fbpx
لن يصح إلا الصحيح ..

د . عبدالرحمن الوالي

فلنناقش كذبة واحدة يكررها دائما أعداء الحراك الجنوبي ويساعدهم (إعلام ومال وقوة) يتعمد دائما انكار الحقائق ، والكذبة هي أن الحراك الجنوبي لم يقاتل في حرب الغزاة 2015، بل أنهم يذهبون كثيرا إلى القول أن الحراك الجنوبي صرح حينها أن (الحرب لا تعنينا)، وهذه أكذوبة .
ولنوضح أولا حقيقة .. وهي أن الحراك الجنوبي ليس مكونا واحدا بل هو مكونات عديدة (وفيها مدفوع الثمن وفيها المخترق للحراك وسبق أن حذرنا ولازلنا نحذر من الجنوبيين الذين يرفعون علم الجنوب لاغتيال الجنوب) وهو أمر معروف منذ الاحتلال في عام 1994 عندما كان الاحتلال يأخذ تصريح لشخص أو حتى بيان لمكون وهو تصريح أو بيان سيء جدا ويضر الحراك ، ثم ينسبه الأعداء (لكل) الحراك حتى يحاولوا تشويه سمعته ونضاله المبدئي الشريف .
وبالعوده الى حرب 2015م فإن التحالف أعلن دخوله الحرب في 26 مارس 2015م !! فهل هذا هو موعد بداية الحرب ؟! ، بالطبع لا.
الحرب بدأت قبل ذلك بكثير .. وكانت قوى الحراك الشريف وأبطاله في مقدمة الصفوف منذ بداية الحرب ضد الغزاة ، ومعروف المعركة العظمى للحراك في مواجهة أدوات الغزو في معسكر الصولبان والتي استشهد فيها العملاق علي الصمدي – الله يرحمه – في 19 مارس 2015 (قبل إعلان التحالف) وهو أمر معروف للكل .. ومعروف أن أبناء عدن كانوا يقاتلون في كل مديرية وحي وشارع قبل إعلان التحالف وقدموا قوافل من الشهداء .. وكانت الغالبية العظمى من المقاتلين هم أبطال الحراك،
و في الضالع قاتل أبطال الضالع من منتصف مارس إلى منتصف إبريل عند وصول الدعم الجوي بالقليل مما توفر لديهم ، فمن الذي كان يقاتل ؟، كان أبطال الحراك هم النسبة العظمى هناك.
وعندما تم تشكيل مجلس مقاومة في عدن كانت قيادات حراكية معروفة بتاريخها الحراكي منضويين في إطاره .. ولو عددنا لوجدنا الكثير من الأمثلة من عدن إلى المهرة .
إذن ماذا أغاظ ويغيظ أعداء الحراك ؟؟.
ما أغاظ الأعداء .. هو أنه عندما بدأ التحالف بارسال الدعم المالي والسلاح اختار في البداية ألا يتعامل مع الحراك مباشرة .. وذهب للتعامل مع فئات بعينها (وهذا من حقه بحكم رؤيته ومصلحته ، برغم طبعا ملاحظاتنا على ذلك) .. حينها اعتقد عملاء الاحتلال أنها فرصة لتحريض الحراك ضد التحالف وضد الجنوبيين الذين معه .. فهل كان من المنطق أن يقاتل الحراك شركاءه في التحالف والجهات من أنصاره الذين يقاتلون معه الغزاة من قطعان إيران (عفاش والحوثي) لأنهم لا يسلموه دعم مالي ولا سلاح .. بالطبع غلطة لا يمكن لشرفاء الحراك أن يرتكبوها ضد شعبهم ومستقبله .. فالعدو معروف تماما وهو الغزو العفاشي الحوثي (الاحتلال) ، وهنا في هذه اللحظة التاريخية ظهر معدن وحنكة كثير من القيادات الشريفة للحراك الجنوبي .
فالمعروف حينها أن بعض جهات جنوبية مدعومة من التحالف كانت ترفض وتمنع أن يرفع الأبطال علم الجنوب في الجبهات ( ربما ليعطوا انطباع أن الحراك غير مشارك في المعركة ، وحسابات أخرى ) .. ومن هنا ظهرت حنكة قيادات حراكية شريفة عبر تشاورات بدون زعيق أو ضجيج ( وفي وسط المعركة) .. وقالت لمن يتشاوروا معها من أبطال الجبهات (إياكم والصدام مع التحالف أو الجهات التي يدعمها ، وقاتلوا في صفوفهم ضد العدو المشترك ودعوا التحالف يعطيهم القيادة لأنها ليست مطلبنا ، وتمسكوا بعلم الجنوب في معركتكم لأن الأهم هو الجنوب)، وبالقطع أن التحالف حينها أثبت ذكاء كبيرا وحنكة عندما أوقف بعض أنصاره من معاداة رافعي علم الجنوب وسمح للحراكيين أن يكونوا في الجبهات رافعين علمهم بعد أن رأى أسود وأبطال يقاتلون تحت راية هذا العلم ورأى حكمة قيادات حراكية شريفة لم يكن يهمها أن (تلعلع) اسماءها كقيادات بل يهمها انتصار الجنوب .
واثبتت حكمة وذكاء التحالف والحراك أنهم اتفقوا (تلقائيا بدون صكوك) على قاسم مشترك لا يقلل من أهمية ماقدمه التحالف (وهو كثير جدا) ولكن بدون تجاوز أهداف الحراك بالاستقلال ..وتثبت المعركة حتى الآن أن التحالف والحراك وقوى جنوبية كثيرة تحقق الانتصارات بشكل واضح في جبهات يرفع فيها إلى جانب أعلام التحالف … علم الجنوب فقط .
الخلاصة أن الحراك وتحت عنوانه المعروف (علم الجنوب) كان ولازال في مقدمة صفوف المعركه منذ بدايتها (انظروا أعدادهم في قوائم الشهداء والجرحى والأسرى) ولم يكن لديه أي تفكير لا سابقا ولا حاليا أن ينسب الانتصارات إليه، ولم ولن يفكر في التقليل لا بالتحالف ولا بقوى ناصرته والذين أصبحوا بكل شجاعة يرفعون هم أنفسهم علم الجنوب، وهذا بالضبط هو ما أغاظ أعداء الحراك .. ويريدون أن يشقوا صفه مع التحالف وهؤلاء هم أنفسهم الذين كانوا ولازالوا في أحضان أعداء الجنوب ،، الأعداء الذين يحاولون تشويه النضال الشريف للحراك ، وكانوا هم ومن يديرهم يسموه خلال سنين طويلة بأنه … الحراك القاعدي !! .