fbpx
قراءة في مستقبل الحرب والسلام

 

إذا أردنا تشخيص وقراءة الحالة أو المصيبة التي حلت على شعبنا سنصل إلى نتيجة حتمية تلخص بأن قادتها تفرقوا وكل واحد ينفرد بمن معه ويعد نفسه لا علاقة له بالآخر يعيش مترفا بالطيش أو محنطا بالقوة المفرطة التي لا تقبل التدارك وله حماية من فتات الدعم فيدبر ما يشاء أن جاع الشعب أو هلك هذا لا يهمه ما دام الضخ يواصل السيل إلى بقعته فهو في أمان في هذه الحالات ترى طمع التدخل الخارجي يتلهف على مصير  شعبنا لتنهب ثروات موطنه هذا شبيه ما كانت عليه الصين حكامها متفرقون والأطماع الأوروبيةأخذت تغزوها وتنهب ثرواتها إلى أن جاء التغيير وأطاح بتلك الفئةالحاكمة ..عادت الصين موحدة قوية ترفل بالرخاء والخيرات.. قد لا نستطيع الذهاب أبعد مما نراه اليوم إلا  إلى حل لمشاكلنا كلها وأعني كلها في اليمن  عبر رؤيه شعبية وسياسية لقيام “دولتين قويتين “!! وأن تعددت الأسماء والدلائل .. السؤال هل سيقبل من هو على رأس كل فصيل الأن وبالذات المتأقلمون والمتفدرلون منهم هكذا حل ..إن كنا شعب حر واعي على مصالحه القومية وعلى دينه فسنقوم بالتحاور
حوله الأن وليس غدا وإلا سنبقى قصعات أكل شهي لكل طامع من كل حدب وصوب فمن الجيد أن نحلل الوضع السياسي بشكل واسع ونتطرق إلى الأطراف المؤثرة ..
أعتقد بأن لا ننسى المحور الهام وهو الخطر المحدق بدول الخليج والمنطقة وهو محور الشر تنظيم القاعدة وداعش ! والقوات المناصرة والمؤدلجة بعقيدة الإستحواذ الطائفي الذي بداء يتغلغلا منذ فترة في دول الخليج بأسم الإسلام وحسب تقارير مسبقة ترتع في كل دول الخليج مجاميع تنظيمية للقاعدة ربما أنها تتحين الإشارة من ما يسمى بالأمير أو جنرال الدم للفتك بالأنظمة وحرق هذه البلدان كما حصل في دول عربية عدة وليس اليمن ببعيد ..فلتتذكر المملكة كيف قتل رجال أمنها  قبل أعوام بالقطيف بدعوى الإرهاب وكيف خضعوا ورضخوا لعمل وتخطيط الأمريكان بمنطقة شيعية للسعودية.. اليوم السعودية تحتضن أكبر صانعي الإرهاب والقتل في بلدها منذ إندلاع حرب مارس ولكنهم يعيشون كالأسرى في فنادقها .. لا أحد يعلم ماهو سر التناغم وكيف تخطط المملكة لبقائهم وماهو التوقيت المناسب للتخلص منهم الآن وقبل كل شيء يجب أن تتخلا المملكة عن المكابرة وزرع العنصريات والأقاليم الجغرافية التي تصادر حق الشعوب يحق لها النظر إلى ما هو أهم من كل شيء هو الشعور بالوحدة العربية الشاملة والعناصر التي تربط بعضهم ببعض كاللغة والدين والسلالة العربية الأصيلة لأنه إذا رأينا الامم من حولنا تتحد وتتعاون ستعي الشعوب الأخرى كيف ستتعاون على إلا تعادي بعضها البعض والشعور بالعدالة الإنسانية وعدم الإنجرار إلى الهوية سواء حاكم أو محكوم ولن تكون تلك الصفات ومحاسن النوايا كذلك إلاّ إذا إنتبهنا لواقعنا ومضينا على لم شملنا وتكون غاية الفرد هي غاية الجميع فعندها نكون مضينا على طريق الصواب.
