fbpx
#يافع_المدد_لاخواتها_درع_وسند

 

كتب #أنيس_الشرفي

لم أكن أحب بأن أتجه للكتابة عن يافع وأسطر منغصاتها في أيٍ من مقالاتي،بإعتبار ذلك أمر يمكن مناقشته في إطار التداول البيني والتواصل الخاص،بيد أن ما قرأته مؤخراً من الحديث الآخذ بين مادحٍ أو منتقد،وخصوصاً ما ورد في منشور على صفحة الصديق فتحي بن لزرق على الفيسبوك،قد دفعني للكتابة لإيضاح ما التبس على البعض فهمه،وتدارك ما بالغ البعض بطرحه هنا أو هناك. لذا سأوجز لكم رأيي من خلال النقاط التالية:

– الواقع الذي عايشته الجنوب أثناء الحرب أثبتت بأن أبناء الجنوب جميعاً إذا ما حلت الشدائد كانوا على قلب رجل واحد لا يرتبطون بداعي قبلي ولا مناطقي،فقد لبوا نداء الواجب من داخل الوطن ومن أرض المهجر واحتشدوا في ميادين الوغى،مؤثرين التضحية والفداء على النعيم والراحة،فهبوا جميعاً للدفاع عن العقيدة والعرض والأرض يحملون اللواء ويتنافسون على البذل كلٌ منهم يجود في مجاله بما يستطيع،دون أن يعلم أحدهم إن كان سيبقى حتى تنتهي الحرب حياً يرزق أم سيواري جثمانه تحت الثرى قبل ذلك،فكانت لهم الغلبة وانهزم العداء،لأنهم وجدوا الجميع صفاً واحداً يتنافسون على التضحية لا تهمهم المناطق ولا القبليات.

– يافع لم تكن يوماً ضد أبناءها بل كانت ولا زالت سنداً وعوناً لكل من ترى فيهم الخير لحمل لواء الوطن ويمضي به نحو العليا سواءً كان ذلك الشخص من أبناءها أو من أي منطقة أخرى،لأن أبناءها ذاقوا مرارة الغربة وعرفوا ماذا يعني أن يكون لك وطنٌ يغنيك عن هموم وغموم الغربة ومعاناتها،فهم رغم ضآلة دخلهم يقتسمونه بين مصاريف أولادهم والتبرعات الوطنية متى ما سمعوا أن ذلك سيصب في مصلحة الوطن المسلوب،لذا تجدهم أحرص الناس على نقد أصحابهم متى ما بلغتهم معلومة عن سلبية أو خطأ أحد أبناءهم، وإن كانت المعلومة مجرد إشاعة غير صحيحة،لأنهم مستعدين لمواجهة أحب الناس إليهم من أجل استعادة الجنوب وإقامة دولته التي تغنيهم عن تجرع مآسي الغربة وهمومها.

– يافع سعت وتسعى لتكون محافظة ولم تعترض يوماً عن أن يتم اعتمادها كمحافظة لأنها فعلاً ستتحرر من معاناة المركزية، وما تواجهه من تهميش واقصاء في التوظيف، واهمالها من التضمين في موازنات المشاريع،لكن أن يكن الأمر مجرد إشاعة فلسنا سذج لنطبل لقرارٍ لم يصدر، لكن أملنا أن يتم انصافها ومنحها ذلك الحق الذي يجب أن تناله، خصوصاً أن لديها من المقومات البشرية والمادية التي تعينها على اللحاق بركب المحافظات الأخرى وتجاوزها.

– يافع منذ عام 1967م وحتى اليوم وما بعد اليوم لم ولن تسعى لإستحواذ السلطة أو الثروة،ولا الدفاع عن أحد أبناءها من موظفي الدولة بداعي الانتماء المناطقي،ليس جبن من يافع ولا ذلة،فرجالها تشهد لهم ساحات الوغى وميادين الحروب، ولكن لعلم يافع بأن أبناءها المسؤولين هم رجال دولة ورجل الدولة يجب أن تدافع عنه وتسنده أجهزة الدولة لا القبيلة أو المنطقة،ولأن الشماح بتدخل القبيلة للوقوف في وجه سلطات الدولة سيفقد الدولة أهم مقوماتها والمتمثلة بهيبتها وسيادتها.

– يافع جود وعطاء وسيفٌ يقظ مضاجع الأعداء تنشد الشراكة الوطنية وتناضل لإقامة الدولة العادلة التي تحفظ الحقوق وتقيم العدل والمساواة والحرية، وتحقق التنمية والإستقرار.

– من تقدم صفوف التضحية والفداء في مواطن النزال،وتقدم صفوف الجود والعطاء في مواطن الغوث والمدد،لن يسعى للاستئثار بالسلطة أو الثروة،ولن يقبل بالتهميش والإقصاء، في المقابل لن يهد بنيان شيده ورفع بنيانه بيديه وحمل أحجاره على ظهره،لكنه سيبذل جهده ويسعى ما استطاع لإصلاح الاعوجاج كلما تبين لنا وجوده،ولن ينتظر حتى يكتمل البناء فيعمد لهدمه ثم يعيد بناءه من جديد،بحجة أن الأساس كان فيه عيباً،بل سيسعى لإصلاح العيوب أولاً بأول.

– وأخيراً،نعدكم بأن أبناء يافع ومعهم كل الأحرار من أبناء الجنوب الكرام سيواصلون مهمة البحث عن قيادات تقدم الهم الوطني الجامع على المصالح الشخصية والمنافع المناطقية،ولم ولن تقبل ولا يشرفها أن ينتسب إليها من ينطبق عليه توصيف الأخ فتحي بن لزرق الذي قال فيه “هناك سياسيون كالعاهرات ينامون على افرشة مختلفة،ويملكون ورائهم من يغسل قذراتهم”.

وختامها بقول الله تعالى((كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)) الآية (17) سورة الرعد.