fbpx
بن دغر .. اصدقنا القول، من أنت؟

 

بقلم : محمد الغيثي

لا يجد المتابع للشأن اليمني الا ان يقف حائراً أمام مايجري هناك  فالنصر لم يتحقق في جبهات القتال بمعنى النصر الكامل الا ما حصل في المحافظات الجنوبية وما قام به الجنوبيين في البقع والمخاء بالإضافة الى “المديريات ذوات الحاضنة السنية في أجزاء من مأرب واجزاء من الجوف” ماعدا ذلك فإن الصفقات المشبوهة التي يضطلع فيها الاخوان المسلمين والموالين للمخلوع من حزب المؤتمر الشعبي العام قد أدت الى تصفية بعض الرموز العسكرية المقاومة وتخلصت من بعض الوحدات العسكرية.

 

تصرفات هؤلاء هي سبب مصائب اليمن بشكل عام والجنوب على وجه الخصوص. شاركوا المخلوع  فساده اثناء حكمه، وبعد اندلاع الحرب تقاطر هؤلاء القتلة والفاسدين والتحقوا بالشرعية وأوصلوا بعضهم البعض الى أعلى هرم الشرعية مستثنين التاريخ المشين والأسود لبعضهم البعض حتى استولوا على معظم مفاصل السلطات الشرعية. تخيلوا، يكفي الواحد منهم ان يعلن عن موالاته للشرعية حتى لو قتل ألفاً من اليمنيين، وحتى لو والى الشرعية بعد عام من عاصفة الحزم. تدخل هؤلاء في كل شيء فأفسدوا كل شيء. بداية بجبهات القتال وانتهاء بالإدارة المحلية للمناطق المحررة. جميعهم وبدون استثناء من نائب الرئيس الإخواني “علي محسن الأحمر” ومروراً ببن دغر الذي حقق انجازاً واحداً وليته لم يقم به، دفع رواتباً للحوثيين ولقوات المخلوع ! وانتهاء بسنافرهم الإعلامية وأدواتهم الحزبية الصغيرة.

 

هؤلاء لم يخفقوا في ادارة الحرب بل عملوا على افشال احراز اي نصر في جبهات القتال والعمل على اطالت أمد الحرب واستنزاف التحالف العربي والسعي لتقاسم الغنائم كما عملوا على ادارة كل شي بالطريقه العفاشية لانهم لايتقنون غيرها أصلاً. تقاسموا مناطق النفوذ وقاموا بتوزيع المناصب والرتب والالقاب واستنساخ كل تجارب الفساد التي زرعتها وحدة المخلوع القسرية. ومايجري في الجنوب من قبل بن دغر خير شاهد ودليل. وإلا ما الذي يبقي الأوضاع متردية بالكامل في عدن “أتكلم عن الخدمات لا عن الأمن” ما الذي يعطل اي محاولة لتحسين حياة الناس في الجنوب الذين لولا تضحياتهم لما تواجد بن دغر في معاشيق؟ أوليس بن دغر مسؤلاً مسؤولية كاملة عن توفير الخدمات؟

 

في الحقيقة أنني لا ارى مبرر يجعلنا نفرط بالتفاؤل في من كانوا أدواة للمخلوع طيلة عقود مضت، وبقوا الى جواره الى حين حلقت طائرات التحالف العربي فوق صنعاء، واليوم اصبح هؤلاء يعقدون الصفقات المشبوهة على مقدرات الجنوب معطلين حركة التنمية وبناء المؤسسات المدنية وخاصة في العاصمة عدن. ومن يبعث بالاموال كمرتبات للانقلابيين في حين ان أسر الشهداء والجرحى والمقاومة في الجنوب يتضورون جوعاً لا يمكن له ان يكون صادقاً أو حاملاً لمشروعاً وطنياً أو ضامناً لأي زاوية من زوايا الكرامة.

 

حرر الجنوبيين بدعم التحالف العربي المخاء والبقع الخارجتين عن جغرافيتهم والواقعتين في اطار مشروع تحرير جغرافية العرب من ايران ومع ذلك يصر هؤلاء على رفع شعار المخلوع عام 1994م “الوحدة او الموت” دون مراعاة لأي تضحية ودون تقدير لأي جهد. يرفعون هذا الشعار ويرددونه من مناطق حررها الجنوبيين مع ان المخلوع لم يقتل نفسه حين سقط الجنوب من يده وتحررت عاصمته عدن الأبية.

 

أخيراً، يبدو لي ان بن دغر عندما يعامل الجنوبيين فإنه لا زال يستخدم نفس مستوى التفكير الذي كان يراود مخيلته عندما كان يعتلي منصة السبعين مناصراً ومؤازراً للمخلوع كل يوم جمعه، ونسي ان الجنوبيين وكما يقول أحدهم “أعرف كل شيء عن الخيانة، فقد تزوجت ستة زيجات ناجحة جداً” ومع ذلك لا أقول للجنوبيين الا كما قالت زوجة الرئيس الامريكي السابق فرانكلين روزفيلت “إذا خانك الشخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت”