fbpx
سعد الحريري والمرشد عبد الرحمن الراشد

ربما ضمن اتفاقية تسليم واستسلام للواقع الذي فرضه حزب الله بقوة السلاح والتآمر وفق المخطط الإيراني ,  أذعن وأعلن سعد الحريري تأييد تيار المستقبل وأمر ممثليه بالتصويت لميشيل عون , وخلال ساعات معدودة انتخب رئيسا للبنان  بعد 31 شهر من معاناة بيروت من معضلة المخاض الطويل متعسرة بالوليد ميشيل الذي حملت به  حمل أنبوبي بأنابيب سلاح حزب الله  وخصبه خبراء إيرانيين , و ظل عالق في حالة عضال بين الصلب والأرداف , حتى تدخل سعد الحريري بأيديه ,  فوضعت بيروت وليدها  شيبا على عتبات الثمانين.

ولحظة إعلان تتويج ميشيل عون احتفلت إيران وحزب الله والأسد  بسقوط عاصمة التنوير العربي ( بيروت ) التي كانت سويسرا الشرق قبل أن تفترش النفايات وتلتحف دخان التوجس وتبحر في الريب , وسط الضباب الإيراني الذي خيم عليها , واختفت على أثره نجومها وانطفأت مناراتها , وضاق صدرها الرحب .

 رفع حسن نصر الله من قلب بيروت شارة النصر الإيرانية,  , معلنا ضم حلقة بيروت إلى القلادة الإيرانية وجعلها الجوهرة في قلب الهلال الشيعي المرسوم والمستهدف تحقيقه , وأصبحت لبنان دويلة تابعة لفارس مثلها مثل دولة المناذرة قبل الإسلام , تابع دوني ومنطلق إمامي تستلم الأوامر من إيران كما هي عليه العراق اليوم  .

يمضي المخطط الإيراني , وتشتد حلقات تآمره على كل مسلم عربي سني , وفق المخطط المرسوم لإيران كأداة فعاله لتنفيذ مخططات الشر القاتلة , ضمن ما يسمى الفوضى الخلاقة , المعدة والجاري تنفيذها بوتيرة متسارعه لتمزيق الوطن العربي وتحويله إلى دويلات متناحرة , حتى يتسنى للمتآمرين نهب ثرواته , بعد تحقيق الهدف الأول بتأمين وتحصين جرثومة الصهاينة التي زرعوها عنوة  في قلب العالم العربي .

واليوم يتماها الدور الإيراني مع دور الكيان الصهيوني بعد الإجهاز على عراق الرافدين , الذي قدمته الولايات المتحدة للصفويين على جفنة دم طائفي ¸ وهنا ينجلي لنا الدور التآمري الذي أسند لإيران , وما تعهدت به في اتفاقاتها وملفتها السرية مع من تسميه  الشيطان الأكبر , وهي أداة من أدواته القذرة  .

ووفق ما تغلف  به إيران مخططاتها بوهم العداء للغرب , رفعت العصابة الحوثية شعارها وعلقته حتى على رقاب الدواب ( الموت لأمريكا الموت  لإسرائيل اللعنة لليهود ) هذه النبتة الفارسية على جبال اليمن التي تحاول إيران سقيها بمائها الطائفي , مثلما زرعت ورعت حزب اللات في لبنان , وها هي اليوم توجه صواريخ إيران صوب مكة المكرمة ومستهدفه بيت الله الحرام !!!.

 فقبل عامين وعند سقوط صنعاء بين براثن الحوثيين , احتفلت إيران كما تحتفل اليوم باحتواء  بيروت , وحينها صرح كبار المسئولين الإيرانيين بسقوط العاصمة العربية الرابعة بفعل هذه العصابة الحوثية مثلما سقطت بيروت بقوة سلاح حزب اللأت اليوم .

ولولا تدخل التحالف العربي الحازم لإنقاذ اليمن من براثن إيران وكبح جماح علوج جبال مران الحوثية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الإبحار باليمن إلى أحضان فارس عبر (بحر عمان ) القريب من إيران .

هنا يجب أن نتوقف عند حلقات المشروع الإيراني التآمرية وأدواتها القذرة, المتمثلة بحزب اللات في لبنان , وأنصار اللات في اليمن .

