fbpx
أبشع صور فساد الشرعيّة في جنوبنا – كتب: علي ثابت القضيبي
شارك الخبر

لقد عبثت السلطة الشرعيّة في جنوبنا عبثاً لا يتصوّرهُ عقل ، وهذا منذ تحرير عدن وبعض مناطق الجنوب قبل ثلاث سنوات ، ونتذكّر جميعاً صورُ ذلك العبث في الخدمات كالكهرباء والمياه والصّرف الصحي.. إلخ ، وآخرها لجان الفساد التي شكّلتها من المقرّبين لصرف المرتبات الموسمية للمواطنين ، وكلها صورٌ حاضرة في الذهن وتدمي القلب بوقعها الأسود علينا في الجنوب وما انفكّت ..

طبعاَ لا يستطيعُ أحد أن ينكر شكل المعاناة القاسية جرّاء ما ذكرناه هنا ، لكن أكثر صور العبث في فساد الشرعية كان في العبث بالمرتكزات الاقتصادية الأساسية لجنوبنا ، وهذا جاء عبر تقاسم إداراتها بين الحاشية والمقرّبين وحسب ، وعلى أساس المحاصصة. ولنأخذ من مصفاة عدن كأكبر منشأةٍ اقتصادية في جنوبنا أنموذجاً ، وهذه كانت تصرف على كل الجنوب بفعالية اقتصادها وقوّتهِ ، وهي اليوم تتحوّل إلى كومة خردة ، ويستجدي عمالها مرتباتهم اليوم من موازنة الدولة وياللحسرةِ ! .

في هذه المصفاة ، لم يحدث مطلقا وطوال عهدها وتاريخها أن يُسَلّم ملف إدارتها وحساباتها وقيادتها لشخص واحد فقط! ، وفي هذا خرقٌ كبير للأنظمة المالية والإدارية والقانونية للمصفاة وسواها ،  لم يحدث ذلك في عهد بريطانيا ، ولافي عهد الحزب عندما تسلّمها من بريطانيا ، ولا حتى في عهد فساد المخلوع عفاش ، ويحدث ذلك في عهد السلطة الشرعية؟! .

الآن تحولت مصفاة عدن إلى خرابةٍ وكومة خردة ، فالعنكبوت يعشعشُ على آلاتِ ورشها ، وتسرحُ بينها القطط والكلاب الضّالة ، وهذا في عهد المرشّح لإدارة المصفاة وحساباتها من قبل هذه السلطة الشرعية ، والغاية معروفةٌ طبعاَ ، وهي تحويل المصفاة إلى خزّاناتٍ لنفط أحد الحيتان التابعين لهذه السلطة الشرعية ، وهذا يعرفه كل عمال المصفاة ، وأهالي البريقة ، وكل أهل عدن المتحسرين عموماً على هذه الوضعيّة الكارثية لمصفاتهم.

طبعاً هذا الأمر صاعق جداً بالنسبة لأربعة ألف موظف وأسرهم الذين ينتظرون اليوم متسولين رواتبهم من هذه المصفاة ، وكذا طوابير المتقاعدين ( ألفين وأكثر) وهؤلاء لم تعد المصفاة تسدّد أقساط تأمين تقاعدهم منذ سنوات ، وفي هذا الأمر أكبر كارثة قانونية وإنسانية لهؤلاء. وهذا هو أداء هذه السلطة الشرعية في منشأةٍ كانت من أكبر منشآت الجنوب فعاليةً وإيراداً واقتصاداً .

هنا يتجلّى مستوى الفساد والعبث الذي مارسته هذه السلطة الشرعية بحق الجنوب وشعبه واقتصادياته ، إذ كيف يظلٌ عمال مرفقٍ كان من أكبر المرافق الاقتصادية إدراراً للمال ويتحوّلون إلى متسوّلين لمرتباتهم مثلهم مثل المرافق التي وصفوها بالفاشلة في عهد المخلوع عفاش ؟! وهي كارثة كوارث أداء هذه السلطة الشرعية في جنوبنا! .

المصيبة الأكبر ، أنّ من عيّنتهُ الشرعية مديراً لهذه المصفاة ، وهو كبيرُ محاسبيها ، وقبله بدأ حياتهِ فنّي خراطة فيها وحسب ، المصيبة أنه مقيم إقامة دائمة هو وأسرته في الأردن! ،  وهنا الصّاعق في الأمر والأكثر صدمةَ ، رغم كل الأوضاع السوداء للمصفاة اليوم وكل هذا لا يحرك ساكناً لدى من عيّنهُ ( فخامة الرئيس) ولا رئيس حكومته ، ولا وزير المالية ولا.. ولا..

بالفعل المصفاة اليوم كومة خردة ، وعمالها ينتظرون مرتباتهم كالمتسولين ، والنقابة من البطانة ، وحتى متى سيستمر هذا الوضع الأعرج ؟! العلم عند الله.. وهذه هي إحدى أبشع صور عبث وفساد هذه السلطة الشرعية في جنوبنا ، وقِس على ذلك في بقية المرافق الكبيرة في جنوبنا ، ويقولون لك : لماذا ينتفض الجنوب على هذه السلطة الشرعية ؟! ..

أخبار ذات صله