fbpx
حرب اليمن ارادتها إيران هزيمة للعرب فحولها التحالف والجنوب الى نصر ” تقرير “
شارك الخبر

  • كان التهديد الأبرز للعرب هو سيطرة المليشيات الطائفية التي يسندها صالح بقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي على ” عدن”، حيث سيكون بمثابة البداية لخنق دول الخليج ومصر والعالم العربي من قبل ايران، وحصار تلك الدول العربية لإخضاعها للرغبات الإيرانية العدوانية.
  • تعتبر عدن وباب المندب الجنوبي نقطة الارتكاز للعمليات الحربية للتحالف العربي، باعتبار هذا النطاق الجغرافي والمائي يدخل في نطاق ” الأمن القومي الخليجي والعربي بل والعالمي” ولهذا كان التدخل من أجل حماية عدن وباب المندب .
  • أتاحت الحرب الفرصة امام كثير من قيادات الجيش التابع للشرعية، ومسئولين حكوميين على الاستفادة من الحرب، وجمع الأموال. مما جعلهم يتحولون الى ” تجار حروب ” ويعملون على إطالة أمد تلك الحرب حتى يستفيدوا أكثر من الأموال والدعم.

 

تدخل الحرب في اليمن، بعد أيام عامها الرابع، ولا تزال مستمرة وتشتد ضراوة وتوسع، مع تعنت اطراف الحرب خاصة طرفي ” الشرعية و مليشيات الحوثيين ” في مواقفهما، ورفضهما الحلول السياسية المطروحة من قبل الامم المتحدة.

الحرب اليمنية التي شنتها مليشيات الحوثي وحليفها السابق حزب المؤتمر التابع لصالح، وصلت ايامها الى أكثر من ” 1000 يوم حرب ” وأثرت كثيرا على الوضع الإنساني في اليمن، فضلا عن الدمار والخراب التي طالت كل شيء في اليمن.

وفي الجنوب كانت الحرب رغم فداحتها، سبيلاً لم يصنعه الجنوبيين، للخلاص من الاحتلال الشمالي، بل صنعته نوايا الاطماع الشمالية متمثلة هذه المرة بمليشيات الحوثي الإيرانية، التي أرادت تحقيق أهدافا عدة بينها ” حماية ما تسمى الوحدة اليمنية ” ومن جهة اخرى تحقيق هدف ايران في حصار الخليج والدول العربي والسيطرة على عدن وباب المندب، لكن الجنوبيين افشلوا تحركات الحوثيين وكشروا مشروع ايران العدواني.

يافع نيوز – القسم السياسي:

كانت ولا تزال الحرب التي شنتها مليشيات اليمن الشمالي وخاصة التابعة للحوثيين وحليفهم السابق حزب المؤتمر الشعبي العام التابع لـ”صالح”  سببا رئيسا في تغيير خارطة العلاقات، وتبدل مسارات السياسة والتحالفات، لا سيما نظرة ومواقف دول الخليج نحو اليمن شمالها وجنوبها.

التحولات المتسارعة التي أرادتها مليشيات اليمن الشمالي، انقلبت رأسا عقب عليهم، وكانت الفرصة التاريخية للجنوبيين التي لم يتوقعوها بأن يتمكنوا من طرد مليشيات ( جيش الاحتلال اليمني التابعة لتحالفي 94 و2015 الشمالي ).

وحينما أراد الشمال تعزيز تواجد مليشيات تحالف 94 في الجنوب، بالمليشيات الحوثية المؤتمرية تحالف 2015، كانت النتيجة طرد كل المليشيات الشمالية قديمها وجديدها، كما تسببت بتدمير كلي وشامل لكل أسلحة المعسكرات اليمنية سواء المعروضة أو المخزونة، الجوية والبرية والبحرية، إلا ما تبقى منها في أماكن لم  تصل أليها طائرات عاصفة الحزم ” التحالف العربي” .

 

تجرعت قوى الهيمنة الشمالية بهذه الحرب ويلات الهزيمة، وذاقوا صنوف العقاب، جراء ما اقترفته أيديهم، بدءاً من انقلابهم على “الوحدة اليمنية 90″ وتحويلهم اياها الى ” احتلال شمالي لدولة الجنوب”  وممارستهم أشنع ممارسات بحق الجنوب كدولة وشعب وثروة، وانتهاءً بانقلاب قوة تمثل ” الزيدية ” على سلطة نظام الوحدة اليمنية، نتيجة لصراعات تاريخية داخل الإطار ” الزيدي الشمالي” .

