fbpx
تقاربوا … تحابوا

علي محمد جارالله

هي حقيقة لا يمكن لإنسان ان ينكرها ان المجلس الانتقالي اصبح رقما صعبا في الساحة الجنوبية.
و هي حقيقة ايضا انه وقع في بعض الأخطاء الذي نتمنى منه ان يتجاوزها بقوة القبول الذي يمتلكه من الشارع الجنوبي.
و قد علمتنا التجارب في الجنوب منذ ما قبل 1967م ، ان التجاذبات السياسية و صراعها لا تنجح، و المنتصر منها مهزوم … إقرأوا تاريخنا و تعلموا منه:

– تصارعت الجبهة القومية و جبهت التحرير، و أقصى قحطان الشعبي عبدالقوي مكاوي، و وقف الانجليز مع الجبهة القومية و تم تسليمهم الحكم.
– تصارعت الأجنحة في الجبهة القومية يسارية/يمينية و تم إقصاء جناح قحطان من قبل جناح اليسار المتمثل بمحمد علي هيثم و فتاح.
– تم تجميع الأحزاب المتواجدة الصغيرة التي آثارها محدودة و تم تشكيل الحزب الاشتراكي، تصارع فتاح مع سالمين فتم إقصاء سالمين و اعدامه.
– تصارع علي ناصر مع فتاح فتم إقصائه و نفيه الى موسكو.
– تصارع علي عنتر مع علي ناصر فتمت إعادة فتاح من موسكو.
– انفجرت حرب الرفاق في 13 يناير 1986 و أقصى البيض علي ناصر.
– اراد البيض الهروب الى الأمام و تقوية عوده السياسي فأرتمى بخدعة الوحدة في 22 مايو 1990.
– و النتيجة ان شعبنا يعاني هذه المأساة “الوحدة” منذ ذلك التاريخ و حتى اليوم.
اعود و أقول للجميع في الجنوب … إقرأوا التاريخ و تعلموا منه، و تأكدوا ان من يعتقد انه منتصر، سيكون غدا مهزوماً … هذا قدر عدن و الجنوب.

يجب ان تكون للجميع القدرة على التفكير بالغد للجنوب، و يجب بناء بنية قوية من الشباب و نصنع منهم مسئولين يستطيعون قيادة البلاد خلال المستقبل.
على جميع الكيانات الجنوبية ان تقترب من الأخرى، و يعملون على توحيد رؤيتهم من خلال سلسلة جديدة من مفاوضات هذه الكيانات لإيجاد فرصة للتقارب فيما بينها و الدعوة لمؤتمر جنوبي شامل يخلق قيادة تمثل جميع الجنوبيين من الكيانات السياسية و من المستقلين.

بيان الجمعية الوطنية كان معتدلاً، و غيّر بعض من ادبياته بهدوء دون إزعاج، و هذا يعني انه يستمع للنصح أحياناً، و كذلك تكلم بعقلانية في مد يده لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يجب عليه هو الآخر مد يده للتقارب و البعد عن العناد، و وضع المجلس يده على الجرح بأن قال ان مشكلة ابناء الجنوب هي في وجود حكومة فاشلة، تتعمد ان تؤذي ابناء الجنوب و هي متمثلة بوزراء الاصلاح و وزراء المؤتمر، و لهذه الحكومة رئيس فاشل يتفاخر بفشله من أجل أذية الجنوبيين.

صدقوني ان العبرة ليست بالجلسات، و لا بإجتماع الكيانات بأعضائها، و لكن على الانتقالي إطلاق الدعوة لاتخاذ خطوات تنفيذية عاجلة من أجل المؤتمر الجنوبي الشامل.

أن الكيانات و الانتقالي وقعوا في أخطاء كثيرة خلال الفترة الماضية ، و هو ما يتطلب ضرورة وقوع تصويب الحياة السياسية بما يسمح تكتل كل هذه الكيانات فى كيان واحد سموه كما شئتم، و يمكنكم تسميته “المجلس الأعلى الإنتقالي للحراك الجنوبي السلمي” ، و ان تدعوا لمؤتمر جنوبي يحضره 270 شخصية من جميع محافظات الجنوب و ان يمثل الكيانات 60% من كل محافظة و 40% من المستقلين، على ان يتم إشراك المغتربين و الشخصيات العامة.

الخلاصة:
ـــــــــــــــ
تقاربوا، تناغموا،
و إن اختلفتم في الأهداف و الرؤى
و المبادئ، و الأحلام، و النظريات، و الأهواء
انتم كالخنصر و البنصر و الوسطى و السبابةِ، و الخامس الإبهام
جميعها أنامل في باقة فريدة من صنيعة القدر

و آخر دعواي اللهمّ اغفر لنا خطايانا و جهلنا و إسرافنا في أمورنا، وما أنت أعلم به منّا، اللهمّ اغفر لنا جدّنا و هزلنا، ‏و خطئنا و عمدنا، و كلّ ذلك عندنا، اللهمّ اغفر لنا ما قدّمنا و ما أخرنا، و ما أسررنا وما أعلنا، و ما ‏أنت أعلم به منّا، أنت المقدم و أنت المؤخّر، و أنت على كلّ شيءٍ قدير.