fbpx
في ذكرى مقتله السادسة.. القذافي حاضر في ليبيا
شارك الخبر

يافع نيوز – العربية.نت:

قبل ستّ سنوات من اليوم، قتل العقيد #معمر_القذافي وسقط معه نظام حكم ليبيا لمدة فاقت الأربعين سنة بقبضة من حديد، ليترك مكانه لنظام لم تتحدد ملامحه بعد، ومع كل ذكرى يقف الليبيون وسط مفترق، فيتحسر البعض على عهد القذافي لكن البعض الآخر يحمّله مسؤولية الأزمة التي تعيشها البلاد.

وقتل القذافي يوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن عمر يناهز 69 سنة على يد مجموعة من الثوار المناهضين لنظامه، إثر محاولته الاختباء في نفق لتصريف المياه بعد الهجوم على موكبه من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي في مدينة سرت مسقط رأسه، ولا يزال مكان دفنه غير معلوم إلى حد اليوم.

ورغم مرور 6 سنوات على مقتله، لا يزال القذافي حاضرا في الذاكرة الليبية، واليوم الجمعة استحضر الليبيون على حساباتهم وصفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، الصور والتسجيلات التي توثق مختلف مراحل حكمه وكذلك مقاطع الفيديو التي صوّرت اللحظات الأخيرة من حياة القذافي، كما قاموا بنشر أجزاء من أهم خطاباته وصور لملابسه الفريدة وتصرفاته الغريبة خاصة خلال زياراته الخارجية.

ولقي هذا الموضوع تفاعلا كبيرا على الشبكات الاجتماعية واحتل نقاشات الليبيين اليوم، حيث اختلفت مواقف المغرّدين، فبينما عبّر العديد منهم عن تحسرّهم على النظام السابق وحنينهم لأيام القذافي وقاموا بالترحم على روحه، رد عليهم آخرون بالسخرية واعتبروا أن القذافي هو من يتحمّل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في ليبيا اليوم.

اعتبر الناشط سليم المالكي، أن السنوات الأخيرة الماضية أثبتت أن “القذافي لم يكن مشكلة ليبيا الأساسية بل كان بطلها وأن إسقاط نظامه أغرق الدولة في فوضى أمنية وسياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية ونعرات قبلية واقتتال كانت في غنى عنه طوال السنوات التي حكم فيها معمر القذافي”، مضيفاً أن هذا الوضع “دفع بالعديد من الليبيين إلى التعبير عن حنينهم لنظامه وعهده بسبب العبء الذي سببته لهم الثورة في كل المجالات”.

أما المدوّن محمد بن عبادي، فقال إنه “مهما كانت الأخطاء التي ارتكبها معمر القذافي خلال سنوات حكمه، إلا أنه دافع على دولة ليبيا وعلى سيادتها ووقف ضد كل الأطماع الخارجية ورفض كل التدخلات الأجنبية وحافظ على توازنها وسعى إلى تطويرها ووفر كل ما يحتاج إليه المواطن، أمّا الآن لا يوجد لا نظام ولا ديمقراطية ولا هيبة للدولة وهناك فقط عودة إلى الوراء رغم التضحيات التي قدمّها الليبيون”.

ورغم ما تمر به #ليبيا اليوم من أزمات متعددة لا تنتهي، ترى عائشة الندّاب، أن “وفاة القذافي هو أهم حدث عرفته ليبيا لأنه أنهى عصرا من الظلم والجهل والدكتاتورية”، مبينة أن “الوضع الحالي هو نتاج الفكر المتخلف الذي زرعه القذافي طوال سنوات حكمه لدى كثير من الشعب الليبي، والتخلص منه يستدعي بعض الوقت”.

ويحمل عدد من الليبيين مسؤولية الواقع المرير الذي تعيشه ليبيا إلى معمّر القذافي بسبب تغييبه للمؤسسات، على غرار الناشط فرج فركاش الذي أوضح أن “ما يعيشه الليبيون الآن هو تداعيات ما بعد سقوط النظام، حيث إن كل المؤسسات التي كانت موجودة في العهد السابق كانت مبنية حول فرد وشخص واحد، وعندما انتهى وقتل سقطت المؤسسات وسقطت الدولة”.

وبيّن فركاش أن حنين البعض إلى عهد معمر القذافي هو “فقط تعبيرا منهم عن توقهم للأمن والأمان والاستقرار، ولا يجب أن تفهم على أنها رغبة في عودة نظامه”.

وتعيش ليبيا منذ مقتله وسقوط نظامه على وقع اضطرابات سياسية وأمنية ونزاع على السلطة بين حكومتين تحالفت كل واحدة منها مع مجموعات مسلحة موجودة على الأرض، ورغم عقد عدّة اتفاقات للسلام بينهما وفتح حوارات ومفاوضات مطوّلة، إلا أن الخلافات الكثيرة بينهما أسقطت كل محاولات حل الأزمة.

هذا الواقع دفع بأنصار القذافي ورموزه إلى الخروج للعلن واستئناف نشاطهم السياسي خاصة بعد رفع الحظر على مشاركتهم السياسية في آخر خارطة قدمتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا، فرغم مرور 6 سنوات على مقتله لا يزال هذا العقيد يحظى بولاء العديد من القبائل خاصة جنوب وشرق ليبيا التي لا تزال تهتف باسمه في المظاهرات والتجمعات الشعبية، وتعتبر أن الفوضى التي تعيش فيها البلاد في الوقت الراهن دليلا على مدى قدرة معمر القذافي على قيادة البلاد والمسك بزمام الأمور.

ومنذ إطلاق سراح #سيف_الإسلام القذافي يونيو الماضي، أصبحت هذه القبائل ترى فيه البديل المناسب لوالده والفرصة الأخيرة لعودة نظامه، خاصة في ظل غياب قوة سياسية لها وزنها الشعبي في ليبيا، وهو ما قد يدفع بالليبيين إلى البحث عن مشروع توافقي جديد قد يجده في سيف الإسلام القذافي الذي يحظى بثقل شعبي كبير.

أخبار ذات صله