بسبب شطحات الحوثيين الزيديين الموالين لـ” ايران ومشروعها العدائي ضد العرب” وانخداعهم بنشوة النصر في الشمال، وتغرير ” صالح وحزب المؤتمر عليهم” جعلهم يندفعون نحو اجتياح واحتلال الجنوب لتجديد احتلاله، كمهرا لهم مقابل الحفاظ على ما تسمى ( وحدة يمنية ) افشلتها قوى الشمال وحولتها الى كابوس.

 

  • الجنوب والحرب:

بالنسبة للجنوب والحرب، فقد كانت الحرب رغم ألمها وفقدان رجال وأبطال جنوبيين، فقد كانت بلسما شافيا، ودواء ناجعا، لمعاناة شعب الجنوب الذي قهر في غفلة من الزمن وبرضاء الدول العربية بالوحدة اليمنية ومن ثم بهزيمته في حرب 94م .

فقدم الجنوب رجال وابطال وتضحيات جسيمة، لكنه استرد كرامته وثأر لهزيمة 1994م،التي فقد فيها قيادات ومؤسسات، لكنه استعاد مكانته وهيبته، فقد الكثير وقدم التضحيات الجسام، لكنه استعاد ثقته بالخليج والعرب وعززها بمواقفه العروبية واستطاعت مقاومة الجنوب، إفشال مشروع إيران القادم من نافذة الوحدة اليمنية واليمن الشمالي للسيطرة على باب المندب وإهداءه لإيران وإسقاط دول الخليج العربي ومصر والتضييق على مصالح الدول الكبرى .

وبهذا المنجز الجنوبي المسنود بدعم طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كان شعب الجنوب أهلاً لاتخاذ الموقف الصائب والتاريخي كما كان دوماً، وبات الحليف المهم الذي لا يمكن ان تتخلى عنه السعودية أو التحالف، لضرورة واحتياج التحالف بوجود قوة على الأرض قادرة على حماية العمق الاستراتيجي الخليجي العربي، وإيجاد كيان منظم يستطيع العمل مع الخليج ضمن تحالف عربي يصون الأمة العربية ويحفظ كينونتها، ويحارب عملاء إيران وأدواتها في المنطقة العربية، وفي مقدمتها قوى اليمن الشمالي التي رهنت نفسها وباعتها مقابل مصالح ومنهوبات غنمتها عام 94م، وتريد ان تحافظ على الوحدة المنتهية للحفاظ على تلك المنهوبات.

وان كانت تلك الوحدة قد تحولت الى أداة بيد إيران لطعن العربة، غير مدركه ان هذا العمل سيتسبب بالضرر البالغ على الخليج والدول العربية وربما يسقطها بيد إيران الفارسية، ويتم مسح واجتثاث ثقافة وتاريخ وحاضر ومستقبل الأمة العربية وتحويله الى دولة فارس ضمن هلال ايران من المحيط الى الخليج، والشبيه لما تهدف اليه اسرائيل وتدعي عبر خارطتها ( اسرائيل من المحيط الى الخليج ) .

  • الحرب والوحدة اليمنية:

باعتبار الوحدة اليمنية، هي أساس التحولات الخطيرة على المنطقة العربية برمتها، الذي جعل اليمن مصدراً لتهديد الأمن والسلم، كان مجلس التعاون الخليجي قد استشعر خطر الأحداث في اليمن،  منذ بداية حرب 1994 الشمالية ضد الجنوب.

مجل التعاون الخليجي اعلن في الدورة الحادية والخمسين للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي بمدينة ابها الموافق 25-26 ذو الحجة 1414هـ 4 – 5 يونية 1994م، بأن ” الوحدة اليمنية 90، لا يمكن ان يستمر الا بتراضي الطرفين، ولا يمكن للطرفين التعامل في هذا الإطار، الا بالطرق والوسائل السلمية. وتقديرا من المجلس لدوافع المخلصين من أبناء اليمن في الوحدة فانه يؤكد انه لا يمكن اطلاقا فرض هذه الوحدة بالوسائل العسكرية”.

وأكد  المجلس في قراره ذات الصلة بقوله: ”  كما يبين المجلس ان استمرار القتال لا بد وان يكون له مضاعفات ليس على اليمن وحده وإنما على دول المجلس مما سيؤدي بها الى اتخاذ المواقف المناسبة تجاه الطرف الذي لا يلتزم بوقف إطلاق النار”.

  • تدخل إنقاذ العرب:

بعد ان سيطر ( الحوثيين وحليفهم السابق صالح ) على صنعاء وأخذهم الصلف الى الاعتداء على مؤسسات ما كان متبقي من دولة بصنعاء، حتى وان كانت تحتل الجنوب وكان ذلك في أعلى صورة ربما بعيد الضرر.

