fbpx
​الراية التي تخيفهم
احمد جباري ابو خطاب
لم اجد في قراءاتي  عبر التاريخ الحديث راية اخافت قوما  مثلما فعلته راية دولت الجنوب ( راية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا ) بالوانها الثلاثة  ( الاحمر والابيض والاسود) و المثلث الازرق الذي تتوسطه  النجمة الحمراء ..
  كانت وماتزال مصدر فزع يخيف رموز دولة الوحدة ونضامها القبلي الاستعماري  القمعي  حيثما كانوا  .
ومثلما كانت مصدر يخيف ويقلق مضاجع الشماليين جميعا  كانت بالنسبة لشعب الجنوب رمز الانتماء والتمسك بهويتهم  ووجودهم ودولتهم التي حاول نظام صنعاء  طمسها والغائها والتعدي حتى على تراث وتاريخ الجنوب الزاهر والمشرق في كل فصوله  ..
كان الا نتماء للوحدة  – بالنسبة لابناء الجنوب –  ماساة بكل ماتحمله الكلمة من معنى فقد افصح الشماليون بكل مذاهبهم ومشاربهم عن نظرتهم ومفهومهم للوحدة – منذ اليوم الاول لاعلانها –  باعتبارها الحاق وضم للجنوب الى معمعة اللا دولة واللا نظام الذي يعيشه مجتمع الشمال ومازال غارق فيه ..
ومن هنا ضهرت بسرعة على السطح  وبالعلن  بعد اشهر قلائل من اعلان دولة الوحدة الخلافات  بين  الدولتين التي  تم دمجهما بصورة قسرية بلا  تعقل او دراسة واقعية او حتى عقلانية حتى كانت قمة الماساة  باجتياح جحافل  الجيش  الشمالي ومليشياته السلفيه الجهاديه  والقبائل المسلحه  للجنوب عام 94م بقوة السلاح  والاستيلاء عليه وضمه والحاقه الى ( مخضرية )  الشمال التي لم ولن يستطيع  احد تصنيفها وتعريفها  حتى يوم الدين..
من هنا  مورس ضدهم كل الوان القتل والالغاء و التهميش والنفي حتى بات الجنوبي مواطن من الدرجة الثالثة وصار متهم بكل انواع التهم  التي تفقده حتى حق  المواطنة ناهيك عن سلبه حق الوطنية والانتماء للدين و للوطن ..
شيوعيون بالقطرة يجب ذبحهم وتصفيتهم ..
 ثم انفصاليون يجب تهميشهم وحرمانهم من ابسط حقوق المواطنة ..
ثم ارهابيين  وتكفيرين يجب احراقهم ودفنهم ..
 واخيرا صومال وهنود يجب نفيهم وطردهم من وطنهم وبلادهم
  وهم بذلك حاولوا الغاء  كل خصوصيات وايجابيات وثقافة شعب الجنوب  ومجتمعه المدني  ودولته التي ترسخ فيها النظام والقانون وتواصلت فيها انوار  الثقافة والابداع  لاجيال وعصور تم فيها بناء الانسان الجنوبي  بدرجة رئيسية .. بل والغاء طموحات شعبنا بالبناء الحضاري  والتقدم الاجتماعي والسياسي ومواكبة العصر وتطوراته
تجاه كل هذا كان شعب الجنوب اكثر تمسكا وثباتا بهويته وانتمائه واكثر ما اخاف طغاة الشمال  ان سياستهم التي مورست باتقان وتفنن  لطمس هوية الجنوب وانشاء  جيل معزول عن تاريخه وماضيه .. جيل  تابع لثقافتهم القبليه   ومتمرس على سلوكياتهم  المتخلفه
 فاذا بهم يرون هذا الجيل الذي تربى في حضن الوحدة  ينهض بقوة فيقود ثورته السلمية التي امتلات بهم الساحات وصدحت بهتافاتهم عنان السماء معلنا عن هويته الحقيقة  مطالبا باستعادة  دولته المسلوبة  فهزت عروشهم  واقلقت مضاجعهم واخيرا هزمتهم شر هزيمه  في ساحات الحرب والدفاع عن الوطن والكرامه والانتماء ..
 وكانت راية الجنوب هي الرمز الذي استمسك به ابناء الجنوب قاطبة  فرسموه على جدران منازلهم ورفعوه راية في سمائهم  ونسجوه ثيابا على اجسادهم بل ونحتوه بالوانه الزاهية  على قمم جبالهم ..
كان ذلك تحديا عظيما  افقد نظام صنعاء وزبانيته واذنابه صوابهم بل كان  مصدر هلعهم الدائم – ومايزال- وسيبقى مخيفا لهم  حتى بعد اعلان دولة الجنوب رسميا برفع رايته  على سارية الامم المتحدة والمنضمات الدولية في القريب العاجل ان شاء الله تعالى..
ولعنا هنا نذكر من  يصطادون اليوم في الماء العكر محاولين ( تغيير  لون الطلاء الذي يراد وضعه على الجدران المنهارة لوحدة 22 مايو 1990 بغرض تغطية عيوبها وإخفاء آثار كوارثها ونكباتها)
سواءا بمحاولة فرض  ( الاقلمه ) .. او من خلال  نبش واذكاء الصراعات   التي داس عليها ابناء الجنوب وتجاوزها شعبنا الواعي والقادر على تجاوز كل الصعاب في كل المراحل ومنها محاولة  تمزيق النسيج الاجتماعي التي  نرى البعض يحوم  ويلوح به  اليوم  وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا .
فهاهي  راية الجنوب الواحده الموحده هي السبيل الاوحد والرؤيا الشامخه لبناء مستقبل دولته بنسيجها الاجتماعي الواحد ويكفينا ماجلبته علينا النضرات الضيقة  والمشاريع العقيمة التي عشنا فصولها  و سنعيش فصول قادمة اشد ماساوية وضياع  اان  لم نتعض ونتعلم من دروس الماضي واخطائه . فلننظوي جميعا  تحت راية  واحده ..ووطن يضمنا جميعا اسمه ( الجنوب العربي )
احمدجباري( ابوخطاب )
القاهره بناير 2017 ,