fbpx
عدن.. وتستمر الحكاية.!!

 

فهد البرشاء
بين وجع الأمس واليوم مساحة حزنٍ قاتلة, وبين تيه أمس واليوم مدينة تبحث عن وجودها في دواخل من يتصارعوا لقتلها, وخلف كل مصيبة أو نكبة تحل بها يظل السؤال الشارد يبحث عن الإجابة في أفواه المتشدقين بحب (عدن) وعشقها العذري, ليظل السؤال حائرا حالة كحال تلك المدينة الباسمة رغم الحزن والوجع..

ويستمر الوجع ويتعاظم, ويستمر (مسلسل) الدمار والخراب وينخر (جسدها) ويسري بين أوصالها قاصداً (قتلها) وإنهاكها وإٍسكات الثائرين فيها, ورسم البؤس والشقاء على ملامح الشرفاء والبسطاء ليشدوا الرحال عنها, ولكن هيهات فهم لا يسكنونها, بل هي من تسكنهم ويستحيل نزعها من دواخلهم إلا بنزع أرواحهم..

في عدن (حكايتين)..  الأولى تدمير ممهنج, وقتل وتخريب وتشريد وإنهاك من قبل قوى الشر والظلام والحراب والإنتهازيون أياً كان (جنسهم) ولونهم وإنتمائهم وهويتهم وهواهم, والثانية هناك عشق عذري وحب سرمدي لهذه المدينة هيهات أن تنتزعه (مفخخات) أو أزمات أو فوضى خلاقة مصطنعة, أو ضجيج الأواني الفارغة, والأبواق المستأجرة..

يستمر العابثون في تدمير عدن وفي إحداث الفوضى وإختلاق الأزمات, ويستمر سقوط الأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في كل مايحدث, وينتشي المخربون , ويرقص الحاقدون, ويتفرج (المحنطون) وأنصاف الرجال على كل هذا ليدرك صغيرنا وكبيرنا أن (عدن) لن يستقر حالها, ولن يستقيم (عودها), ولن يستكين جسدها المنهك, طالما وقلوبنا (شتى) وكل منا (يغني) على ليلاه, ويغرد خارج سرب الجماعة..

سيستمر حال عدن المؤلم بإستمرار تنافر أهلها وممن يدعون (حبها), وسيستمر العابثون طالما وقد عرفوا من أين (تؤكل) كتف تلك القوى المتصارعة فيها, وسيستمر الوجع ويزداد الجرح إتساعاً طالما ونحن نفتقر (للطبيب) الماهر , وسنستمر في (غبائنا) الفظيع طالما ونحن نعرف عدونا ونأبى أن نحاربه أو نوحّد (قوانا) ضده..