fbpx
شرعية بلا أشرعة

شرعية بلا أشرعة وإن جاز التعبير بلا أجنحة وأجنحتها مكسورة شرعية ماتت مشاعرهم وتبلدت أحاسيسهم وتحنطت رجولتهم وأدميتهم حالهم كحال الميت والطعن في الميت (حرام)..

لا تتمنوا أو ترجوا منهم خيراً فما للضمان في النار ماء، وما للمستغيث عند (الأصم) إلا الحسرة والوجع لن تجدي أي لغة للتفاهم أو للتخاطب فقد اعتادوا أن (يصمّوا) آذانهم ويغمضوا أعينهم..

سنة تأكل أختها وشهر ينحر الآخر، وأيام تمضي وتتوالى وحال المواطن يزداد سوء وضيق ونكد وضنكل الفقر يعبث بالمتعفيين والجوع يسحق أمعاء البسطاء ،والمرض يفتك بالكثيرين ،وحكومة الفنادق (والكبسة) لم تتحرك قيد أنملة ولم يرف لها (جفن)، أو يندى لها (جبين)..

الأيام تمضي في ركبها وتترك خلفها أفواج من الناس يموتون جوعاً والماً وحسرة، وتسحق المعاناة والواقع الرديء ما تبقى منهم ويجرف البؤس والعناء والشقاء كل شيء كسيل (عرمرم)، وحكومة الكراسي لم تحرك ساكن وكأن هؤلاء هم (ضريبة) تلك الكراسي التي يجلس عليها هؤلاء الأصنام..

تردي خدمات، انقطاع مرتبات، قتل بالجملة فساد بالجملة، وصكوك العمالة والخيانة تُصرف هنا وهناك، والوطن (يتحلل) ويذوب ويتلاشى بين أيادي العابثين ومعاول الهدم التي دأب هؤلاء الأصنام على استئجارها كي تدمر كل جميل في (الجنوب)، وكي يظل الجنوب على صفيح ساخن..

وتناسى هؤلاء أن الجنوب من صان (كرامتهم) وحفظ ماء وجوههم، وأعاد لهم (شرعيتهم) التي سلبها الحوثي والمخلوع من غُرف نومهم أي جحود هذا؟ وأي نكران للجميل وللمعروف ؟

يتبجحون في الفضائيات، ويتشدقون في المواقع والصحف ببطولات لم يصنعوا منها شيء، ويتحدثون عن خدمات ووعود عرقوبيه كاذبة لم يُنجزوا منها شيء، والمواطن في (عدن) وغيرها يموت ببطء ويكتوي بنار الألم والمعاناة والانسحاق..

الشرعية إن لم تكن هي المواطن البسيط هي الأرملة، هي الطفل اليتيم، هي الأم الثكلى، هي الجائع، هي الجريح، هي المريض، فهي شرعية بلا أشرعة ولا تمثل سوء نفسها وأجندتها، ولا تمثل سوء أسيادها وأرباب نعمتها الذين لأجلهم تنكرت لكل شيء وباعت كل شيء ولم تحفظ للود شيء..

شرعية يُقتل أبنائها فترقص طرباً، يموت أطفالها فتنتشي فرحاً، يُسحق بسطائها فتدس رأسها في التراب كـ(النعام)،  فلا تسمع لها إلا همسا، ولأتذرف منها دمعا، ولأتلقى لما يحدث بالا..

أيها النائمون خلف الكلمات الكاذبة، أيها المتلذذون بالموائد العامرة، أيها المتشدقون بالأمجاد الزائفة، الشعب يُذبح من الوريد إلى الوريد ويموت ببطء، فأخجلوا من أنفسكم وكفاكم كذباً وزيفاً وزورا..

شرعية بلا أشرعة وفاقد الشيء لا يعطيه، فكيف ترجون منها الفائدة، وتتوسمون فيها الخير وتناشدون فيها الإنسانية والضمير والآدمية..

أخيراً صبراً جميل والله المستعان على ما يصفون..