fbpx
احداث عدن الاخيرة.. قراءة في ميزان الربح والخسارة

كتب /رائد علي شايف

مثلت احداث  عدن الاخيرة نقطة محورية غاية في الاهمية وصل صداها الى ابعد الحدود وافرزت واقعا جديدا ومغايرا عما قبله خرجت منه بعض الاطراف بنتائج  ايجابية ولو بنسب متفاوته فيما منيت اطراف اخرى بخسارة كبيرة، دعونا نستعرض كل ذلك في ميزان الربح والخسارة كوجهة نظر تتطابق وافرازات واقع الأحداث ..!

– الانتقالي وعدن والجنوب وقضيته..
……….
لعل ما اقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي من خطوة على ارض الواقع كانت فرصة مناسبة لابراز الميزات التي يتمتع بها واقعيا واثبات حجم الالتفاف الشعبي الذي يحظى به وهو بذلك قد اوصل رسالته الى كل الاطراف المناوئة له ولمشروعه السياسي مفادها اننا باستطاعتنا قلب كل الموازين في أي لحظة وكسب الرهان مهما كلف ذلك من تضحيات ولولا وقوفنا في صف التحالف واحترامنا لمهامه الحالية في اليمن لمضينا قدما في سبيل تحقيق اهدافنا المشروعة ولهذا كانت التهدئة الحالية استجابة لنداء الاشقاء الذي تفهموا لمشروعية مطالبنا وادركوا حجم ما نتمتع به من حضور على ارض الواقع..!

هذا المكسب الهام الذي حققه المجلس الانتقالي فرض على التحالف الاعتراف به كممثل لشعب الجنوب ..
وفي المقابل فان تلك الخطوة اوصلت صدى المطالب الجنوبية الى ابعد النقاط وتناقلتها كبرى وسائل الاعلام  ناهيك عن تفهم وتجاوب الدبلوماسية العالمية مع تلك النداءات بعد سنوات طويلة من نضالات الشعب الجنوبي في مختلف الساحات والميادين دون احراز اي تقدم يفضي الى تفهم خارجي لتلك المطالب..!

ولعل مدينة عدن هي الاخرى قد حققت الانتصار المؤزر في الاحداث الاخيرة تمثل ذلك في اخماد اشتعال النيران ووأد الحرب التي اشتعلت بعد الاستجابة المطلقة لسلمية عدن وأهلها واستشعار الجميع بأهمية استمرار الهدوء والسكينة في الشارع العدني المنهك بفعل السياسات الحكومية الغير سوية والاعباء المترتبة عن اثار الحرب التي شهدتها المدينة وبقيت المدن الاخرى مطلع العام 2015م،كما أن المدينة تخلصت من كمية العتاد العسكري والترسانة التسليحية التي كانت بحوزة من يضمرون لعدن واهلها الشر في انتظار ساعة الصفر لاستخدامها لقتلهم وارهابهم والاستيلاء على مقدرات وخيرات مدينتهم تنفيذا لاجندات اسيادهم الواهمون باستعادة السيطرة على عدن والجنوب مرة أخرى..!

التحالف والشرعية 
……………
واذا ما تناولنا طرف التحالف العربي وما جناه في هذه الاحداث فان ابرز تلك المكاسب تمثلت في كشف الوجه الحقيقي لعصابات الاخوان وزيف ما يدعونه بالوقوف الى جانب دول التحالف واستخدامهم للدعم العربي لجبهات القتال في الشمال في غير محله ويتمثل ذلك في سعيهم لتفجير الاوضاع عسكريا في الجنوب لتسهيل مهمتهم في بسط السيطرة على الجنوب خدمة لاجندات إخوانية اقليمية معاكسة لتوجهات التحالف العربي، الامر الذي مكن التحالف من تقليص  ذلك التواجد الاخواني عبر ازاحتهم من معسكراتهم واستبعاد قاداتهم وهو ما يحد وينهي من اي ادوار اخوانية مستقبلية في عدن والجنوب ولو على المنظور المستقبلي القريب..!

وكانت شرعية الرئيس عبدربه هادي هي الاخرى قد حققت المكسب في احداث عدن تمثل ذلك بتحريرها من قبضة العباءة الاخوانية ولو بالحد الادنى وهذا يعد نقلة نوعية لتخليص هادي وقراره السياسي  من هيمنة المحسوبين على حزب الإصلاح على طريق التخلص النهائي من تلك القبضة الحديدية..!

الاصلاح الخاسر الوحيد 
……………………

وفي المجمل العام فان الجميع قد خرج من هذه الاحداث منتصرا باستثناء حزب التجمع اليمني للإصلاح الواجهة الاخوانية في اليمن الذي تم قصقصة اجنحته العسكرية في عدن بعد سنوات من البناء السري لمليشياته المدعومة من حركات ودول الاقليم الاخوانية في سبيل قلب المعطيات لمصلحتهم في الجنوب ومستفيدين ايضا من الثقة والدعم اللا محدود الذي يتحصلون عليه من دول التحالف العربي وعلى راسها المملكة العربية السعودية بغية تحرير الشمال من التواجد الحوثي،ولهذا فقد افتضح أمرهم وبان زيف ادعاءاتهم وبالتالي عرف الجميع حجم الضربة القاصمة التي تلقوها من خلال وسائلهم الاعلامية التي لم تتوقف حتى اللحظة من البكاء على اللبن المسكوب وتسخير ابواقهم لكيل اقبح اشكال القدح والشتيمة بحق قادة المجلس الانتقالي والتحالف العربي وابناء الجنوب بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي..!