fbpx
الحقيقة الغائبة !

الكتابة عن الآخرين بواقعية وفي اطار النقد البناء صفة لا يتحلى بها إلا قلة من الصحفيين والكتابة المرموقين، وفي زمن كالذي نعيشه اليوم افتقدنا لتلك الاقلام التي إن كتبت يصبح للكلام معنى وللنقد قيمة تعم بفائدتها بدرجة رئيسية من نكتب عنه وتسهل له مسألة التعرف عن نفسه، ذلك أن الكثير من الخلق وقد قدر الله لهم أن يتبوأوا مناصب كبيرة لا يعرفون حقيقة ذواتهم ويعيشون وهما كبيرا في الحياة.

 

 

 

وبنظرة سريعة للوسط الصحفي وافرازته نرى أنه منقسم بين مادح قادح والاثنان يتحركون بجهل فاضح ومسيء للمهنة أو بمعنى أصح للرسالة الإعلامية المراق شرفها على الأوراق بأخبار وروايات ومقالات وقصص لا تمت للواقع بصلة وليست ذات صلة بلغة الإعلام واخلاقيات المهنة.

 

 

 

يكتب أحدهم منشورا تنويهيا بأنه يجهز مقالا لسلخ س او ص من الناس ويرسم في ذهنك صورة لجزار ملطخ بدماء المواشي ومخلفاتها تحاول أن تطرد تلك الصورة من ذهنك فترى آخرا وهو يعلن عن نشر فضيحة من العيار الثقيل ويطالب بانتظاره فترتسم في ذهنك صورة أخرى لمجرم بعين معصوبة وعلى وجهه ندوب خناجر تحيط عينيه هالة سوداء كونها الإدمان، وقد أختلف مع زعيم العصابة، تحاول أن تطرد تلك الصورة بتحديث الصفحة فترى صورة مقلوبة للواقع وتحتها يحتدم الخلاف بين مهاجمة ومدافع، مدافع بغرض المصلحة ومهاجم بدافع الحقد.

 

 

سألني أحدهم بعتب مخلوط بالخبث لماذا أنأى بقلمي عن الخوض في مثل تلك المناكفات والحروب الكلامية الممولة، فأخبرته بأن القلم الحقيقي لا يكتب إلا بموجب الحقيقة والحقيقية غائبة اليوم ويكذب من يدعي ادراكها، والجميع يسير صوب المجهول.