fbpx
يافع نيوز منصور المنصوري

مقالات للكاتب

الجنوب من الضجيج إلى ثبات الهدف الاستراتيجي !

رأس الإمارات مازال ينزف في مأرب ، صواريخ الحوثيين تحقق إصابات دقيقه في الجسد والآلة العسكرية الإماراتية وصولا إلى مبنى قيادتها ، مأرب مملكة إخوان اليمن ، جماعة إخوان اليمن أحدثت شرخ عميق في وحدة الشعبيين واستحلت عبر فتاوى علماءها دماء الجنوبيين ، كانوا السهم في رمح صالح الذي اخترق ومزق جسد الجنوبيين ، والسهم في رمح الحوثيين الذي اخترق جسد صالح ومزقه شر تمزيق ، واليوم هم السهم في رمح المتربصين لخرق جسد الإمارات والتحالف العربي وتمزيقه شر تمزيق .

الإمارات ساعدت في إحداث تحول جذري لنضال الجنوبيين وتحويل نضالهم من الضجيج الصاخب إلى الثبات الاستراتيجي للهدف السياسي ، إيران تدعم الحوثيون ويتباهى الحوثيون بذلك ويوقرون إيران كثيرا ، قطر وتركيا تدعمان إخوان اليمن وتتحرك هذه الجماعة أيضا بوقار وفق الأجندة المرسومة لها ، إيران وقطر وتركيا لن يؤسسوا واقع من الاستقرار والازدهار والنماء المستدام للجنوب والشمال .

الجنوبيون لن يتقدموا قيد أنملة واحدة في اتجاه طموحهم السياسي دون داعم قوي ، في التقرير النهائي المقدم من الخبراء المعنيين في اليمن لمجلس الأمن أكد التقرير أن : ” سلطة حكومة الشرعية تآكلت وليس بإمكانها إعادة اليمن موحدا لاعتبارات عده ومن هذه الاعتبارات ” تشكيل مجلس انتقالي جنوبي هدفه معلن وهو جنوب مستقل ” ، إضعاف الشرعية و إضعاف الحركة الحوثية مسار في اتجاه تحقيق طموح الجنوبيين المفضي للاستقرار العام للجنوب والشمال .

ما كان للجنوبيين كل هذا الصعود إلا عبر قتالهم الشرس وتضحياتهم وانتصاراتهم التي لم تكن أصلا في حسابات التحالف العربي والعالم ، هذا الأمر مثل صدمة للشمال ، الشمال اليمني خذل التحالف العربي في كثير من جبهاته ومارس كثير من الدسائس والمكر والاستنزاف ، المشكلة في الأساس قادمة من الشمال ، الشماليون اليوم خليط متناحر يتحركون في مسارات لن تصل بهم بالمطلق نحوا وطن مستقر ، تلكؤهم نحوا الاصطفاف في معركة المصير ضد الحوثيين ساهم في بروز قوى أخرى تسيدت على الارض ، الجنوبيون جزء فاعل في معركة التحالف العربي اليوم ، وحليف قوي مؤتمن للعالم والأمم في حربها العالمية ضد الجماعات المسلحة الخطرة ، ويسعى الجنوبيين إلى جوار حسن والنأي بممراته المائية عن مراهقة الطائشين الذين لن يجنوا إلا اصطفاف عالمي يشرعن القضاء عليهم .

قوى الشمال إلى هذه اللحظة أسست عدم نجاح التحالف العربي في معركته لأسباب كثيرة أهمها ضمانات ما بعد انتهاء الحرب والحصص النفعية المؤكد حصولهم عليها ، إطالة زمن المعركة أسس باتجاه إضعاف هذه القوى من حيث لا تعلم ، ولن تقوى بالمطلق على فرض طموحها السياسي مستقبلا ، في الأصل الشرعية تلتف حولها قوات صنعها ” الأحمر ” أعلنت سابقا حيادها عن الخوض في هذه الحرب مع أي طرف من الأطراف المتقاتلة ، هذه القوات كان هدفها مؤجل ، ولن يقووا على تنفيذه اليوم في الجنوب ، و أيضا للشرعية قيادات عسكرية تدين ولاءها لأحزاب وشخصيات شمالية نافذة تؤسس من اجل السيطرة على الحكم والثروة والنفوذ و إلغاء الآخرين ، أدرك التحالف العربي أن الشرعية اليمنية هي خلفيته المفتوحة كثيرة المشاكل وقد تعيده إلى نقطة الصفر .