لكن ان يتم توسعهم بفعل الغرور ليقتحموا الجنوب، بحجج واهية، ذلك يعني ان تلك المليشيات ( الحوثية وحلفاؤها ) قد اخذتها العزة بالإثم وباتت لا ترى ان في الارض من كائن غيرها، وليس ذلك لانتهاكها خصوصية الشعب الجنوبي فقط، بل ووصولها لتهديد الدول العربية والخليجية من خلال توسعها  وفق مشروع ايران واطماعها الى ” باب المندب ” المضيق العالمي الهام والمتنفس الوحيد لدول الخليج والدول العربية.

  • ارهاصات ما قبل الحرب:

لا شك ان عاصفة الحزم وقيام التحالف العربي، لم يكن أمر لحظي، بل كان مدروسا ومخطط له بدقة، للتخلص من الخنجر التي زرعها علي عبدالله صالح منذ سنوات في خاصرة العرب وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والمتمثل ببناء جيش يمني مسلح بعدة وعتاد كبيرة جداً، تهدد السعودية ودول الخليج، والتي بناءها من اموال الشعب اليمني، وعلى حسابة لقمة عيشه وتنميته.

وفي 16 أكتوبر 2014 دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني،دول المجلس إلى إنشاء قوة بحرية مشتركة، لمواجهة ما تشهده دول المنطقة من ”تحديات ومخاطر جديدة.”
وقال الزياني، في كلمة خلال الدورة الـ13 لمجلس الدفاع المشترك لدول المجلس المنعقد في الكويت: ” جميع الظروف والمعطيات تؤكد الضرورة القصوى لإنشاء هذه القوة، لما لها من دور فعال في استكمال منظومة الدفاع المشترك، والمساهمة في تقديم الدعم والمساندة المطلوبة للحفاظ على الأمن البحري وحماية المصالح الحيوية لدول المجلس”، على ما نقلت وكالة أنباء الكويت.

وعلى خلفية المخاطر التي باتت تهدد الممر الدولي الجنوبي ” باب المندب ” وما قد يترتب على ذلك من مخاطر، في حالة سيطرة مليشيات مسلحة يمنية عليه، أعاد مجلس الأمن للواجهة ” قضية القرصنة ” البحرية، واتخذ قرار يمدد ولمدة سنة الدول المخولة بمواجهة القرصنة، بحماية الممر البحري قبالة سواحل باب المندب والصومال .

وقالت وكالة ” الكويت الرسمية ، أن  مجلس الأمن الدولي  تبنى بالإجماع  القرار رقم  2184 الذي يمدد لمدة سنة تفويض الدول والمنظمات المعنية بمواجهة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية.

وفي 12 نوفمبر 2014 كشفت صحيفة المصريون، عن مصادر دبلوماسية ان تحركات مصرية محاطة بالسرية تهدف إلى تشكيل حلف عربي لمواجهة التمدد الحوثي، من خلال اتصالات مع عدد من الدول العربية، بمشاركة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، لبحث تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، المبرمة في أربعينيات القرن الماضي، والتي لم تفعل إلا عام 1990 لصد الغزو العراقي للكويت.

وأفادت المصادر، أن هناك تنسيقًا مصريًا سعوديًا لإمكانية القيام بعمل عسكري محدود يتمثل في ضربات جوية مكثفة لأهداف تابعة للحوثيين، قد يشمل تشكيل قوة تدخل سريع عربية تستطيع القيام بمواجهة أي تهديدات، وهى القوة التي ستتكفل دول الخليج بتحمل نفقات تشكليها وتدريبها وتسليحها، حيث سيتم إبرام صفقات تسليح ضخمة لهذه القوة من روسيا والصين ودول غربية.

وفي 19 يناير 2015 قال السيد ” حيدر ابو بكر العطاس ” ان ما يجرى بصنعاء، هو صراع جديد قديم، من اجل السيطرة على الجنوب . مشيراً في حديث لقناة ” سكاي نيوز ” ان كل الصراعات التي جرت منذ 94م، وما بعدها وحتى اليوم، هي بسبب ترك القضية الجنوبية دون حل، واغفال حلها من قبل ما سمي ” الحوار الوطني بصنعاء ”

وفي 21 يناير 2015عقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا استثنائيا، في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة التدهور الأمني والسياسي في اليمن.، وتم اتخاذ قرارات هامة اتضح فيما بعد انه التدخل المباشر لمنع ايران من السيطرة على باب المندب وعدن عبر مليشيات الحوثيين.

