fbpx
بالصور.. أمريكي يلتقط صورًا لـ”معجزات مصرية” لن تصدقها
شارك الخبر

يافع نيوز – منوع

شكل الفضول الشخصي، للمصور الأمريكي ديفيد دينغر، دافعًا له لتصوير مشروع، لم يكن يتخيل أنه سيحدث في نفسه أثرًا كبيرًا، ويشكل بداخله نظرة مختلفة عن بعض الأفعال، التي يقوم بها المصريون؛ حرصًا على أنفسهم في الشرق الأوسط.

والمصور الأمريكي ديفيد دينغر، شاب ثلاثيني، سافر عبر عدة محافظات داخل الأراضي المصرية؛ باحثًا عما سمعه من حكايات عن بعض المعجزات الحديثة، التي يؤمن بها المصريون، ليكتشف أنه أمام أفعال فريدة، قرر أن يسجلها عبر كاميرته، ثم يقوم بعرض مجمل الصور في القاهرة، بمشروع تحت اسم (Modern Miracles)، يرصد فيه ما رآه من قصص، لـ”بركات” يستجلبها المصريون من أنحاء عدة، وقصص قد لا يصدقها البعض، لكنها تحدث في العصر الحديث.

ويؤكد دينغر خلال معرضه، أن المصريين “أناس يختلفون عن سائر الشعوب، التي تؤمن بوجود بركات لأماكن وأشخاص بعينهم، فهم يحملون فكرًا وثقافة مختلفة، متأثرة في تراثهم، سواء الديني أو الاجتماعي”.

وتتبع “إرم نيوز”، أثر “البركات” التي التقطها دينغر، عبر عدساته؛ لتتعرف أكثر، على قصة كل صورة في مشروعه، وما المعجزة التي تحملها، وقد لا يعلم بعض المصريين أنفسهم عن حدوثها.

همس المعجزات

يقول دينغر، إن دراسته للفلسفة والصحافة المصورة في جامعة “كنتاكي” الغربية، أثرت كثيرًا في رؤيته للحياة، مشيرًا إلى أن انطلاقه في عمله كمصور جاءت عام 2008، عندما سافر إلى الصين، حاملًا معه كل ما يملك من مدخرات للعمل في شينغ يانغ، إلى أن قرر الذهاب إلى مصر عام 2010، وتحديدًا قبل شهور عدة من ثورة 25 من يناير 2011؛ لتتغير وجهته بشكل كامل.

مصر كانت منصة جيدة لعرض أعمال دينغر الصحفية المصورة، حيث رصد خلال 5 سنوات، التغيرات السياسية والاجتماعية الكبرى، التي حدثت بالبلاد، في أعقاب الثورة.

وأثناء تواجده في الأنحاء المصرية، سمع دينغر عن الكثير من “المعجزات”، والتي لفتت انتباهه كثيرًا، سواء عبر همس البعض، أو التي كتبت في الصحف؛ ليقرر تتبع “همس المعجزات”، ومعرفة قصة كل منها على حدة، ليقترب أكثر من المصريين، ويفهم طبيعة استجلابهم لهذه المعجزات، وتتبعهم شديد الحرص على نيل بعض البركات؛ رغبة في حدوث كل صعب لم يحققوه من:  شفاء تام وزواج وزيادة خصوبة وغيرها.

رحلة المدن والقرى

سافر دينغر إلى عدة محافظات مصرية، توغل في قراها، وتشعب وسط أناسها، بمعرفة بسيطة باللغة العربية، باللهجة المصرية، ومساعدة زميلته الصحفية المصرية كارولين، والتي مكنته من التقرب أكثر لبعض الشيوخ والنساء، خاصة أنه أمريكي، إضافة إلى أنها مكنته من الوصول إلى حالة من الألفة والمودة، بينه وبين هؤلاء، خاصة أهل الصعيد، ليتعرف على قصص كل معجزة،  والتي يؤمنون بها، ويمدونه بتفاصيلها.

