fbpx
إعلان عدن التاريخ .. إنبعاث لفجر جديد

 

في  27 من أبريل من العام الجاري أصدر الرئيس هادي حزمه من القرارات الظالمة بحق العديد من القيادات الجنوبية التي عملت تحت رايه الشرعية بعد تحرير الجنوب من القوى الحوثوعفاشيه ، حيث عملت بكل ما أوتيت من قوه وجهد على تثبيت الامن وتحقيق بعض الإنجازات على الأرض ، في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وقد تم بذل الكثير من الجهد والعمل المضني الا ان تلك القيادات ظلت مكبله من قبل الشرعية حيث لم تقدم أي شيء يذكر لدعم تلك الجهات ، بل وصل به الأمر الى حد التآمر وطعن القيادات الجنوبية من الخلف والعمل على تحجيم دور تلك الجهات ونسب أي نجاح للشرعية الهاربة في فنادق الرياض .

ومع ذلك لم تتوان الجهات الجنوبية في تقديم ما تستطيع تقديمه من عمل مثمر لصالح الوطن الجنوبي ، لقد رمت سلطه الشرعية بكل اخفاقاتها على مختلف الصعد على السلطة المحلية في عدن ، وهي تعلم علم اليقين أنها هي المسؤولة أولا وأخيرا عن أي أخفاق ، بل أن هذه السلطة تعمدت إذلال شعب الجنوب حيث وقامت بوضع الكثير من العراقيل في طريق هذا الشعب المغلوب على أمره ، فمن أزمة الكهرباء والمياه إلى أزمة الصرف الصحي والبنية التحتية ومرتبات العمال والموظفين إلى الكثير من الازمات الأخرى ، التي أصبحت تعصف بالشارع الجنوبي حتى أن معظم المؤسسات تعمل دون موازنات تشغيليه ، ومع هذا فإن بعض المؤسسات استطاعت تطبيع الأمور والعمل بالحد الأدنى من العمل المؤسسي .

وبدلا من أن تعمل الحكومة على تضميد جراح الناس وهمومهم التي خلفتها الحرب ، عمدت على تأجيج الازمات الواحدة تلو الأخرى حتى أوصلت السلطة المحلية لطريق مسدود ، بهدف خلق التصادم بين السلطة المحلية والشارع الجنوبي لكنها لم تفلح لان الوعي الجمعي لدى الشعب أكبر وأعظم من كل المؤامرات ، ولهذا لم تنجح تلك السلطة في أشعال الشارع الجنوبي وتحريضه ضد سيادة السلطة المحلية ، بل ان ذلك خلق مزيدا من التلاحم بين القيادة والشعب في عدن .

وبعد أن ظنت سلطة الشرعية ان الظروف قد نضجت للإطاحه بالقائد عيدروس الزبيدي وبقيه القيادات الجنوبية الأخرى ، أصدرت قراراتها المهينة لها أولا في ليلة حالكة السواد ، وقد تعمدت أصدار تلك القرارات في ليل 27 أبريل وهي تدرك أنها ذكرى مؤلمة على الشعب الجنوبي  ومع هذا تمادت وبصوره خرقاء ، ولازالت تتمادى في غيها دون أي رادع او وأزع من ضمير أو أي أخلاق أو حصافة سياسية ، تجاه هذا الشعب الأبي المعطاء الذي فتح لها أرضة ووطنة بكل أريحية بعد أن كانت مهاجرة في أرض الشتات والفنادق .

لكن رب ضاره نافعة فرغم تلك القرارات المجحفة لشركاء حرب 94م الان تلك القرارات كانت تلك القرشة التي قصمت ظهر البعير ، وأظهرت الحجم الحقيقي للشرعية وأظهرت مدى تأمرها ضد كل ماهو جنوبي ، كما انها أيقضت المارد الجنوبي ( الشعب ) الذي وقف صفا واحدا خلف قيادة القائد الزبيدي وخلف الشيخ المقاوم أبن بريك فخرج الشعب الجنوبي منتفضا في إحتجاجات حاشدة شملت كل الجنوب من أقصاه إلى أقصاه تأييدا لتلك القيادات الجنوبية التي ولدت من رحم النضال الجنوبي الممتد على طول سنوات الاحتلال اليمني .

أن تلك القرارات قد أشعلت كل أرض الجنوب تحت أقدام الشرعية ، ولو لم تكن الشراكة مع التحالف العربي في الهدف والمصير المشترك لتم رمي تلك الشرعية خلف الحدود ، وعدم القبول بها نهائيا مع العلم ان القبول بتلك الشرعية هو قبول مؤقت حتى تنتهي العملية .

ولقد فرطت الشرعية في القيادات الجنوبية والشعب الجنوبي وهم من حققوا النصر الحقيقي في أرض الجنوب ضد الغزو الحوثوعفاشي ولازالوا يحققون النصر في أرض الشمال وبالتعاون مع قوات التخالف العربي بقيادة العربية السعودية ودولة الامارات الشقيقة ، لكن الامر تحول إلى الضد مما تأمل الشرعية بكافه فروعها حيث تحول ذلك إلى ثورة عارمة زلزلت كيان الشرعية ، وفي اللحظات التاريخية الفارقة الاستثنائية تؤكد القيادات التاريخية الاستثنائية .. التي تخرج من رحم المعاناه والنضال وبالفعل أذنت تلك اللحظات بميلاد قائد وزعيم جنوبي واعد بإذن الله تعالى .. هو عيدروس الزبيدي مع رفيق دربه هاني بن بريك وكذلك قائد الامن شلال علي شائع وغيرهم القيادات الشابة والواعدة .

وفي 4 مايو 2017 م كان الرد مدويا وقويا ووصل إلى مسمع العالم كله ، حين فوض شعب الجنوب اللواء عيدروس بتأسيس الحامل السياسي الجنوبي وذراعه العسكري المقاومة الجنوبية ، الان تنتصب أمام القائد عيدروس وبقيه رفاقه مهام صعبة وجسيمة للغاية ، تتطلب الكثير من الجهد والعمل الدؤوب حتى تحقيق النصر ، حيث ان المهمة لابد من وضوح الرؤيا فيها  وتحديد الأهداف والتعامل بشفافية مع المحيط الإقليمي والعربي والدولي .

كما انه هنا يجب أنه لايمكن تحدى الإرادة الجمعية لشعب الجنوب بقرارات جائرة تخدم أعداء الجنوب في المقام الأول ، بل أن ذلك الفعل الطائش من قبل الشرعية أدى إلى زيادة اللحمة الوطنية الجنوبية بعد ان ظن البعض أنه تم تفكيكها وتمزيقها وإلى الابد ، بحيث يتم تمرير مشاريعه المنقوصة .

إن الحامل السياسي الجنوبي لقضية الجنوب أصبح ضرورة ملحه لتتويج النضال الجنوبي وإيصال قضيتة سياسيا وحقوقيا في مختلف المحافل الاقليمة الدولية ذات الشأن ، وكرديف لهذا الحامل لابد من تأسيس مجلس عسكري يضم كل القوى العسكرية في إطار واحد ( المقاومة والجيش الجنوبي ) بحيث يكون ذلك المجلس الذراع العسكري للحامل السياسي الجنوبي بغرض فرض الامر الواقع على أرض الجنوب ، وبالعمل الجاد الصادق والمبرمج والتشاور مع الجميع والإسراع في الإنجاز لان المرحلة لاتحتمل التأجيل والتسويف .

 

                                                *سهى عبدالله