وعما أبداه الأستاذ الكاتب الصحفي الكبير عبد الرحمن الراشد :

 ففي مقالين متتابعين له في صحيفة الشرق الوسط يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين الأول يؤيد فيه مبادرة ولد الشيخ الجديدة , والثاني شرح فيه قصة صعود الحوثية المعروفة في اليمن , استعرض فيه وقائع يعرفها الجميع , وطرح سؤاله الذي وصفه بالمهم حول مستقبل الحوثية لأنهم فريق خطير , حد وصفه , ثم يضيف , ويقومون بدور لصالح إيران في لعبة إقليمية , !!!   ولعلة أراد به التخفيف وصرف النظر عن مقالة الأول الذي لم يتوقع ما أورده  أبسط المتابعين مثلي .

فالمقال الأول  للأستاذ عبد الرحمن الراشد بلغ الآفاق وكان له صدى أكبر عند (( قوى الممانعة الحوثية  )) وعدوا ذلك كذلك , بشائر إذعان وقبول وملامح وصول تشابه ما قام به سعد الحريري في تسليم بيروت , إلى رفع علم إيران فوق جبال صنعاء اليمن  .

 واحتفوا بطرح  المفكر الأعلى المرشد عبد الرحمن الراشد الذي  وصل إلى قناعة تامة بأن جماعة من سكان الكهوف يقودهم معتوه ,  أصبحوا من الأهمية التي يجب على قوات التحالف أن تستسلم للأمر الواقع حسب  وجهة نظره :

ففي قراءته أو رؤيته للمشهد اليمني اليوم , وكما تعودنا من الأستاذ الكبير عبد الرحمن الراشد , كنا نظنها قراءة عميقة مسئولة وموجهة , تثري القراء والمتابعين , في مقاله الأول عن خطة ولد الشيخ , والذي عنونه ب (( أفكار السلام لليمن معقولة )) .

حيث وصل إلى حد الإشادة بخطة ولد الشيخ , بعد تعريضه بموقف الرئيس الشرعي والحكومة اليمنية برفض تلك المبادرة جملة وتفصيلا .

وقال ( مع هذا أعتقد أنها  تستحق التأمل بايجابية ) ثم استعرض أفكارها بالتفصيل وقال ( أن الشرعية رفضت متعجلة مبادرة السلام واعتبرتها مكافئة للانقلابيين ) , ثم أكد من وجهة نظرة أن الحل المطروح يبدو الأفضل على الطاولة ثم يحاول التبرير بإيراد الأمنيات والتمنيات بالآلية الدولية الضامنة للتنفيذ .

وهنا نتوقف عن الآلية الدولية لتنفيذ القرار ألأممي المعروف 2216 ضد الانقلاب الحوثي وتحت البند السابع , الحي الذي لم يمت بعد والذي يحاول ولد الشيخ قتله وتكفينه بما نسجه من خيوط خبيثة تتماها مع المشروع الإيراني وتشرع للانقلابيين وتمهد لهم الطريق لإسقاط العاصمة العربية الرابعة بأيد إيران .

فهل الأستاذ عبد الرحمن الراشد ومن مكانته المؤثرة ,  فعلاً يقرأ هذا المشهد بعمق ؟

 أم أنه من حيث لا يدري يشرع ويسقي بملء دلوه شجرة الزقوم الحوثية التي زرعتها إيران في جبال اليمن على تخوم أرض الحرمين الشريفين , حتى تشكل منطلق للمخطط الصفوي الذي  يستهدف أمن  المملكة والخليج العربي , بل ويستهدف أقدس مقدساتنا الإسلامية  .

فما يسعى إليه  ولد الشيخ يتناقض جملة وتفصيلا مع قرارات الأمم المتحدة من جهة ,  ومن جهة أخرى هو حلقة معدة سلفاً من قبل المشروع الذي يستهدفون المملكة ومكانتها والذي يعد استهدافها من مسلمات التوافق الإيراني في تحالفاته مع أمريكا غرباً وروسيا شرقاُ .

ختاماً :

 لا أعتقد أن تمر على قيادة وقوات  التحالف العربي , تخر صات ولد الشيخ  , التي تتجاوز ما يجب تنفيذه من العصابة الحوثية , من الإذعان للمرجعيات والقرارات الأممية المعروفة , إلى تكريمهم على كل جرائمهم , ومن ثم ضم صنعاء اليمن , وتحقيق سقوطها الفعلي ضمن المخطط الإيراني المعروف , وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .