fbpx
العنف ليس خيارنا

بقلم/ د. عيدروس نصر

وجه لي الصحفي وألأديب عصام واصل، مراسل موقع “العربي” الألكتروني عددا من الأسئلة المتعلقة بقرار قوات المقاومة الجنوبية وبيان المجلس الانتقالي أهمها
– ما نوع الإجراءات الممكن أن تتخذها قوات المقاومة الجنوبية بعد إنتهاء المهلة المحددة بأسبوع للرئيس هادي اذا لم يقِل حكومة بن دغر؟

قلت له: من الواضح أن حكومة بن دغر منذ نحو سنتين قد أمعنت في إلحاق الأذى بالجنوب الجنوبيين بحيث لم يعد هناك مجال من مجالات الحياة لم تفسده وتخربه، وأنت تعلم أن عدن، ومعها بقية محافظات الجنوب تعاني من غياب أبسط معايير الحياة الطبيعية التي عرفتها منذ نحو قرن، أقصد هنا خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والخدمات البلدية والطبية والتعليمية، في حين فشلت حكومة بن دغر في توفير مستحقات الموظفين الحكوميين من المعلمين والموظفين الإداريين والأطباء وأساتذة الجامعة والمتقاعدين من المرتبات الشهرية ولعدة أشهر، بينما يصرف بن دغر مئات الملايين للنازحين من قيادة المؤتمر الشعبي العام من أنصار عفاش(دون غيرهم)، ويحول المليارات إلى بنوك الخارج.

أعتقد أن سكوت الشعب الجنوبي (باعتباره مناطق محررة يفترض أن بن دغر وحكومته مسؤولون عنها) ـ قد بلغ مداه وأي استمرار في التحمل سيدفع هؤلاء العابثين إلى مزيد من العبث، وعلى الجميع تفهم المعاناة التي يعيشها المواطنون في الجنوب، ومن هنا أستطيع أن أتفهم ما تضمنه البيان الصادر عن قوات المقاومة الجنوبية من لهجة تصعيدية تطالب باستبدال الحكومة.

ولا شك أن المنهاج السلمي هو الخيار الوحيد أمام الشعب الجنوبي لمواجهة الإذلال المتعمد الذي تمارسه حكومة بن دغر تجاه المواطنين، وهنا أدعو الجميع وأولا حكومة الدكتور بن دغر إلى الإنصات لمطالب المواطنين والكف عن النظر إلى مطالبهم على إنها مطالب عدائية، وثانيا الحذر من التعامل مع هذه المطالب وأية خطوات تصعيدية عن طريق التعامل الأمني فهذا التعامل قد فشل فيه علي عبد الله صالح عندما كان في أوج قوته، وثالثا أدعو المواطنين الغاضبين إلى اعتماد النضال السلمي وسيلة وحيدة وعدم الانجرار وراء بعض ردود الأفعال الاستفزازية التي قد تصدر من قبل بعض الراغبين في جر الشعب الجنوبي إلى مربع العنف.
وسألني عصام: هل تتوقع ان الرئيس هادي سيستجيب لتهديدات قوات المقاومة الجنوبية؟

 

* قلت له: هذه ليست تهديدات لكنه تصوير للمدى الذي بلغته معاناة الشعب الجنوبي، ولو كنت مكان الرئيس هادي لاستجبت لما تضمنه بيان المقاومة بالأمس، فالبيان صادر عن آلاف المناضلين الذين أسقطوا المشروع الإنقلابي في الجنوب وحرروا الأرض وسلموها للرئيس هادي، وهو يعبر عن معاناة مئات الآلاف، بل الملايين، من الجنوبيين، كما إن هذه الحكومة تسيء إلى الرئيس هادي واستمراره التمسك بها يلحق من الخسائر بمكانة الرئيس وشعبيته بين المواطنين الجنوبيين ما لا تعوضه سنين من المعالجات اللاحقة، ولذلك أنصح الرئيس هادي بالتخلص من هذه الحكومة وتكليف حكومة كفاءات (تكنوقراط) من عشرة إلى خمسة عشر وزيرا، وتكليفها بالتواجد في عدن بدلا من السفريات المتواصلة لأكثر من 35 وزيرا والغياب شبه الكلي عن عدن، ومن ثم عرض المقصرين للمحاسبة، أعتقد أن هذه المطالب معقولة وعادلة وليس فيها ما يمكن اعتباره مطالب تعجيزية.

وسألني عصام: ماذا تتوقع موقف التحالف العربي من بيان قوات المقاومة الجنوبية ااذي قرر فيه منع منع مجاس النواب من الاجتماع في عدن؟
* قلت له: بيان المقاومة تضمن انحيازا كليا إلى قوات التحالف العربي واستعدادا للتكامل معها، وأعتقد أن الإخوة في التحالف يدركون الفشل الذي وصلت إليه الحكومة في القيام بأبسط واجباتها، وما تمارسه من فساد مكشوف لكل ذي عينين، كما يتفهمون تعقيدات الوضع على الساحة الجنوبية، ولا أتصور أنهم سيختارون الدفاع عن حكومة الفشل والفساد طالما بقيت الاحتجاجات في الإطار السلمي.

وأخيرا سألني الأديب عصام:
– هل يعتبر إعلان بن دغر عن موعد اجتماع مجلس النواب في الشهر القادم في عدن لإقرار الموازنة العامة ردا كافيا على عدم فاعلية بيان قوات المقاومة الجنوبية؟ فأجبته
* حديث بن دغر عن دورة مجلس النواب نوع من المماحكة لا يليق برئيس وزراء أن يمارسها في حين يعلم ما هي مطالب الشعب في الجنوب، وهو بالمناسبة ليس الأول وقد لا يكون الأخير، هم قالوا سيعقدون الجلسة في أوكتوبر ولم يحصل هذا ثم قالوا في ديسمبر وسيستمرون في هذه المحاولات لكن المطلوب من بن دغر ليس المكايدة والمماحكة السياسية بل عليه أن يبرهن هو وحكومته أنهم مسؤولون عن هذا الشعب الذي ذاق الأمرين وقدم آلاف الشهداء والجرحى من أجل أن يسلمهم الأرض محررة من الانقلابيين ليأتوا ليسوموه سوء العذاب.

وأتصور أن الاجتماع لن يتم طالما فشل النواب ـ بما في ذلك نواب الجنوب ـ في أن يبعثوا برسالة ود إلى شعب الجنوب تتضمن ما يدل على أن النواب يتفهمون مطالب الجنوبيين وتطلعاتهم ويقدرون معاناتهم.