fbpx
الواقع بعيداً عن العاطفة

– الحكومة اليمنية هي السبب الأول في تقوية الحوثي وكسر وازاحة الحاجز الأكبر والسد المنيع من طريقه، عندما أمروا طلاب مركز دماج بتسليم دماج للحوثي، فكانت تلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأصبح الحوثي قوة تهدد الدولة وتغزوا الوطن من شماله إلى جنوبه إلى شرقه إلى غربه.

– علي عبدالله صالح بالأمس هو من قام ببناء الحوثي ولولا دعمه وتأييده له وتسليمه المعسكرات والسلاح لما تمكن الحوثي من التوسع ولا حتى من دخول صنعاء.

– علي محسن الأحمر وقوات التجمع اليمني للإصلاح هم من تنازل عن الفرقة الأولى مدرع وتسليمها للحوثي بما فيها من سلاح وأفراد في حين كان بإمكانهم كبح جماح الحوثي منذ أول يوم قبل سيطرته على صنعاء، وهم من ذهب لمفاوضته إلى صعدة في حين كان الرئيس هادي وحكومته تحت الإقامة الجبرية في صنعاء.

– تساهل علي عبدالله صالح خلال فترة الثلاث السنوات الماضية سهل الطريق للحوثيين لسلبه كل قوته، وساعدهم على ذلك بنية الجيش اليمني القائم على الانتماء الزيدي ذي الولاء الشيعي.

– عمد الأحمر وحزب الإصلاح إلى بناء جيش عرمرم ذو ولاء حزبي مؤدلج مكررين بذلك تجربة صالح لبناء جيش زيدي، وثبت بأن هذا الجيش كان هو الآخر مخترق من قبل الحوثيين-مثله مثل جيش صالح- كما أن ذلك الجيش تم تعبئته تعبئة عنصرية بالحقد والعداء للجنوب أكبر شركاء التحالف العربي في الحرب على الانقلاب، بدلاً من تعبئته ضد الحوثي الذي يشكل خطراً على الأمة العربية والإسلامية بأكملها.

– كان الجيش الجنوبي رغم حداثة نشأته هو صاحب الإنتصارات في مختلف جبهات الحرب ضد الإنقلاب، فجوزي من قبل القوى المسيطرة على القرار السياسي في الحكومة، بالاهمال والتهميش، وتم تسخير كافة مقدرات الدولة لجيش الأحمر الذي لم يراوح تباب صرواح ونهم لأكثر من ثلاث سنوات.

– لم تقف ممارسات الحكومة عند مستوى تهميش الجيش الجنوبي الذي ما برح يحقق الإنتصار تلو الآخر في مختلف الجبهات جنوباً وشمالاً، بل تعدى الأمر ذلك إلى حرمان مواطني المحافظات الجنوبية من أبسط حقوقهم مما خلق معاناة شديدة، وأوجد واقع ثبط وأحبط أبناء المحافظات الشمالية من نصرة الشرعية.

– كان لمواقف الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في لملمة وتطبيب جراح أبناء الجنوب وقامت بدور الحكومة وقدمت الكثير من الدعم لأبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، بيد أن تساهل المملكة مع ممارسات بعض القوى المسيطرة وعلى رأسها حزب الإصلاح ساهم في إطالة أمد الحرب، وخلخلة أطراف الشرعية، وحالت دون تحقيق أي تقدم في الجبهات التي يقودها الأحمر وقواته.

– على الجميع أن يكبر ويتسامى فوق جراحه، فواقع اليوم يفرض علينا الالتئام والتوافق بعيداً عن العنتريات، وبعيداً عن النظرة الضيقة، والأهداف القصيرة، حيث أن خطر تغلغل الحوثي هو خطر يحدق بالأمة العربية جمعاء ولا مناص لطرف أن يبني أهدافه بمعزلٍ عن محيطه.

– على الأخوة في التحالف أن ينتصروا لأبناء الجنوب تجاه ما لحق بهم من ظلم واقصاء وتهميش وحرمان من قبل نفس القوى المسيطرة على السلطة والقرار، إن أرادوا تحقيق أهداف عاصفة الحزم، والتي لطالما كان أبناء الجنوب هم حطبها ووقود انتصاراتها.

– على الأخوة الأشقاء في الشمال أن يعوا جيداً بأن ممارسات الحوثي الحالية ليست سوى مؤشراً على المرحلة المقبلة التي يهدف الحوثي لإقامة دعائم دولته الطائفية المقبلة عليها، غير عابئ بمظلومية ولا حقوق ومصالح الشعوب.

– واقع اليوم يفرض على الجميع النظر إلى واقع الجنوب بنظرة واضحة تضمن الحفاظ على مصالح شعبه أولاً، ومصالح الشعبين الشمالي والجنوبي ومصالح الاقليم والعالم أجمع المرتبط بهذه المنطقة الحيوية والهامة من العالم، وبما يحفظ ويضمن دوام روابط العلاقات الأخوية بين الشعبين حاضراً ومشتقبلاً، ويحقق الإستقلالية الكاملة للجنوب في إدارة شؤونه بعيداً عن تدخلات قوى النفوذ الزيدي.