  • عدن نقطة الارتكاز:

لقد كان التهديد الابرز للعرب هوسيطرة المليشيات الطائفية التي يسندها صالح بقوات الحرس الجمهوري والامن المركزي على ” عدن”، حيث سيكون بمثابة البداية لخنق دول الخليج ومصر والعالم العربي من قبل ايران، وحصار تلك الدول العربية لإخضاعها للرغبات الايرانية العدوانية.

وتعتبر عدن وباب المندب الجنوبي نقطة الارتكاز للعمليات الحربية للتحالف العربي، باعتبار هذا النطاق الجغرافي والمائي يدخل في نطاق ” الأمن القومي الخليجي والعربي بل والعالمي” ولهذا كان التدخل من أجل حماية عدن وباب المندب .

في اليمن لم تكن الأمور تسير في المعقول او وفق المنطق، ليس منذ السنوات الاخيرة فقط، بل ومنذ فشل مشروع الوحدة اليمنية بين دولتي الجنوب والشمال، وخاصة بعد تحول الدولة التي كانت منشودة بالوحدة، الى دولة عصابات وفيد ونهب وسطو واقصا وتهميش وقتل ودماء بريئة تزهق في كل مكان من الجنوب او حتى في الشمال .

كل هذه التراكمات، أوجدت الغياب الفعلي للدولة، وترسخت القوة والعصبية في الحكم القهري، وتفحش النافذين في صنعاء من اتباع ” صالح ” وحلفاءه من قوى الفيد والديكتاتورية . وبالتالي كان الوضع يسير نحو الكارثة الحتمية نتيجة كل الممارسات والافعال التي يقوم بها صالح وقوى النفوذ من شمال الشمالي اليمني .

استفحلت الأوضاع باليمن وزادت المخاطر، ولم تعد تهدد الجنوب او الشمال فقط، بل وصلت لتهديد الامن القومي العربي، وبالأخص دول الجوار في الخليج التي طالما صبرت على حماقات شمال الشمال بقواه القديمة المتمثلة بــ” صالح والاخوان ” او الجديدة المتمثلة بــ” الحوثيين ” .

كل هذا التهديد وكل هذا العدوان على مصالح الدول العربية والعالمية، في باب المندب جعل دول الخليج أمام خيارين لا ثالث لهما وهما :

– الأول : إما السكوت والصمت وبالتالي تهديد الأمن القومي والاستراتيجي لدول الجوار، ووصول التهديدات الى داخل أراضيها كدول كانت تتحاشى الخوض في حروب مباشرة مع اطراف تهددها، وهو ما قد يحاصرها اقتصاديا وسياسيا بل وميدانيا، ويسقط أنظمتها وموقعها في الخارطة العالمية لصالح المشروع الإيراني  .

– والثاني : التدخل العسكري الحتمي الذي لابد به، بعد فشل كل الجهود السياسية السلمية، وذلك ليس لإنقاذ اليمن مما هو فيه شمالاً وجنوباً، بل ولإنقاذ دول الخليج وأمنها القومي وكذلك الأمن القومي العربي، من خطر داهم يتجه لحصار دول الخليج من باب المندب، الذي تسارعت وتيرة ( الحوثيين المدعومين من إيران ) للسيطرة عليه وإخضاع السعودية ومصر ودول الخليج عبره .

*  حديث السيادة:

بعد كل ما يحدث اليوم من انتفاض عربي خليجي، بوجه المليشيات الحوثية التي تسببت بالدمار لليمن شمالها وجنوبها، وتوجهت لتجديد عبثها بالجنوب مرة اخرى بعد ان عبث به نظام صالح وحلفاءه من غزو الجنوب الاول عام 94م .

فكان تدخل التحالف العربي في اللحظات الاخيرة، كإنقاذ لليمن وحفاظا لما هو اكبر من السيادة التي داستها مليشيات الحوثيين تحت المجنزرات، وتخلت عنها الشرعية وأحزابها التي هربت الى الفنادق.

غير ان حديث السيادة باتت أحزاب الشرعية وخاصة ” الإخوان المسلمين ” يستخدمونه بطريقه سمجه ليس لأجل السيادة اليمنية الفعلية، بل لأجل ابتزاز التحالف العربي، بعد ان اصبح الاخوان المسلمين ” حزب الإصلاح ” خارج إطار أي تفاهمات سياسية بشأن اليمن، باعتبارهم لم يقدموا شيئا على الأرض وتخاذلوا عن معاركهم الميدانية تجاه الحوثيين، وتحولوا وفقا لرغبات دول تعادي التحالف العربي الى ” أبواق إعلامية ” لاثارة البلابل حول ” السيادة ” تارة، وتارة اخرى حول ” فشل التحالف ” حتى صار الاخوان المسلمين الممولين من قطر باليمن يصفون التحالف بــ” العدوان ” متطابقين بذلك مع ما يقوله ” الحوثي “، ومخالفين لحديث وطلب الرئيس الشرعي ” هادي ” الذين اختطفوا قراراه وسيطروا على وسائل اعلام للشرعية الرسمية للحديث فيها باسم هادي.

