fbpx
سلام الله على الحزب الاشتراكي وعلى علي سالم البيض

بقلم/صلاح السقلدي

إذا كان الحزب الاشتراكي اليمني قبل عام 19990م عمل استفتاءً شعبيا بالجنوب بشأن قرار الوحدة اليمنية مع دولة الشمال, ماذا كانت ستكون نتيجة ذلك الاستفتاء؟ مؤكد انها كانت ستكون بالموافقة بنعم للوحدة, بفارق كبير جدا على المعترضين (بلا ).هكذا كان ستفضي نتيجة المزاج الشعبي في ذلك التاريخ .
نقول هذا لمن ينتقدون اليوم على الحزب الاشتراكي اغفاله لرأي الشعب بالجنوب حينها بخصوص قرار مصيري كقرار الوحدة وهم يسعون اليوم للممارسة ذات التصرف بحق الشعب, ومعهم حق في نقدهم هذا, فمهما كانت النتيجة إلا ان أخذ رأي الشعوب بمصيرها أمر مهم خصوصا حين يتعلق الأمر بمصير من هذا العيار. مع اعترافنا أن مثل هكذا رأي جنوبي لو كان أخذ بذلك العام وصوت الشعب كما كان متوقعا لمصلحة الوحدة كان سيكون حُــجة بوجه كل من يسعى الى استعادة الدولة الجنوبية اليوم .أو كما قال أحد قادة الجنوب قبل سنوات أن خير ما علمه الحزب الاشتراكي حينها أنه لم يعلن استفتاء شعبي على الوحدة في ذلك العام وفي تلك الاجواء التواقة للوحدة التي كان يعتقد الناس حينها ان الوحدة مع الشمال كانت سيتكون بساط الريح تنقلهم الى جنة الله في أرضه وإلا كانت النتيجة ستكون صادمة بحاسبات لمن يتلمس طريق العودة الى ما قبل نكبة 22مايو 90م .
ومع ذلك ليس هذا هو المهم الآن بل المهم ما هو حاصل اليوم وكيف نتعامل معه. فمن الطريف بالأمر ان كثيرين ممن ظلوا وما زالوا يعيبون على الحزب الاشتراكي,وعلى علي سالم البيض تحديدا تجاهلهم لإرادة ورأي شعب الجنوب عام 90م ويعتبرونها جريمة لا تغتفر يتوجب محاكمة مرتكبيها’ نراهم اليوم أكثر هرولة نحو التمسك بوحدة منتهية باسم الأقلمة وتعمدهم تغييب رأي الشعب بالجنوب من خلال تبنيهم لهذا لمشروع ما يسمى بمخرجات حوار صنعاء الذي يقضي بقطع الجنوب الى شطرين وابقائه تحت نير وحدة مطلية بلون جديد اسم دولة اتحادية من ستة اقاليم يتم تكرسيه بشكل فج واستهتار صريح بتضحيات الجنوب ومعانته, بل وفي ظل اعتراف كل الشمال بفشل هذه الوحدة, وللأسف تتم أغلب هذه الخطوات الظالمة بأيادٍ جنوبية بل وحراكية ثورية ,ومقاومِــة أيضا. فهاهم اليوم من متأففين الى متلهفين. يا للوقعة يا للوقعة.!
إلى هؤلاء نقول: هل تم اليوم أخذ رأي شعب الجنوب بهذا المشروع الستة الاقاليم كما ظللتم سنوات تتنطعون ؟ هل شارك الجنوب بمخرجات هذا الحوار المزعوم ؟. حتى الفصيل الجنوبي الصغير الذي شارك بمؤتمر هذا الحوار والمسمى (مؤتمر شعب الجنوب) برئاسة المناضل محمد علي أحمد لم يتم الآخذ بكلمة واحدة مما قاله وقدمه بذلك الحوار, وتم تجاهل كلما قدمها وقاله في ذلك الحوار, فرؤيته للحل من اقليمين بحدود عام 90 تم تمزيقها ونثرها شذر مذر في قاعات وردهات فنادق و قصور بصنعاء. ثم ماذا لو تم اخذ رأي الشعب بالجنوب اليوم بمخرجات حوار 2013 و2014م هل سيقبل بها كحل لقضيته الوطنية وبالاستمرار بهذه الوحدة باسم الاقلمة وبشطر الجنوب الى نصفين ايضا؟ قطعا لم يكن يقبل ذلك في حينه أي قبل ثلاث أو اربع سنوات من اليوم, فما بالك اليوم بعد الحرب الأخيرة التي سحقته سحقا.! فهل هذه هي الديمقراطية التي سلختم جلود حكام 1990م من أجلها وجلدتم الناس بسبب تجاهلهم لها؟.
