fbpx
من القلب إلى القلب – كتب: علي صالح الكاش الشعيبي
شارك الخبر
إن التضحيات الكبيرة التي قدمها شعب الجنوب لنيل حريته واستقلاله قد حققت الكثير من الأهداف وان الإنتصارات على أيدي أبطال مقاومتنا الباسلة في جميع الميادين والجبهات قد حصلنا بموجبها على بعض المكاسب من الناحيتين العسكرية والسياسية فمن الناحية العسكرية فها نحن مسيطرين على كامل الجغرافيا الجنوبية ومن الناحية السياسية وخصوصاً بعد إعلان تأسيس المجلس الإنتقالي وهيئاته فقد كسبنا تأييد دول التحااف العربي التي كانت تتعامل معنا كتابعين لحكومة الشرعية الفاشلة فأصبحنا شركاء معهم ومع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب بجميع أدواته إضافة إلى تأييد الكثير من دول العالم والمجتمع الدولي وهيئاته لقضيتنا الوطنية العادلة التي أصبحت واضحة المعالم والأهداف في جميع المحافل الدولية وان الانتصارات التي تحققت في اليوميين الماضيين على أيدي أبطال شعبنا الجنوبي المتمثل بالنخبة الشبوانية التي قامت بتطهير محافظة شبوة من أوكار الجماعات الإرهابية المسلحة وكذلك النصر المؤزر والعظيم الذي حققته النخبة الحضرمية وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي  في عمليتها العسكرية الاستباقية المسماة  ( الفيصل ) للقضاء على آخر اوكار الجماعات الإرهابية المسلحة واستئصالها من محافظة حضرموت تثبت النوايا الصادقة لأبناء الجنوب ومواقفهم مع التحالف العربي والمجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعة اينما كان لتكون دولة الجنوب القادمة خالية تماما من هذه الجماعات المتطرفة وان هذه الإنتصارات سيكون لها تأييد من قبل دول التحالف العربي والمنطقة ودول العالم الأخرى ومع هذا كله إلا إننا لم نصل إلى مرحلة الحسم النهائي ●
ومن هذا المنطلق فإن امامكم يا أبناء الجنوب مهام جسيمة وملفات شائكة يتم التعامل معها بذكاء ودهاء منقطع النظير كون الظروف الذاتية والموضوعية قد تهيئة لكم فأما نكون أو لا نكون مع العلم بأن تلكم المكاسب والانتصارات لن تظهر على الساحة الدولية إلا عندما تغيرت قواعد اللعبة في التعامل مع ملف اليمن وقضية الشمال والجنوب حيث برز لاعبون جدد ونشط لاعبو التحالف العربي وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي اكتشفت الآعيب المكر والخداع والابتزاز التي تتعامل به حكومة الشرعية اليمنية وجيشها ومقاومتها الشمالية في مواجهة المشروع الإيراني الفارسي والمتمثل بمليشيات الحوثي الانقلابية والتي أصبحت تمثل خطراً على الشعب اليمني والخليج ودول المنطقة والعالم والتي تم التصدي لها ببسالة من قبل شعبنا البطل ممثلا بالمقاومة الجنوبية التي لقنتهم دروساً لن ينسوها حتى جعلتهم يجرون ورائهم ذيول العار والهزيمة وتم تحرير كامل الأراضي الجنوبية وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي بإعلانها عاصفة الحزم●
وهنا أتوقف قليلا لأهمس من القلب لإخواننا الشماليين واقول لهم إشحذوا هممكم وأخلصوا نياتكم لتحرير أرضكم فأنتم بالملايين ولديكم مقاتلين أشداء وخصوصاً إخواننا في المناطق الوسطى والتي أصبحت تتحكم بكم القيادات العسكرية القابعة في محافظة مأرب ونهم منذ ثلاث سنوات ولم يتقدموا شبراً باتجاه صنعاء لتحريرها من مليشيات الحوثي، رغم الدعم المادي والعسكري واللوجستي والبشري الذي تتلقاه من دول التحالف العربي ولديها أيضا عده وعتاد حربي ضخم وأسلحة حديثة ومتطورة بجميع أنواعها وتحتفظ بها في مأرب لتنفيذ أجندات اخرى بعيدة عن الأهداف التي قامت عليها عاصفة الحزم نابعة من سياسات جماعات الإخوان المسلمين المتمثلة بالتجمع اليمني للإصلاح وتجار الحروب الذين يبتزون دول التحالف العربي بإسم مواجهة المد الفارسي وعيونهم في الحقيقة على أرض الجنوب ●
فيا أبناء الشمال هل نسيتم ماذا حصل لنا منذ عام 1994م حيث أن الجميع يعلم بأن سلطاتكم قد فرضت على أبناء الجنوب سياسة الإقصاء والتهميش وعملت على استنزاف موارد الجنوب والاستحواذ على مؤسساته ودعم وتشجيع المتنفذين وزعماء القبائل لتهيمن على أرض الجنوب وثرواته ومقدراته ومن هذا المنطلق يجب عليكم بأن تعوا وتفهموا بأننا عازمون على إستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة بشتى الطرق والوسائل ونعدكم بأننا سنكون لكم عوناً وسنداً حتى تحرير كامل أرضكم إذا صدقت نواياكم وسنظل كشركاء مع التحالف العربي حتى إستكمال أهداف عاصفة الحزم ●
وأقول لشعبنا الجنوبي وقياداته اذا كنتم عازمون على بناء دولة مدنية حديثة ومؤسساتية فتذكروا دائما دماء الشهداء والتضحيات التي قدمت والهدف الذي ماتوا وقدموا أرواحهم رخيصة من أجله وأعّدوا العدة للمرحلة القادمة التي تضعكم أمام إختبار صعب من خلال جولات المفاوضات والاتفاقيات القادمة التي تطبخ في المطابخ السياسية للاعبين الدوليين الذين يتحكمون بملف اليمن وأحسنوا الإختيار للمحاورين والمفاوضين والممثلين لقضيتنا العادلة امام المحافل الدولية لتكون من الشخصيات السياسية المخضرمة التي تجيد قواعد اللعب السياسية وتغلب مصلحة الجنوب على المصالح الشخصية ولا تنظر لأي اغراءات او مساومات ●
فلا نسمح بأن تجرونا الى المربع الأول والخروج بتوقيع اتفاقيات يتم بموجبها تقاسم السلطة والنفوذ والزعامات بين المتحاورين ، واعلموا بأنة لايمكن للدوله المدنيه ان تسمح بتحويل شعبها إلى كيانات ومليشيات ومكونات تمارس الصراع مع بعضها البعض بهدف الاستحواذ على السلطة والثروة والزعامة لأن ذلك سيؤدي إلى ظهور الإستبداد والاستغلال بمختلف أنواعه وحرمان شعب الجنوب من التمتع بحقوقه المشروعة العامة والخاصة التي ناضل وكافح وقدم التضحيات الجسام لكي يتحرر من الاستعمار والإستبداد ليعيش عيشة آمنة مستقرة تحمي وتحافظ على كرامته كإنسان ولايمكن ان تقوم دولة ذات طابع مدني حينما تتحكم بإرادتها السياسية والاقتصادية وقوانين عقوباتها افراد الجماعات المسلحة والمليشيات ومكونات القبائل المتنفذة والطوائف الدينية أو المذهبية وهذا ما ستثبته الأيام القليلة القادمة .
ولنا لقاء…
علي صالح الكاش الشعيبي
أخبار ذات صله