وفي الحقيقة فإن الحديث عن السيادة اليمنية، هو حديث يحتاج الى العودة لجذور زوال تلك السيادة، لكون اليمن ” الموحدة ” بالقوة عام 94، فقدت سيادتها أنذاك بعد فشل مشروع الوحدة وتحولها الى حرب واحتلال من الشمال للجنوب.

نظام حرب 94 واحزابها لم يحافظ على أي سيادة فكان اول تدخل جوي امريكي في مأرب بعد العام 2003م هو من اخترق السيادة الوطنية، كما ان ذلك النظام جعل اليمن مصدراً لتهدد الأمن والسلم الدولي، منذ استدعائه العناصر الارهابية للمشاركة في الحرب على الجنوب، بقيادة وفتاوى ” الاخوان المسلمين”. علاوة على تحول اليمن الى ساحة حرة للاعمال الارهابية والعنف وتهريب المخدرات والسلاح الى اراضي دول الجوار.

وأصبحت اليمن مصدرا لتهديد الأمن القومي العربي من خلال انقلاب المليشيات المسلحة الحوثية المدعومة من إيران، فضلا وكان لابد من تدخل عربي شقيق لإنقاذ اليمن التي تغرق في الكارثة، وتجر معها دول الجوار الى الغرق .

ولكون العرب هم لحمة واحدة مع الجنوب واليمن، فالتدخل العربي كان لابد منه، بعد ان اخترقت ايران كل الحواجز والحدود، وغدت تعمل جهارا نهارا على زعزعة امن واستقرار دول العرب، من خلال أتباعها باليمن شمالاً، ومحاولة فرض أمر واقع والمسارعة لإسقاط الجنوب ايضاً .

فالحديث عن التدخل العربي الخليجي في اليمن والجنوب، سيظل حديث الأروقة السياسية ومراكز القرار، لكنه في حقيقته، يعد أهون الضررين والحاجة له كانت ملحة لإنقاذ اليمن الجنوب، وتلافي الأمور من قبل دول الخليج لحماية باب المندب والحفاظ على امنها واستقرارها وسيادة الدول العربية.

  • مسؤولون ” تجار حروب”:

أتاحت الحرب الفرصة إمام كثير من قيادات الجيش التابع للشرعية، ومسئولين حكوميين على الاستفادة من الحرب، وجمع الاموال.

مما جعلهم يتحولون الى ” تجار حروب ” ويعملون على إطالة أمد تلك الحرب حتى يستفيدوا أكثر من الأموال والدعم.

وكان المبعوث الاممي السابق إسماعيل ولد الشيخ، قد أفصح بشكل واضح عن هذا الأمر في إحاطته التي قدمها الى مجلس الأمن في 10 أكتوبر 2017، جاعلا ممارسات أولئك المسؤولين  وقيادات الجيش في الشرعية او داخل طرف المليشيات الحوثية سبباً في عدم إحلال السلام بالمين.

ولد الشيخ قال في احاطته ” في اليمن، لا رابح في ساحة المعركة ويبقى الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني الذي يدفع الثمن الأكبر من الحرب. فهو يزداد فقرا بينما الزعماء يغتنون ويرفضون الحلول كونهم ان قبلوا بها سيخسرون قدرتهم على التحكم والسيطرة.”

 

  • مصير الحرب:

لا تزال الحرب باليمن مستعرة بين الأطراف، في ظل تغير ملحوظ بمسارات الحرب، خاصة بعد ان حقق التحالف العربي أهدافه الرئيسية في الجنوب، من خلال تمكن قوات المقاومة الجنوبية بدعم التحالف من تحرير الجنوب وطرد مليشيات الحوثي.

لكن لا يزال الشمال يشكل المشكلة إمام التحالف العربي، بعد التخاذل المريع الذي ظهرت به قوات الإخوان المحسوبة على شرعية هادي.

مصير الحرب باليمن لا يزال مقيداً بالصراعات الدولية وتفاهمات اللاعبين الكبار، خاصة في ظل توسع الخلاف الدولي والإقليمي، واستمرار طرفي الشرعية والحوثيين بالتمسك بمواقفهما والتسبب بتقويض أي حلول سياسية تقدمها الامم المتحدة بشأن اليمن.

 

أخبار ذات صله