fbpx
الشعب يموت جوعاً

فهد البرشاء
بات حال الشعب في الجنوب لا يُحتمل ولا يطاق,حال يندى له الجبين, ويتفطر منه القلب الما ووجعا وقهر, وتذرف منه العين دمعا, وتدهور كليا وتعطلت الكثير من المصالح والأعمال, ومن ينكر ذلك فهو كمن يحاول أن يغطي الشمس (بمنخل), أو يحاول أن يزور الحقائق, أو عمل (رتوشات) لذلك الواقع المزري والمؤلم..

الشعب يموت (جوعا) , هذا أقل مايكمن أن نصف به حالنا, وأقل ما يمكن أن نطلقه على هذا الواقع المتردي, فأين هي (بركات) الليث (الرهيص), وأين هي قدرة حكومة (المنبطحين) الخارقة كي تنقذ الشعب وتقف إلى جانبه في هذه المحنة وتوفر له أبسط حقوقه ومتطلباته, وتسانده كي يواجه هذه المصائب والنكبات التي حلت به..

اليوم نحن أمام واقع لايقبل بأنصاف الحلول, وأمام شعب فاض صبره وربما (ينفجر) ويثور في أي لحظة, وحينها لن يستطيع أحد أم يوقف (ثورته) فهي ثورة (جياع) ولن تجدي نفعا أي حلول (ترقيعية) أو مسكنات موسمية تنهي بإنتهاء مفعولها, وسرعان مايعود الألم ليستبد بالبسطاء ويضرب أعماقهم بجنون..

المقتدرون لايجدون ما يطعمون به أطفالهم وما يعينهم على نوائب الدهر ومتطلبات الحياة, ناهيك عن البسطاء والمعدمين  والفقراء  ومن يقعون تحت خط الفقر ويتجرعون المرار ليل نهار, مؤلم جدا أن نصل إلى هذا الحال ويُذل أعزة القوم ويموت أشرافها ويُطحن من لا حول لهم ولا قوة (برحى) الجوع والأمراض والأوبئة القاتلة..

الشعب يموت جوعا والساسة يتصارعون على الكراسي ويتقاتلون ليثبت أحدهم للأخر من (ولد) أولا البيضة أم الدجاجة, وليصل كلٌ إلى غايته وهدفه ومبتغاه, ويحقق أمنيات سادته وأرباب نعمته, ومن لأجلهم باع ضميره وأخلاقه وحتى دينه وإنسانيته الهشة المحنطة,ولم يعد يعنيهم أمر هؤلاء الذين يعتصر الجوع دواخلهم ويمزق الألم دواخلهم, ويفتت صراخ أبنائهم أوصالهم..
الشعب يموت يا ساده أفيقوا,نحن لا يعنينا (كراسيكم) أو مناصبكم, أو صراعاتكم, أو مناكفاتكم, الشعب يريد أن (يقتات), يريد أن (يشرب) , يريد أن يستكين جسده, وتغفوا عينه, وتطمئن روحه, أذهبوا بعيدا (بخساساتكم) وأتركوا هذا الشعب يعيش بين (جنبات) وطنه الذي من أجله ضحى بالغالي والنفيس, وأفنى لأجله عمره وسنوات (دهره)..