fbpx
الشهيد “مصطفى محمود الشيبي الحوشبي” رحيل أبطال..!


كتب عزالدين الشعيبي
نعم كل الذين أحرزوا وسام الشهادة من شباب الجنوب في الحرب ضد مليشيات الحوثي وعفاش درجوا إلى رتبة الوفاء للوطن، فتمخضت من دمائهم انتصارات شعب ووطن ، وحفلت بتضحياتهم ثورة شعب جنوبي ظل يقاوم ويثور بمختلف وسائله منذ ما بعد حرب صيف ٩٤ حتى الحرب الأخيرة التي أوجد الشعب الجنوبي نفسه على سطوع الفداء والتضحيات التي صنعت النصر لكل الجنوب ، كل شهدائنا تركوا لنا ألم الفراق، كما تركوا لنا بنفس الوقت فخر ما صنعوه، سيما وكان ناتج المعادلة وطن جنوبي ،

الشهيد مصطفى محمود الشيبي .

نعم: صدق التاريخ : (( جنود مجهولون.)) وشهيدنا هو حيا على أية حال، تراه حيا في الساحات التي كانت تحتضن فعاليات الشعب الجنوبي ، تراه حيا في الجبال والمواقع القتالية التي تصدت لعنجهية العدو، تراه حيا في صفوف المقاومة الجنوبية، تراه حيا في جدران المعتقلات والسجون بذنب أنه حمل حبا للجنوب ، تراه حيا تحت رأية الوطن وجنودها الأوفياء.
الشهيد مصطفى محمود الشيبي : من أبناء مديرية المسيمير بمحافظة لحج وأحد أبرز مناضلي الثورة الجنوبية ؛ ومن أسرة مناضلة فذة لها بصماتها في النضال .

الشهيد مصطفى : الشهيد الشاب الذي لم يكن متزوجا بعد ، والذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، اسم ارتبط بذكر ثورة جنوبية .

لا نزايد عندما نقول :أنه وطني ثائر بحد ذاته، فلا فعالية ولا مهرجان للحراك الجنوبي إلا والشهيد حيا في صفوف الحشود الجنوبية .

لا نزايد عندما نقول : أنه مسيرة شعب مقاوم بحد ذاته ، فهو الذي هب مع شباب مديريته المسيمير للدفاع وصد تقدم مليشيات العدو عن مديريته ووطنه ، وهو الشاب الذي أعتقلته عنجهية المليشيات بعد سيطرتها على المديرية- المسيمير- بحجة لغته المستهجنة ضدهم ، وهو الشاب الذي وجهت إليه فوهات بنادق جنود العدو لإصراره على التجوال بمديريته رغم المنع الذي كانت تتبعه قوى العدو بحضر التجوال، وهو الشاب الذي كان له شرف تحرير مديريته بمعية رفاقه المقاومين ..
الشهيد مصطفى الحوشبي : تراه حيا في معارك باب المندب وضمن جنود الوطن وتحت قيادة القائد هيثم قاسم قاتل قتال الأبطال ، تراه حيا وهو يواصل المعارك في جبهة المخا لدحر مليشيات العدو ، تراه حيا رغم الرصاصات الثلاث التي اخترقت صدره فوق جبل النار على مشارف معسكر خالد بن الوليد لترديه مضرجا بدمائه قد نهشت جسده الطاهر .

 

نعم فاضت روحه الطاهرة الزكية إلى باريها ، طار بمسيرة حياته إلى صفوف الشهداء الأبرار ، لكن ما يدب الحياة في قلوبنا ونواظرنا إلى اللحظة حتى وما بعد استشهاده هي مواقفه الشرفية ، تلك الحياة التي خلدها ما بين نضال ، دفاع ، مقاومة ، ولاء جنوبي ، حب وطن ، تضحيات ؟
تدرون لماذا يحتم علينا الكتابة والإشادة بمسيرة حياته هو بساطة حياته وطبيعية شخصيته المتواضعة ، وصمتة نضاله عاش عيشة المناضلين دون ضجيج ورحل رحيل الشهداء الأوفياء أيضا دون ضجيج .
فنم وتوسد التراب وارتق بدمائك المهرقة وسام الخلود ، ولتحفك رحمة المولى – عز وجل –  وكما نسأل المولى أن يلهم وطننا الصبر والسلوان بفقدك وفقد كل الشهداء الجنوبين الأبرار.