المملكة تعيش مرحلة تحت تأثير منظور ضيق وعقدة طائفية لا تستطيع الخروج منها وهي تتفاعل مع الآخرين بلغة المصالح الأكثر جبنا وتقتفي أثر حكام الغرب مهما بلغ فجورهم وعنادهم تجاه العرب والمسلمين .. فمالذي تجنيه دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية ذاتها من إطالة إستعداء اليمن بحربها ورسم معالم حصاره من جوانب شتى وبأدوات معادية لمشروعها وأن بدأ لهم غير ذلك لم تكن مرحلة مابعد الحرب مرحلة عادية القتل والإرهاب بكافة أشكاله خيما معا داخل الأراضي المحررة.. في عدن العاصمة القوات الأمنية تستنفر مع حرارة الطقس ولهيب الخطر المحدق بإهالي المدينة والرئيس اليمني في عاصمتكم وأمنه الشخصي ينتشر بشكل غير عقلاني واللا إنتظام بدهاليز الإعلام وعلى وسائل الفضاء الإفتراضي داخل أروقة الرئيس تسير بشكل غير طبيعي وغير إعتيادي الطاقم الحكومي يعمل بغير مهنية وعدم ضبط نفس عالي فأسراكم سبق وأن اوقعوه في عدة حفر وإحراجات سياسية لأنهم على دراية تامة بوضعه المتخبط كما أنكم تعملون أنتم بذلك.. فقبل أن يكون رئيسا لليمن المتشضي هو إنسان ومواطن له ما له وعليه ما عليه يشكو ويتألم يخطيء ويصيب يتعب ويمرض هو إنسان كبقية الناس وأن تميز عنهم بالمنصب “كشرعية رئيس معترف به دوليا ” دون شك سيكون الأكثر عرضه للكد والتعب والإرهاق السياسي خصوصا عند إتخاذ القرار فطبيعة مهامه ثقيلة كثقل الجبال واهتماماته تفوق بكثير إهتمامات أي إنسان عادي هو ليس ملك نفسه ووقته لذلك فمن الطبيعي أن يخفق الرئيس لا أن يتعرض لسلب قرارته المجحفة أحيانا … يرى الكثير هنا في اليمن أن الرئيس هادي مرنا مؤمنا بقدره واثقا بما كتب الله له من مصائب تلتوي على ثقته العمياء وتتصدر مشهد الإطاحة والتبديل بمن تنتوي الإنتقام منهم لأكثر من ثلاثة أعوام متتالية كان العالم مشغوفا بالتعرف أكثر على تضحيات شعب  الجنوب ” الذي ينتمي إليه الرئيس ” حيث تحدى بلاءات الحرب ووقف شامخا على مشارف الجبهات يدافع ببسالة عن قضية شعبه ويطالب بعناد بحقوقه الوطنية المشروعة والمكفولة دوليا الكثيرون منهم انبهروا من صلابة هذا الشعب ورفعوا اكفهم داعين لهم بالنصر المؤزر وهو ما جعلهم يصمدون في وجه العدو خارج نطاق حدودهم .
أشاد الجميع داخل الوطن وخارجه وفي المنافي لتلك الصمود والتضحيات لكن أجواء القلق والخوف تخيما على مشارف النصر من سرقة إنتصاراته ومكاسبه ومع كثرة الإشاعات والتكهنات والتحليلات زاد الإهتمام أكثر وأكثر وانفردت وسائل إعلامية عديدة معادية لكل ماهو جنوبي لتتعقبه عشية أي إنتصار أو تقدم لتنسبه إلى أسراكم وأعوانهم في التباب فمنهم من يهول ومن يبالغ ومن يفتري ويجحد !! كل ذلك كان متوقعا فالمستهدف هنا ليس أنتم فحسب بل مشروعنا التحرري الكبير.. لكن شعبنا خبيرا بمعالجة حالة التهويل والمجاهرة بالعداء لمشروع شعبنا الذي جعلت عبقريته وحكمته وشجاعته وجرأته وصموده الأسطوري تركيع كل أعدائه من جبابرة الأرض ومن المرتزقة والإنقلابيين المتآمرين الذين يشمتون نضاله وهذا ليس إلا دليل على كم هم مرعوبين من وجوده وصلابة مقاومته … فاليمني القادم من بيئة جغرافية جُبلت منذ عقود على ” اليتم ” بسبب مكابدة أهلها من شدة المعاناة الناجمة عن إهمال الحاكم وسوء أداء ما تعاقب من الإدارات الحكومية تحققت أمنيته التي خالف بها – فيما مضى – رغبة حاكمه الجديد وولي عصيانه” ازاله الله  ” وأصبح يركض وراء مطالبه المفقودة أصلا بعد دخوله معترك التسول الممجوج وعلى الرغم من إدراك البعض أن الطرقات لم تكن وردية أمام طموحات يراها الإحتلال الجديد إعوجاجا لمساره التوسعي لكن المثير للإهتمام أن حجم المعاناة التي يعيشها الناس في بلد بائس والتي تمظهرت فيه أبشع صور الفقر والجهل والمرض والحصار ولم تفت في عضده ولم تفض إلى نتيجة تجعله ينظر إلى الحياة بوصفها باردة وكئيبة وكأنه يتناصص مع غلمان بشأن فريسة أنتهى مغنمها بفلات.
إلى الآن وتستمر أحداث الحرب وتداعياتها على الساحة اليمنية التي بدأ الحراك الجنوبي السلمي قبل تلك الحرب بإحتجاجات سلمية أرتفع سقفها إلى المطالبة بالإستقلال عن الشمال بعد تعرضهم للتسريح القسري وإلغاء الشراكة السياسية التي قامت بها الوحدة المغدورة وإستخدام نظام علي عبدالله صالح القوة المفرطة تجاه المتظاهرين منذ عقد ونيف حيث واجه تلك النظام البائد في خضم ثورات الربيع العربي جبهة عريضة تطالب بإسقاطه وأنتفضت ماسمي بشباب الثورة ووحدات عسكرية مناصرة وحامية لهم ومن قبل وأحزاب واظبت أسبوعيا على تنظيم مظاهرات واعتصامات أخذت منعطفًا حادًا بعد محاولة إغتيال الرئيس السابق الذي مارس المراوغة والمناورة في قبول المبادرة الخليجية للتنحي وإجراء الإنتخابات.
