديمة كانوا أجدادنا يبنون ملحق صغير في صحن المسجد ( ديمة ) يأوي إليها عابر السبيل والمساكين الذين ضاقت بهم السبل من خارج القرى وخاصة من كان يطلق عليهم المشارقة (نسبة إلى الشرق)  القادمون من اليمن بلاد الظلم والظلمات حينها وإلى اليوم .

في أحد الأشهر قدم إلى مسجدنا في قرية ألطف أربعة من  المشارقة المحترفين للنصب منهم 3 مداحين , وأقاموا بعد صلاة العشاء حلقة مديح شعر حزين عن الموت , أنشدوا بطريقة احترافية متقنة قصيدة ليس الغريب المشهورة  :

(ليس الغريب غريب الشام واليمن *** إن الغريب غريب اللحد والكفن ).

 أبكونا وأخذوا ما تيسر وقبل أن يغادروا قالوا لأهل القرية نوصيكم بهذا المسكين , لبوا طلبه , وكانوا ينتظرونه في القرية المجاورة .

وقد نجحوا في عدد كبير من القرى بهذه الحيلة .

 بقي محمد علي الذماري في (الديمة) الكائنة في صحن المسجد وبعد أن أذن المرحوم عمي محمد أبو بكر صلاة ظهر اليوم الثاني  , صعد الذماري إلى شرفة المسجد و نادى :

محمد علي الذماري مسكين يا محسنين , وهو من المعسريييييين , وعياله ميتميييين , ماتت أمهم وعليه  معتمديييييين ,  وعليه  دين له عشر سنيييييين وضاق عليه الحال ثم يقسم , والله لا أخرج من هذه القرية إلا بستة ريال , ويقصد ( ريال ماريا تريزا الفضة المشهور ) .

واستمر بعد كل أذان ينشد ويردد القسم ,  وصادف أن كان في ديمة المسجد المرحوم ( صالح الجهوري ) وكان قد فقد أحد عينيه في إحدى المناوشات التي كانت مستمرة بين يافع والزيود , وحينها لم يكن هناك طب ولا أطباء وعندما شاهد حاله الله يرحمه فقد عقله ,  وكان يمر بين الحين والآخر على قرى يافع فيكرم الناس حاله وكان لا يقبل إلا ما يسد رمقه .

المهم 3 أيام ومحمد علي الذماري بعد كل أذان يردد النداء الذي أصبحنا ونحن أطفال يصعد أحدنا على جدار ويردده عن ظهر قلب .

عند صلاة ظهر اليوم الثالث .. دخل أحد وجهاء القرية المرحوم الشيخ محمد عبد الله عبد الرحمن وقال للذماري أنت ما تخرج من القرية إلا بستة صمول على طول ظهرك وأخذ الصميل ناوي على الذماري , فقفز المرحوم الجهوري كأنه وحش كاسر وقال ( نبثكها أنا فداء أمك ) ثم أستدرك , لكن  يا بن عبد الله أنت وجه من وجوه يافع وشيوخها , وأنا ( نقفوا )  الزيود عيني واليوم مقرون وأنت با يلومونك الناس هات (  الصميل صميلك والأيد أيد الجهوري ) فأخذ الصميل وقال وكنا مجموعة من الصغار دائما يسعدنا بقصصه , عدوا معي لما ( لمبر ) 6: وأخذ الصميل قلنا  واحد , وقال من عين الجهوري وقلنا 2 وقال من بن عبد الله عبد الرحمن وقلنا 3 وقال من عيال ألطف , ضحكنا !!  وقلنا أربعة وقال بدل عشاء الجهوري وقلنا خمسة وقال ماشي صلي الذماري الصبح وقلنا ستة وقال خمسه لا تغالطوني وواصل وقلنا ستة قال كرفت الذماري .

هذه الواقعة ذكرتني اليوم بارتقاء الشحاذة اليمانية , فبعد خمسين عام هذا حال أهل اليمن السعير  :

يصعد سيدهم وسيد محاقهم المدبر عبد الملك الجوثي وينادي عبر الفضاء :

وكأن واقع حاله المزري يردد من الأعماق :

عبد الملك زعيم الحوثيين / وحليف الصفويين / وتحت القصف يئن أنين / وفقد كثير من المقربين , وباقي معه قشر وبندقين / خمسين ريال لله يا محسنين .

وصميل عبد ربه اليوم يسدد ضرباته القاضية على صاحب صعطه وعفاش ونحن نعد الضربات و 1 من عبد ربه 2 من حصار صنعاء 3 من محاولات اغتيالي في عدن 4 من( حوار) موفمبيك   خمسه من( حوار) الكويت , ستة , ثم يرد عبد ربه ,  خمسه لا تغالطوني و باقي معي لهم صمول الجنوب , وصمول الجنوب ألف صميل وصميل .