عندما يستشعر الشماليون أن قادتهم كانوا مصدر البلاء فيهم ، كانوا الطريق المعبدة في إذلالهم ، ويتحركون في إيقاف هذا العبث ، ستتجه إثر ذلك كل العقول والأبصار وستنطق الألسنة عاليا أن ثمة حياة دبت في عقول تكلست بالاستعباد والإذلال المهين ، و أشرقت اليوم ، وحري لها أن تعيش عيشة الكرام الأحرار .

لا فرصة أعظم للجنوبيين من هذه الحرب التي يراقبها العالم اجمع ويسعى إلى تسويه لحل مستدام على أنقاضها ، الجنوبيين استطاعوا تجاوز كثير من الحواجز التي صنعها الشمال ، أصبح كثير من الساسة والمثقفين اليمنيين على يقين تام أن الوحدة الجبرية فشلت ، يتحدثون اليوم عن اتحاد آخر يبقي الجنوب مخطوم في أصابعهم عبر دستور يربط التقسيمات في الدولة القادمة ويوزع الثروة ويؤسس لمواطنه متساوية لهم على ارض الجنوب ، وهي الحرب السياسية المفصلية للجنوبيين مع الشمال .

السياسيين في الشمال النخب فيه وصلوا إلى يقين تام أن ما قبل حوارهم في صنعاء ؛ أي ” الجمهورية اليمنية ” انتهت بلا رجعه ، وما قبل حرب مارس2015م ” ؛ أي الفدرالية اليمنية السداسية الألوان انتهت لان الواقع لفضها وأسست كل هذه الحرب والدمار ، في كل الأحوال تسير الأيام نحو خلخله لحمة الشمال عسكريا وسياسيا وقبليا حتى يصبح غير قادر على فرض غطرسته في أي حلول سياسية مستدامة في القادم ، لقد اتضح جليا انه مصدر القلق والاضطراب الدائم وغير المتوقف .

سيبداء المبعوث الاممي الجديد مارتن غريفيت عمله من عدن بعد أيام ، مكتب المبعوث الاممي على وشك الانتهاء من تجهيزه في عدن ، وهادي لم ينتهي بعد من بقاءه في الرياض ، ولم يعد مقبولا عودة رئيس حكومة الشرعية و الوزراء إلى عدن ، ولا تراجع عن خطة تطهير الجنوب وإحلال الأمن والسلام والاستقرار عليه بإصرار جنوبي ، لا مكان لأصوات فتنه الشرعية في شبوة ، تفجير عدن مجددا خارج قدرات الشرعية ، ونقل المعركة إلى شبوة غير محمود عقباها ، الجسد الجنوبي اليوم تتداعى أطرافه لنصرة بعضه البعض ، محاصرة طارق في لملمة رجاله لقتال الحوثيين في جبهات النار والشرعية قابعة في البعيد يؤسس أن كل الخيارات مفتحوه أمام التحالف العربي للنصر في المعركة .

التحالف العربي والشعب في الشمال والجنوب ليسوا بحاجه أن تستعرض مأرب جودة محصولها من القمح ، ولا احتفالات يوم العرش السادسة لهادي ، ولا بتسفيه احمد علي عبدا لله صالح ، تجريف الحوثيين كل ما يقع أمامهم يحتم اصطفاف أمثل للجميع مهما كان عمق الخلاف ، مازال الأمس يتكرر اليوم : الشمال أخرجه الجنوب إلى فضاء الديمقراطية والتعددية والحرية كشرط جنوبي للوحدة ، ورفض الشمال إلا أن يعيش دون هذا السقف .