وتولي الرئيس عبدربه منصور هادي (1سبتمبر 1945) وهو الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية منذ 25 فبراير 2012 وكان قبلها نائبًا للرئيس خلال الفترة 1994 -2011م. أُنتخب رئيساً للبلاد عام2012م كمرشح وحيد أجمع عليه وإعلان الرئيس السابق حينها رسميًا عن القبول بها موقعًا على البنود التي بدأ تنفيذها بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة برئاسة محمد سالم باسندوة وغياب الرئيس المتنحي صالح الذي أعلن عن نيته مغادرة البلاد لإستكمال العلاج في الولايات المتحدة – على الأرجح وهو ماعاد حينها وبدأ نشاطه العدائي من جديد بين خصومه وزبانيته وتحالفه الأخير مع الحوثي الذي لم يستمر طويلا أدى إلى مقتله وفرار عدد كبير من أتباعه إلى أنحاء متفرقة من البلاد والعالم هذا وفي خضم تلك الأحداث حصلت اليمنية توكّل كرمان وهي من أبرز قيادات شباب الثورة – على جائزة نوبل للسلام بالشراكة مع سيدتين من ليبيريا وذلك تقديرًا لنشاطها السلمي في مواجهة القمع السلطوي وأخيرا أرتمت توكل إلى حضانتها في كلا من قطر وتركيا ضاربة بكل ماقامت به وراء زياراتها المكوكية في دول الغرب وتبادل المودات بين رفاقها وزملائها الأجانب وأصبح حزبها الإخواني واحدا من المطبات مسلوبا لقيمته يداري خنوعه وخذلانه المميتان وبين هذا وذاك “تقود” المملكة السعودية والإمارات المتحدة ضمن قوات التحالف العربي جهدًا عربيًا للحدّ من مسلسل الإنهيارات التي تخلفهما جراء مواجهة قواتهما مع الحوثي شمال البلاد ليبقى ويظل اليمن مدمرا ونحيلا ويشغله ويغرقانه همّان أولهما تحرير باقي المناطق من قبضة الميلشيات والتمهيد لمسيرة التحوّل الديمقراطي وما يعترضها من مصاعب رجائي أن نجد في أنفس القوى المجتمعية بجميع فصائلها وأيضا القوى التي لها ثقل وطني وسياسي ما يكفي من القوة لمغالبتها. وثانيهما ما صارت إليه الكائنات البشرية من تردي بالعقلية ذات الفكر الممول بفعل ضعف الوعي اليمني .. أما العمل الذي يتقدم تلك الشغلان وذلك بعد إنجازهما فهو يتعلق بمعاني الثورة في علم الأخلاق والقيم ونبل السلام بإعتبارهم من أهم مفاتيح إدراك مستقبل الحياة اليمنية بشقيها الشمالي والجنوبي سياسا وإجتماعيا وإقتصاديا وثقافيا وبلوغا لمراتب الوئام والتعايش وإستعادة روح الرحمة الإنسانية للبشر .
هذه المعاني والتعاليم المقدسة للحياة كفيلة بتهذيب ما خدش السائبون من أذية طائشة بجسد الثورة الأم لكن يتطلب على الدوام معاودة الجهد ومواصلة دور التوعية فقط للتخلي عن السلاح ولغاته المتعددة وبالتالي فكلما قطعنا شوطاً في دور الوعي بانت لنا منه أشواط بعيدة نستطيع الإمساك بباقي الإنفلات بطرق سلسلة وقصيرة ولو قيّض لنا البدء من جديد سنعمل على تحديد الفروق السياسية والتعامل بدور القياس حتى ينمو الوعي ويتلاشى الغباء الذي يبدو مستوحش هنا في كبريات مدن اليمن اللا محررة  .
تمنيات أن ينجح التحرير ويبلغ الهدف مبتغاه  لتكون الحياة فعلاً يعيشها اليمنيون فلا إقصاء من هذا ولا عقوق من ذاك. كما أتمنى أن يفتكّ اليمني من عقده الملتوية على بصائره ورجاحته المعهودة في الحفاظ على حقه في الوجود الحر على أرضه الحرة كما أنه لن يفلح إذا عاد مكتوفا لتمريغ جيرانه وأشقائه يهرع وراء المنتصر مهما كان ولائه وتوجهه .. إعادة تلقيح الهيجان العصبوي والحشد المشائخي المحموم بالصراعات التاريخية المقيتة لا يصب في مصلحة حياة الإنسان اليمني فمتى نعرف ونتعلم معنى إنجاز الحرية وحقوق الإنسان في المعيش الإنساني والمصيري ويمكن أن نعيش معاً في رحاب الله الواسعة وتحت نظام دولتين متحابتين إنتصرتا للحرية وقدمتا ملاحم الفداء والتضحية قربانا للسلام والتعايش ووضعتا حدودا للمجورة آملين لئن تكون جسرا للمحبة وتبادل المودات.