fbpx
أحداث تتكرر بحاجة إلى حزم وحسم

 

لقد سررنا كثيراً بالتحركات المباركة لقائد أمن عدن / اللواء شلال في الحملة الأمنية الوطنية لإزالة البناء العشوائي والتعدي على ممتلكات الدولة والأماكن العامة والسياحية والحضارية ، وكذلك الحملة ضد بائعي الأسلحة في مدينة عدن الحبيبة والغالية علينا جميعاً ، وقبل ذلك بأيام قلائل كانت حملة مداهمات أوكار عناصر الإرهاب و خفافيش الظلام وأماكنهم المشبوهة في كثير من مديريات عدن .

ونحن بدورنا كشعب يطمح إلى ترسيخ دولة النظام والقانون والأمن والسكينة والإستقرار نبارك هذه الجهود وهذه التحركات ونشد على أيدي رجال الأمن والحزام الأمني بالضرب بيد من حديد ، وبسط الأمن والنظام والقانون ، وإن كانت هذه الحملات والتحركات أتت متأخرة كثيراً ، وتراخت الأجهزة الأمنية في إتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب مما شجع ضعفاء النفوس على التوسع بالبسط والطمع والجشع إلا وأنه كما يقال : ” أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ” .

هذه الأمور الثلاثة بحاجة إلى متابعة دائماً ، وتخصيص القوة الكافية ، وأجهزة الرقابة من أراضي الدولة والبلدية ، والاستخبارات ، بتعاون وتفاني عامة الشعب بالإبلاغ عن أي إنتهاكات وتعدي أو تجاوز ، وينبغي ” فتح خط ساخن ” للإبلاغ أول بأول ، والتحرك مباشرة إلى الأماكن المنتهكة والأسواق المخالفة ، والمناطق المشبوهة في إيواء عناصر التخريب والتطرف والإرهاب .

إن محاربة هولاء الفسدة واجب وطني وشرعي وأخلاقي يمليه علينا جميعاً حب الوطن والوفاء للشهداء ، وكما هو الحال في التصدي للأعداء والطامعين فإن التصدي لهولاء لا يقل أهمية عن ذلك ، وهذا هو الجهاد الأكبر المتمثل في الحفاظ على الإنتصارات والإنجازات والثوابت الوطنية ، والمحافظة على مدنية عدن ومنظرها المشرق الباسم .

إن من تسول له نفسه بالتعدي على ممتلكات الدولة بأي شكل كان ذلك التعدي ، أو الإتجار في الممنوعات والمحرمات ، أو الإحداث في الأرض أو التستر عن المحدثين والمجرمين والسكوت عنهم فقد حقت عليه اللعنة ، وموعود بأشد العذاب إن كان في قلبه ذرة من إيمان ، روى الإمام مسلم في صحيحه (1978) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولفظه : ( لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ) .

سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري 2452 .

ألا تكفي هذه الأحاديث النبوية هولاء المعتدين وتكون لهم رادعاً وزاجراً ومخوفاً فيراقبون الله قبل أن يراقبوا أجهزة الأمن وغيرها! ألا يعلم هولاء أنهم انساقوا وراء أطماع أنفسهم الدنيئة والدنيا الزائلة وأنهم أقدموا على البسط على ما لايملكون بدون بيع أو شراء أو هبة أو تنازل ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تبع ما لا تملك !!!
فكيف ينتفع المرء بشيء لا يملكه وكيف تطيب له نفسه التصرف فيه أو يهنأ في السكن أو المتاجرة فيه .

و أختم مذكرا بقول القائل : قال الحلال يذهب ! قال الحرام يذهب هو وأهله .