ان خطيئتكم اليوم وأنتم تغيبون ارادة الشعب وتتماهون مع هذا المشروع (المؤامرة) هو أفدح ضررا واشنع جرماً من تصرف وتجاهل قيادة الحزب الاشتراكي وأمينه العام حينها علي سالم البيض قبل عام 1990م لسبب بسيط وهو أن تلك القيادة حين اندفعت نحو وحدة 22مايو 1990م لم يكن امامها عبرة تعتبر بها وتستفيد منها كالتي أمامكم اليوم . فأن كانت قيادات الاشتراكي قد اقدمت على وحدة بتلك الطريقة بسبب حُسن نيتها- أو قل بسبب سذاجة تفكيرها – فأنكم اليوم تكررون الخطأ ذاته عن تعمد وسبق اصرار وليس عن حسن نية او سذاجة تفكير كمن سبقوكم وأنت تدركون المآل الذي سيودي به مسلككم, هذا فضلا عن تعمدكم لتفويت فرصة تاريخية سنحت للجميع لإعادة الأمور الى نصابها التاريخية قبل عام 90م وتصحيح تلك الخطيئة التاريخية من خلال الاستفادة من وقائع مجريات الأمور التي انتجتها حرب 2015م على الأرض.
سنسمع ذات العبارة المكررة : (( عاده مش وقته الآن, وأن الظروف اليوم ليست متهيئة على الصعيد الجنوبي ولا على المستوى الاقليمي لاستعادة الدولة الجنوبي, وقد يثير زعل التحالف والشرعية)). حسنا لنفترض ذلك, ولنفترض أنكم لا تقدروا على زعل الشرعية, فهل إشراك النخب الجنوبية ولو بالحد الادنى في إعادة صياغة مثل هكذا مشروع مصيري كمشروع مخرجات حوار صنعاء وتحسين موقع الجنوب فيه أن كنتم مصممون على القبول به أمر صعب ويتعارض مع الاوضاع الاقليمية بالمنطقة ويثير زعل التحالف والشرعية؟ مع أننا نعرف ان عبارة: ((عاده مش وقته )) هو باب الطوارئ الخلفي لمن يريد ان يتهرب من التزام قطعه على نفسه أمام الناس.
فأن كان عاده مش وقته القيام بخطوات لاستعادة دولة الجنوب فهل هو وقته إدخاله ثانية بوحدة جديدة ظالمة باسم الستة الاقاليم؟؟ وإن كان عاده مش وقته الحديث عن استعادة الدولة فهل هو وقته ان تساهموا بتقسم الجنوب وطمس قضيته ومساواتها بقضية تهامة أو قضية ختان الاناث وزواج القاصرات التي ناقشتها مخرجات حوار فندق موفنبيك صنعاء التي اقرت دولة الستة الاقاليم؟. وهل هو وقته ان تقبلوا بمخرجات حوار لم تشاركوا فيه ولم يكن لكم فيه ناقة ولا جمل؟.
إن كان الأمر ليس وقته بالحديث عن استعادة الدولة الجنوبية فيجب أن يكون مش وقته الحديث عن وحدة جديدة باسم الأقلمة, وإن كان الحديث عن استعادة الدولة الجنوبية سيزعل التحالف والشرعية فأن إدخال الجنوب بوحدة تعسفية بهذه الطريقة سيزعل ملايين الجنوبيين وسيجعل العشب الأخضر فوق قبور الشهداء ان يتحول الى قش يابس,هكذا يقول منطق العدالة وميزان الإنصاف.
خلاصة إن كان هذا الطريق الذي ستقودون الناس إليه ومصممون الى جر الناس مرة أخرى كقطيع أغنام الى باب اليمن, ومصممون أن لا تتعلموا مِن تجارب مَـن سبقوكم فأننا سنقولها بصوت عالٍ: سلام الله على الحزب الاشتراكي وعلى علي سالم البيض.
*خاتمة: لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى .