fbpx
هل تحررت سقطرة؟

د عيدروس نصر
يصرخون وينوحون لمجرد إعلان قيام قوات النخبة السقطرية وانتشار وحداتها في بعض مناطق الجزيرة وبعض المنشآت الهامة في عاصمتها وعاصمة المحافظة (حديبو ) ويسمون هذا “احتلالً إماراتياً” وهم يعلمون أن أفراد هذه الوحدات كلهم جنوبيون ومن أبناء سقطرة على وجه التحديد.
ويقول أقلهم فجاجة وحدة واكثرهم تصنعا للعقلانية : إن الجزيرة لم تدخل في نطاق مهام قوات التحالف العربي باعتبارها لم تكن منطقة حرب مع القوات الانقلابية، وتلك محاولة للتغطية على حقائق هم يعلمونها لكنهم يريدون تتويه الرأي العام عن إدراكها وأهم هذه الحقائق:
١. إن الحرب التي جرت في عدن ولحج وشبوة والضالع وأبين لم تكن إلا بين المقاومة الجنوبية التي انخرط فيها عددً من الجنود والقادة الجنوبيين وأغلبهم من المستبعدين في العام ١٩٩٤م وبين الغزاة الرئيسيين في العام ١٩٩٤م مضاف إليهم بعض القادمين الجدد من أتباع المليشيات الحوثية ولنا أن نتذكر الدور الدموي الذي لعبته قوات الأمن المركزي بقيادة المدعو عبد الحافظ السقاف واللواء ١٣٠ بقيادة السفاح ضبعان وغيرها من قوات عفاش المنتشرة في كل من عدن و لحج والضالع وأبين وشبوة منذ العام ١٩٩٤م ممن انخرطت وما تزال في معارك المواجهة مع القوات المؤيدة بحق للشرعية وليس أولائك الذين يصرخون مع (راعي ) الشرعية ويأكلون مع (ذئب ) الانقلاب، كما يقول المثل الشعبي.
٢. إن عدم وصول الانقلابيين (الحوثيين بالتحديد) إلى بعض المناطق في شرق شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة لا يعني أن هذه المناطق كانت متحررة وأن ما فيها من قوات هي موالية للشرعية؛ بل إن غزاة ١٩٩٤م ظلوا وما يزالون يخيمون في تلك الربوع المترامية الأطراف ولم يكلفو أنغسهم بمد الجبهات في مناطق المواجهة بكتيبة او سرية أو بطلقة رصاص واحدة ولم يطلقوا قذيفة واحدة في وجه القوات الانقلابية تأكيدا لدعمهم للشرعية بل هناك من يرى أن عشرات الالوية المنتشرة بصمت في تلك المناطق هي من يسهل وصول الأسلحة المهربة من إيران عبر الشواطئ والصحاري التي يسيطرون عليها حتى تصل إلى الجماعة الانقلابية في صنعاء.
٣. إن عدم نشوب حرب في جزيرة سقطرة لا يعني أن الوحدات العسكرية والأمنية المنتشرة هناك مؤيدة للشرعية لأنها ببساطة قوات دخلت الجزيرة عن طريق الغزو الصامت بعد ٧/٧ أي إنها قوات عزو من تلك التي ظلت على تواشج وتناغم مع قيادة الانقلاب منذ نهاية سبتمبر ٢٠١٤م لكنها لم تكن بحاجة إلى إعلان الحرب طالما بقيت الأوضاع في جزيرة سقطرة تحت سيطرتها.
٤. بالنسبة للجنوبيين ومنهم أبنا سقطرة (بطبيعة الحال) لا فرق بين غزاة ٢٠١٥م وغزاة ١٩٩٤م فالجميع غزاة ومحتلون جاؤوا للسيطرة والنهب والسلب والهيمنة واستبعاد أبناء الجنوب وتحويل ارضهم وخيراتهم إلى إقطاعيات بأيدي قادة الغزو ومراكز القوى وهو ما يعني أن انتشار هذه القوات التي يبلغ تعدادها بعض عشرات الآلاف على مختلف محافظات الجنوب، ليس إلا احتلالاً وأن مناطق انتشارها (بما في ذلك سقطرة) هي مناطق محتلة ويجب تحريرها وإعادتها إلى ابنائها .
وما قيام قوات النخبة السقطرية إلا خطوة على طريق تمكين أبناء سقطرة من التحكم في أرضها وهذا ما أغضب غزاة ١٩٩٤م المؤيدين للشرعية والمؤيدين للانقلاب على السواء، الذين يرون في هذه القوات تهديدا لهيمنتهم التي استمرت قرابة ربع القرن، ولذلك نسوا “السيادة الوطنية” في تعز وصنعاء وعمران وبقية المناطق الخاضعة لانصار المخابرات الإيرانية ومليشيات حزب الله، وراحوا ينوحون على “السيادة الوطنية” في سقطرة.