fbpx
تحرير العقل من الإحتلال ..!!

حتى بعد أن تحررت العاصمة عدن .. تنفرد بنماذج متباينة من حالات الوجود المحتقن.. المنسد ..المتسيب.. فمظلة الحياة الروحية والإجتماعية هنا في المدينة تمتد من المعاناة إلى الوجع بكل مثالبه وضحالته.. والإنتظار يمتد من الصبر الخالص مروراً بالتداخل والتماذج المدني حتى بالعيش تحت قسوة هذا الظلام .

وما تفرضه هذه التلاعبات والاختناقات من سلوك تجاه الإنسان أو تجاه الحياة الإجتماعية القاسية يحتاج إلى ثورة ثقافية تنفجر من خلال الواقع الذي يستوجب خلق القاعدة الفاعلة لتغيير الإنسان الجنوبي بالصورة التي تلائم طبيعة واقعنا السيء والمتدهور وتحافظ على وحدتنا الوطنية بكل أبعادها “هذا سيجدي كثيرا حينئذ ” دون ذلك سنموت جفافا عقليا وسندرك العواقب حين تحل النهاية المؤلمة وتتجلى خفايا رموز الممانعة ..

حياتنا الفكرية والسياسية تحتاج إلى وقفات طويلة المدى في كل جوانبها.. 

ولكي لا نذهب بعيداً وندخل في متاهات جدل كثيرة علينا أن نتأمل ممارسات قطاعات كبيرة من مسؤلين وعمال حيال قضايا مهمة وخطيرة تؤثر في مسار الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية للشعب ونستطيع أن نحدد هذه الممارسات في الصفة التي يتحدث بها بعضهم سواء أكان من منطلق عصبوي منتفع متحزب أو من لا منطلق.. 

وهى صفة المثقف المؤمن العارف والمدرك لبواطن الأمور وتنتهي الممارسة عند حد الحديث فقط.. بل خدمات المجتمع وهمومه المتواصلة.. منذ نهاية الحرب وحتى يومنا هذا يسمع الشعب كلام فارغ ومنتهى المهزلة بشأن حقه في العيش .. جلهم يبحثون عن عوالم يغرقون فيها ذواتهم حتى لا ينشغلوا بمشاكلهم الحياتية المتمثلة في كسرة الخبز وجرعة الدواء والماء ونسمة المعرفة ..

 والبعض الآخر الذي يدعي إمتلاك مفاتيح الانفراج من خلال نعيق كبيرهم الذي يحاول كسر عنق الحقيقة بمواعيد كاذبة وثرثرة ممقوتة كثر التصنيف الساخب إزاءها .. على الحكومة الشرعية ومن على شاكلتها أن يناقشوا ذواتهم ويعملوا على تحريرها من عقدة التعالي وإمتلاك حق الوصاية على الآخرين واحتقار ضمائر وإنسانية شعبنا و شهدائه وأن يعملوا على تحييز توزيع صكوك الوطنية التي خرجت مؤخرا من وسيلة إعلامية تابعة لشرعية الرئيس وهي الطعنة الفاجرة بظهر الشرعية حين رفض مدير قناة عدن الفضائية التي تبث من الرياض رفع شارة الحداد على روح الشهيد الجنوبي اللواء احمد سيف المحرمي أكبر قائد عسكري يستشهد في مواجهة الانقلابيين بالمخا اليمنية ويكتب الكثير عن جمال عز الدين أنه يسير القناة بسياسة مخالفة لسياسة الشرعية الإعلامية ويمارس كثير من السقطات الإعلامية المثبطة لدور وحجم شرعية الرئيس وجيشه الوطني …

ليعلم الجميع أن الإنسان الجنوبي في معركته التحررية والمصيرية يحتاج إلى مثقف حقيقي يخدم الوطن لا مدعين وأساطين يوظفون القيم لخدمة ذواتهم أو بمعنى آخر الإنسان الجنوبي يريد المثقف المتقد الوجدان.. لأن الوجدان المتقد يسع كل هموم الناس وأمالهم وأمانيهم وتطلعاتهم .. 

والله من وراء القصد