fbpx
ثلاث خطوات تصعيدية وراء ارتكاب قوى صنعاء مجزرة إدارة البحث الإرهابية
شارك الخبر
ثلاث خطوات تصعيدية وراء ارتكاب قوى صنعاء مجزرة إدارة البحث الإرهابية

قراءة: فؤاد جباري 

لا يختلف جنوبيان إثنان على عدم وجود الارهاب في أرض الجنوب سوى الارهاب السياسي الذي ترعاه وتمارسه قوى الاحتلال في صنعاء منذ التوقيع على وثيقة الوحدة بين الشطرين، والتي دأبت هذه القوى تحت مسماه بتصفية الكوادر الجنوبية بداية التسعينات، وما تلاها من تجنيد للارهابيين وتجميعهم من الشتات واعطائهم فتوى دينية لإباحة قتل شعب الجنوب في حرب صيف ٩٤، وما تبعه من استمرار مسلسل الاغتيال الى الآن، هذه مسلمات بالنسبة لكل جنوبي.

وكالعادة، يستمر مسلسل الارهاب السياسي ويتطور من وقت لآخر طبقاً لمعطيات الأحداث والمراحل ، فعندما فشل مسلسل الإغتيالات للكوادر في ثني شعب الجنوب عن استمراره بالنضال، وتصعيده لخطوات ثورية منذ مطلع ٢٠٠٧ بثورته السلمية، وصولاً الى تصعيدات عسكرية وسياسية مؤخرا، ً تحديداً بعد انتصاره في حرب ٢٠١٥ ضد هذه القوى ، والتي تمثلت أهم هذه الخطوات في بناء مؤسستي الجيش والأمن والشروع بتشكيل مجلس انتقالي.

ولمواجهة هذه التصعيدات، طورت هذه القوى من استخدامها ليافطة الارهاب بالشروع في إيجاد توظيفات أخرى لهذا المسمى من أجل إفشال هذه الخطوات التصعيدية ووأدها، بدلاً من التركيز فقط على مسلسل الاغتيالات للكوادر الذي رأت هذه القوى أنه صار غير مجدي. فالمتابع للعمليات الارهابية منذ مابعد انتصار ٢٠١٥، التي نالت العاصمة عدن النصيب الأكبر منها، منها تفجير موكب الشهيد اللواء جعفر والهجمات المتكررة التي استهدفت القائدين الزُبيدي وشائع، الى استهداف المعسكرات التدريبية والمقرات الحكومية وهلم ما جر، والتي كان آخرها الهجوم الغادر على إدارة البحث الجنائي بعشرات الانتحاريين قبل أيام، يرى هذا التطور وهذه التوظيفات جلياً.

وعند قراءة المشهد الجنوبي مؤخراً والذي تزامن مع التخطيط لهذا الهجوم الارهابي وتنفيذه، نرى ان هناك ثلاث خطوات هامة سياسية وثورية وعسكرية، أما السياسية فقد قام بها المجلس الانتقالي وذلك في تدشينه للجمعية العمومية للمجلس، والتي تعتبر أعلى سلطة تشريعية أو بمثابة مجلس النواب، وما رافقه من تدشين لتشكيل هيئات المجلس في المحافظات والمديريات والمراكز والتي تمثل (السلطات المحلية)، وما رافقها من تحرك لرئاسة المجلس الى المحافظات الشرقية (شبوة ، حضرموت ، المهرة ) لتدشين هذه الهيئات والتي قوبلت بحفاوة بالغة من قبل الجماهير تمثلت بالحشود الضخمة التي أتت مرحبة بقيادة المجلس.

وهناك خطوة هامة ايضاً سبقت الحدث وهي ثورية بالأساس، والتي تمثلت في التصعيد الثوري لشعب الجنوب وذلك بعمل الإعتصامات والإضرابات بسبب تدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية وانتشار الفساد وتغلغله في حكومة الشرعية ما أثبت فشل هذه الحكومة وتنصلها عن قيامها بواجبها واظهر ذلك للعالم، وهذا التصعيد سيستمر حتى يثبت للمجمتمع الدولي والاقليمي فشل هذه الحكومة للإقرار بعدم جدواها في إدارة المحافظات الجنوبية حتى يتم تسليم هذه المحافظات الشعب لإدارتها ممثل بمجلسه الإنتقالي.

أما الخطوة الثالثة تمثلت في قيام قوات الحزام الأمني بالتحرك لمهاجمة وكر الارهاب في موطنة بمحافظة أبين وهي الخطوة التي قسمت ظهر الارهاب المسيس لهذه القوى، إضافة الى تحرك هذا الجهاز ايضاً للسيطرة على ميناء الزيت والمصافي، ولو ان هذه تبدو في ظاهرها أقل أهمية من سابقاتها، إلا ان أهميتها تكمن في إنهاء المعاناة التي يعانيها شعب الجنوب جراء انعدام المشتقات النفطية وارتفاع اسعارها والذي كان يتحكم به لوبي الفساد الأكبر بزعامة العيسي وشركائه من بيت الأحمر والمخلوع صالح.

هذه الخطوات الثلاث أصابت قوى صنعاء بشقيها (الشرعي والانقلابي) في مقتل، وأفقدتها وعيها وجعلتها تتخبط وتوقن بأن الجنوب ينتشل من بين ايديها ويبتعد الآف الاميال وعائد الى أهله، مادفعها للقيام بهذه العملية الارهابية، علها تحدث شيء من الإرباك في خطوات هذا الشعب الجريئة والهامة التي تقربه يوم بعد يوم من السيطرة على ارضه واستعادة دولته، لكن خابت وخسرت مخططات هذه القوى واثبتت فشلها كالعادة أمام جسارة وبسالة واصرار هذا الشعب في أخذ حقه.

أخبار ذات صله