fbpx
حديث الصراحة .. اليمن بين ثلاث سلطات ورئيس في المنفى

علي بن شنظور

كنت هذا الصباح وكعادتي في متابعة الأخبار من مختلف القنوات المختلفة والمتصارعة محليا وعربياً, اتابع احتفالات الذكرى 55 لثورة 26 سبتمبر فإذا بقناة اليمن الشرعية تعيد كلمة الرئيس هادي من محل إقامته في العاصمة الرياض والتي تشبه المنفى وان حاول البعض إيهام الرئيس بأنه الحاكم الاول لكنه يدرك ان القرار قد سُلب من الجميع وبات في يد الدول العظمى والتحالف بعدهم..

بينما تبث قناة اليمن من القصر الجمهوري بصنعاء حفلا متواضع للمجلس السياسي.. ويلاحظ أي مراقب أو متابع لطبيعة ما يدار في الإعلام., الفرق الكبير بين محاولات استنساخ السلطة والرئاسة وبين الواقع الذي كان عليه نظام الرئيس اليمني السابق صالح والذي كان يعمل لهذه المناسبات بهرجة كبيرة واصبح اليوم يتابع الحفل مثله مثل البقية من خارج الشاشة.. حتى وان اوهمه البعض بأنه زعيم اليمن. ولكنه يدرك ان اليمن لم يعد فيها لا زعيم ولا حاكم فعلي.!!

ان أي متابع للمشهد اليمني سوف يلاحظ ان التقليد دائما ليس كالواقع ,حتى وان جلس صالح الصماد في كرسي الرئيس وتم ايهامه بأنه رئيس الجمهورية المفقودة اصلاً, ولكنه يعلم ان القرار ليس بيده ولا العالم الخارجي ومنظماته الدولية يعترفون بذلك. إلى جانب أن من يحكمون في الشمال هم خارج القاعة أو في طهران وان انكر البعض هذه الحقيقة..!

وهكذا نرى من يحاول ايهام رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي مع احترامنا للجميع.. بأنه صار رئيس دولة وجمهورية ذات سيادة كما نقرأ للبعض في منشوراتهم..!! بينما ندرك ان العالم لا يعترف بذلك الواقع والجنوب ما يزال تحت الفصل السابع ,ويدرك الجميع منا ان القرار بات في الخارج بيد الاشقاء في الرياض وابوظبي وان انكر البعض هذه الحقيقية..!

وهناك فرق بين تقليد وضع كردستان ووضع الجنوب فكردستان باتت على بعد خطوات من إعلان الاستقلال.. بامتلاكهم دولة ومسيرة طويلة..

الخلاصة.

ان الشمال و الجنوب تتنازعه حاليا ثلاث سلطات, سلطة في صنعاء تحكم الشمال, وسلطة في عدن تحكم الجنوب باسم الشرعية وبوجود المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة التي لا تنتمي للمجلس,  وسلطة في مأرب في الشمال يديرها حزب الإصلاح وان كانت باسم الشرعية..!

ورئيس للجمهورية اليمنية الرئيس هادي وهو رئيس شرعي بالنظر إلى أنه اُنتخب في ظل توافق تام في الشمال حتى وان كان الجنوب حينها مقاطع للانتخابات وليس للرئيس هادي, ومعترف به من العالم الخارجي.. لكنه رغم ذلك لا يستطيع ان يستقر في عدن أو في مأرب أو في غيرها من اراضي اليمن أو الجنوب المحررة, وأما في صنعاء فالواضح ان عودته مستحيلة.

كل هذا يحدث حتى وأن قال الرئيس هادي ان وجوده في الرياض هو توزيع ادوار مع نائبه ورئيس حكومته, الّا ان عدم عودته ستظل تثير علامات الاستغراب!!والتساؤل..

كيف رئيس شرعي وفي المنفى!!؟

ومتى ما سمعنا ان دول التحالف استطاعت ان تخرج من هذا الوضع ,وحققت أسس للشراكة مع الجنوب اولاً, والتقارب بين الرئيس هادي والمجلس الانتقالي والقيادات الأخرى خارج المجلس الانتقالي, وتنهي الخلاف القائم الذي جعل الجنوب لاحي ولا ميت.. فحينها يمكن أن نسمع عن اقتراب انتهاء الصراع والأزمة بشكل عام في اليمن. مالم ننتظر ما سياتي في علم الغيب ,ونسأل الله السلامة للمواطن الصابر..

والله من وراء القصد