fbpx
من ذكرياتي مع الفقيد البيضاني

كنت دائما ازور الفقيد البيضاني عند زياراتي للقاهرة، للتمتع معه بالحديث عن عدن، فكانت للرجل ذاكرة فولاذية بأسماء المواقع و المناطق في عدن و كان يتذكر اسماء الاطفال و اين كانوا و كيف اصبحوا، كان يتحدث بأسلوب شيق جميل، و عند زياراتي له أحيانا اقف أمامه لمدة ساعات لا اتحدث، بل انصت اليه فقط كتلميذ صغير امام معلم، و في احد الزيارات قلت له يا استاذي المجرمون اثخنوا عدن بالجراح منذ الاستقلال و حتى اليوم، فهل هذه الجراح ستميت عدن؟

صمت الرجل، و فجأة رأيت دمعة متحجرة في عينه، سكت تقريبا لمدة دقيقة، ثم قال لي سأذهب الى البيت اشعر بتعب، فودعته على امل ان القاه في يوم أخر.

و في ليل ذلك اليوم اتصل بي، و قال لي أجبت على سؤالك الآن في الصفحة و كأنه موجه لي من ملهمتي، فوجدت ان ما كتبه كان:

قالت لي : هل تموت عدن .. ؟
قلت لها : أنظري يا ناظري .. إن عدن هي الحياة .. و منها الممات ..
عند شروق الشمس تبدأ الحياة في عدن .. هذه هي الحياة ..
و الممات عند خروج النار من قاع بحر صيره .. نار تقود الناس للمحشر .. أرض الميعاد ..
إنها ليست نار بالمعنى المتعارف عليه .. إنه * الغاز * الذي ينام في قاع عدن منذ ملايين السنين .

أبكاني جوابه، و في أحد مناقشاتنا قال لي يؤلمني من يسألني من هي الحجة فطوم؟ الا يعلم هؤلاء الأغبياء انها عدن؟

رحمة الله تغشاك يا صديقي ان شاء الله