fbpx
محمد علي باشراحيل ..وهوية الجنوب العربي

علي صالح الخلاقي
جزء من ملخص ورقتي البحثية المقدمة إلى الندوة العلمية التي ينظمها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر يوم غد الخميس في فندق “كورال” – قاعة “شبام” الساعة الثامنة والنصف صباحاً بعنوان ” محمد علي باشراحيل..مسيرته الوصحفية والوطنية”، ومما جاء في ملخص الورقة تحت العنوان أعلاه:

الحديث عن محمد علي باشراحيل هو في الحقيقة حديث عن مرحلة هامة في تاريخ شعبنا وبلادنا شارك بقلمه وبفكره في صياغة ملامحها وكان من الطلائع الرائدة لتلك المرحلة في أهم جبهة هي جبهة صياغة الوعي الوطني وترسيخ الهوية الوطنية في ظل اضطراب وتصادم المشاريع السياسية والسيطرة الاستعمارية. وفي البدء لا بد من الإشارة إلى أن صدور صحيفة “الأيام” عام 1958م قد تزامن مع شيوع وطغيان الوعي القومي العربي التحرري الذي أوقد جذوته الزعيم جمال عبدالناصر بعد نجاح ثورة يوليو المصرية عام 1952م مع ما تلاها من نهوض عربي تحرري في كثير من البلدان العربية ضد الاستعمار الأجنبي. وقد تأثر مؤسس وعميد “الأيام” بهذا الفكر ، كما تجلى من مواقفه وفي كتاباته الافتتاحية التي تقودنا إلى استجلاء حقيقتها في سياقها وبعدها التاريخيين حتى نقترب من جوهرها.
ومن هذا المنطلق، وفي ضوء تصفحنا لافتتاحيات “الأيام” يمكن لنا استعراض مواقف ورؤى باشراحيل الواضحة من هوية الجنوب العربي، بما لا يتناقض مع مواقفه القومية العربية الوحدوية التي عُرف بها وتجلت في كتاباته ومواقفه. علماً أنه لم ينفرد في موقفه الواضح والجلي من هوية الجنوب العربي التي دافع ونافح عنها بقوة ضد كل من يريد تزييفها أو تغييرها وفقا لقناعات أو رؤى سياسية أو ايديولوجية، بل كان ضمن كوكبة من الرموز الوطنية الجنوبية ممن تبنوا موقفاً واضحاً وتصدروا جبهة الدفاع عن هوية الجنوب العربي ووحدته، وهو موقف يتماهى مع موقف حزب رابطة الجنوب العربي، ولا غرابة في ذلك خاصة إذا ما علمنا أن محمد علي باشراحيل قد شارك مع الرعيل الأول أمثال: محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وآخرين بتأسيس حزب رابطة الجنوب العربي عام 1951م وارتقى باشراحيل درجات السلم في ذلك الحزب من عضوية اللجنة التنفيذية إلى مركز نائب الرئيس.
فمن المعروف أن إشكالية هوية الجنوب العربي وعلاقته باليمن شغلت في تلك الفترة اهتمام الكثيرين، ممن تصدوا لها بين مدافع عن هوية الجنوب العربية ككيان حر ومستقل بعد أن يتم طرد الاستعمار، وبين من يرى تبعيته أو ضمه لليمن. وكان باشراحيل وصحيفته “الأيام” ومعه كوكبة وطنية نذكر منهم: محمد علي لقمان صاحب صحيفة “فتاة الجزيرة” العدنية، ومحمد علي البار صاحب صحيفة “الرائد” الحضرمية وأحمد عوض باوزير صاحب “الطليعة” الحضرمية وآخرون ممن دافعوا بشدة عن هوية ووحدة الجنوب العربي ككيان حر ومستقل.