انبهر دينغر بما قيل له من موروثات مصرية قديمة ومعجزات؛ لتعكس بداخله رؤية مختلفة عن هذا الشعب الفريد، والذي أوجد بركات عدة تأصلت في جذوره، ولم ير مثلها في ثقافته الغربية، وحتى فيما تعلمه في المدراس الإنجيلية في موطنه، أو يعرفه عن “معجزات المسيح في فلسطين”.

بركات غير مألوفة

صور دينغر حوالي 50 صورة مختلفة، عن تلك “الخوارق والمعجزات” المصرية، منها ما لم يألفه البعض، مثل الشجرة التي تقطر دمًا، يومي الإثنين والجمعة فقط، بجوار ضريح السبع بنات في “بهانسة”؛ ليصبح موقعًا تذهب إليه السيدات يوم الجمعة، من كل أسبوع، يأخذون بعضًا من الدماء، يسقطونها على أطفالهم؛ من أجل الشفاء أو الحمل، وحلًا لأمراض مستعصية ومزمنة، وآلام غير معروفة السبب.

وما يثار حول الضريح، أنه لمجموعة من القبطيات، اللواتي قتلن؛ جراء مساعدتهن لجيش الإسلام، ليكون المكان بمثابة بقعة مقدسة -بحسب الروايات- نظرًا لما قيل عن وجود بعض صحابة النبي والتابعين، مدفونين في تلك الأرض. وأيضًا تقوم تلك النساء بأرجحة أطفالهن سبع مرات، فوق نار يتم إشعالها في المنطقة؛ تبركًا بها.

وكذلك حملت صور دينغر وجود باب صغير، يقال إنه أغلق بعد عملية طرد جن، ليتم حبسه داخلها، إضافة إلى بعض الصخور التي وضعتها بعض الطرق الوفية بتكوين معين، والتي يقال إنها بمثابة طريقة، كوعد قريب للحج في الحرم المكي في الأعوام المقبلة.

لكن كانت أغرب معجزة يحكيها دينغر، حينما وجد بموقع “يوتيوب”، فيديو بعنوان “معجزة، قط طار في مصر”، ليحاول المصور الأمريكي تتبع مصدر الفيديو، ويتبين أنه لمنزل في محافظة الإسماعيلية، يسكنه إبراهيم نسيم، وهو مواطن مسيحي،  ادعى وجود قط في المنطقة بأجنحة، وبأنها علامة من الله.

معجزات يومية

رصد المصور الأمريكي بعضًا من تلك “البركات”، والتي قد يعرفها بعض المصريين؛ نظرًا لمقابلتها إياهم في حياتهم اليومية، لعل منها صورة العالم الجيولوجي المصري نور الدين زكي، حاملًا حجرًا مكتوبًا عليه لفظ الجلالة “الله”، في كتابة من إحدى التشكيلات التي وجدها، كما هي بدون أي تدخل بشري، أو وجود تفسير واضح، حول كيفية تكوين تلك النصوص على الصخور، ليقرر “نور” التقاعد، وتكريس وقته من أجل جمع كافة الصخور وبذور النباتات، التي تحمل بعض الدلالات والكتابات القرآنية.

معرض جديد وصدى واسع

عرضت لوحات Modern Miracels، في مقعد السلطان قايتباي، الواقع بمنطقة صلاح سالم، بالمحافظة المصرية القاهرة، على أن يتم في القريب، إقامة معرض آخر لتلك المعجزات، في محافظة الإسكندرية.

صور دينغر، جذبت العديد من المواقع المحلية، بل والعالمية أيضًا، وأفردت لها مساحات، منها الموقع العالمي “ناشيونال جيوغرافيك”، تبرز أثر تلك المعجزات في نفوس الشعب المصري الطيب، الذي لجأ إلى بركات، وجد فيها ضالته؛ لحلول كافة مشكلاته، وإن كانت مجرد أمل، غير ملموس على أرض الواقع.

أخبار ذات صله