fbpx
سُحقاً

فهد البرشاء

سحقاً لشعب لم يتعض مما مر به،ولم يتعلم من المصائب والنكبات التي حلت به، سحقا لمن يعي بعد أن مخلوع اليمن وزبانيته لن يتركوا شعب الجنوب يستكين او يرتاح أو يطمئن..

سحقاً لحكومة عجزت عن حماية من أعادوها للبلاد بعد  ان نكلتهم مليشيا الحوثي والمخلوع، ورحّلتهم خلف المجهول دون حول ولاقوة،وهم يجرون أذيال الخزي والعار والإنكسار والقهر..

سحقا لمن جعلوا دماء ابنائنا واجسادهم قربان تأكله نار الكيد والكيد المضاد،وكبش فداء لمناكفاتهم السياسية والمناطقية والمناصبية، وجعلوا من أشلاء الأبرياء وأجسادهم الغضة النحيلة ولائم (دسمة) لتلك الحيوانات الضارية التي لاتفرق بين البشر والشجر والحجر..

سحقاً لنا لأننا نملك قلوباً غلبت عليها العاطفة،وعقولا تصدق معسول الكلام وحلو البيان،وهرطقات السفاحين ودموع التماسيح،فكنا نحن دون غيرنا الضحية ونحن من يدفع الثمن..

سحقا لنا لاننا لازلنا نؤمن أن في تلك الأصنام والأحجار التي (يقدسها) البعض فائدة ومنفعة وخير، بينما هي لم تخدم ذاتها،ولازلنا نتغنى بها وبأمجادها وبطولاتها التي أكل الدهر وشرب عليها،ظنّاً منا أنهم وحدهم من سيعيدون وطناً تلاشى بين (مسالخ) الساسة،و (مقايل) الكذب..

سحقاً لكل من ستمر عليه هذه الجريمة كسابقاتها مرور الكرام ولن يندى له جبين ،أو يتفطر له قلب، أو يذرف له دمعاً، ودون أن يحرك ساكن في مياة الخساسة الراكدة ومستنقعاتها القذرة التي تفوح رائحتها في كل مكان..

أفيقوا يا أمة باتت تقدم أبنائها للموت وهي ضاحكة ومبتسمةً وفرحة،مقابل ريالات بائسة هزيلة لاتسمن ولاتغني من جوع،أفيقوا وقولوا كفى عبثاً،كفى إستهتاراً،كفى هدراً لدماء الأبرياء،كفى تمزيقاً لأجساد الشرفاء، قولوها بصوت يملء الدنيا ضجيجاً ورعباً..

قولوا نحن من أطعمكم بعد جوعكم،نحن من كساكم بعد عُريكم،نحن من آواكم بعد ضياعكم،قولوا لهم أستباح الحوثي وصالح حرماتكم،وكبلوا حريتكم ونحن من حفظ لكم كل هذا،قولوا لهم نحن لانتسول،نحن لانشحت،نحن أعزة القوم فأحفظوا دماء ابنائنا..