fbpx
ايها العالم , نحن أسياد هذه البقعة الغالية من الارض

ايها العالم , نحن أسياد هذه البقعة الغالية من الارض

ابو عهد الشعيبي

فُشل الإحتلال وانتخاباته على أرض الجنوب يوم أمس 21 فبراير 2012م فشلاً كبيراً وماحقاً, وأنتصر الحراك الجنوبي السلمي العملاق إنتصاراً وطنياً وسياسياً وإعلامياً ساحقاً.. أنه حدثاً زاهياً وضع الحقيقة الناصعة المجسدة لعظمة الشعب الجنوبي المعطاء وتضحياته الجسام على جبين التاريخ ليكون شاهداً على قدراته وإستبساله وقوة إرادته في مقارعة الغزاه وعلى ضعف المحتل ودناءة أدواته ورخص عملاءه وإنهزاميته , وقد كان الحدث إنتصاراً لتطلعات وآمال الجنوبيين وبشكل غير مسبوق وغير متوقع على النحو الذي شهدناه وشهده كل العالم الذي كانت عيونه مفتحه ومصوبه على الركن الجنوبي الغربي لجزيرة العرب بهذا اليوم ..

صحيح أن شعبنا قد هزم هذا المخطط منذو اللحظات الاولى لتدشينه وانتصر عليه مبكراً عندما استطاع إغلاق الجنوب كاملاً بوجه لجان القيد والتهيئة ليمنعها من الوصول إلى مدنا ومناطقنا وقرانا لتنفيذ مهامها القذرة فيها , إلأ أن عنصر المفاجئة الذي أكسب النصر قيمة مضاعفه وبنكهة وطنية عريقة وأصيلة زادتنا فخراً ومشاعرنا زهوا هو ذلك المتمثل بالسرية التامة في خطط الحراك التي وضعها بعنايه محكمة لـ مواجهة المشهد الاخير في يوم الإقتراع , وهي الخُطط التي أُعدت بشكل دقيق وذكي تبناها نشطاء أكفاء وشجعان , وشاهدناها متحركة بفاعليه على الارض من خلال مسيرات المداهمة المباغته التي نفذها الشباب بصدور عارية على كل أوكار البيع والتزييف والتآمر الإنتخابية في كل الاحياء والمدن والمناطق ليسقطوها تباعاً الواحد بعد الآخر بعد أن قدموا في سبيل ذلك عشرات الشهداء والجرحئ رحمهم وشفاهم الله ..

لاشك بان هذا الحدث المحوري في مسيرة قضيتنا بما له من أهمية في توقيته وأبعاده ودلالته السياسية سيجبر كل الاطراف ذات الصلة بأوضاعنا على تغيير حساباتها تجاه قضيتنا وسيرغمها على إعادة القراءة من زوايا غير تلك التي أعتمدتها طوال السنون الماضية , ومن جديد يؤكد الحراك السلمي الجنوبي أن لا سيد على أرض الجنوب غير ابناءه وعلى من يريد الوصول إلى مصلحته بهذه البقة الغالية من الارض آمناً مطمئنا فلـ يمد اليد إليهم ولا سواهم ! , وهو إنجاز تاريخي عظيم لشعب الجنوب الأبي يضاف لإنجازاته الكثيرة والعديدة , ولا بد انه مع ذلك قد نقل القضية الجنوبية نقلة نوعية على كل المسارات وإلى كل الساحات المختلفة الإقليمية والدولية معرفاً إياها ومن فيها بحقيقة ما يدور على الارض الجنوبية ولمن السيطرة عليها اليوم , وقد أدهش شعبنا بإنتصاره هذا العالم المتلكئ وأرغمه على التعاطي مع التفاصيل والصورة ذات الالوان الجنوبية الخالصة ولأول مرة بشيئ من الإنصاف وإن كان ذلك في حدود التعاطي الإعلامي فقط حتى اللحظة.

وعليه فاننا نتمنى ان يتبع هذا الإنجاز وعلى وجه السرعة عمل وطني وسياسي جنوبي منظم ومؤسسي على كل المستويات , وفي الحقيقة ايضا أن الحدث يمثل فرصة جديدة وتاريخية يمنحها هذا الشعب الجبار لقياداته الشريفة لإعادة ترتيب صفوفها وبنائها الوطني , وفيها ما فيها من علامات القوة والثقة والركون فيه وعليه لمواصلة المسير ,ومن جانبنا نحن العوام من الناس فأننا نناشد قيادات الحراك ورموزه الوطنية والسياسية في الداخل والخارج إلى سرعة الإرتقاء بالواجب وبالمسؤليات المقاه على عاتقها إلى مستوى إفرازات ومعطيات هذا الواقع السياسي الجديد الذي وصلنا إليه بفعل إرادة شعبنا المكافح , والنهوض إلى مستوى أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة والمفصلية بكل ما لها من دلائل وأبعاد على المستقبل , ولا ينبغي أبداً التأخر في هذا التحرك المطلوب , وكم أتمنى أن يتداعئ الشرفاء في الداخل والخارج خلال الايام القليلة القادمة لترجمة هذا التوجه الذي تحتاجه هذه القضية العملاقة .

أخيراً ونحن لا نزال في غمرة النصر لا أقول إلا الحمد لله رب العالمين على عونه وتأييده وغوثه لشعبنا , ونسأله تعالى الرحمة والفردوس لشهداء قضيتنا والشفاء العاجل لجرحاها الابطال , ووالله إني من سنين ما شعرت بالسعادة وراحة البال مثلما شعرت بها أمس واليوم ، ويا رب تستمر …

ألف مبروك لشعبنا ..والحمد لله حمداً كثيراً طيبا