fbpx
تقرير: تهديد الملاحة الدولية.. نهاية الحرب باليمن أم بدايتها..؟
شارك الخبر

 

بين بدايات الحرب ونهايتها في اليمن عناوين واضحة لصراع إقليمي ودولي يتعدى الرقعة الجغرافية للمن ويصل الى أبواب ووسط البحار، حيث الحرب الصامتة والتراكمات الخطيرة التي تكاد  اليوم أن تنفجر بين الكبار.

هناك بين ( باب المندب الجنوبي وقناة السويس المصرية ) في البحر الأحمر على مقربة من سواحل شمال اليمن وبالتحديد في محافظة الحديدة  التي تطل على البحر الاحمر بسواحل يصل طولها الى نحو ( 300 كلم )، يبرز صراعا من نوع آخر هو صراع الكبار وحرب البحار.

لم يكن هذا الصراع بعيداً عن اسباب الحرب في اليمن، كما انه ليس ناتجاً على عن الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثيين بدعم ايراني، بل انه هو الاساس في الحرب حيث إيران الدولة المتهورة الطامحة لتنفيذ مشروعها العدواني وحصار الخليج العربي .

ظلت حرب اليمن محصورة في الرقعة الجغرافية لليمن شمالا وجنوباً، لكنها هي حرب انعكاس من أهداف اقليمية وصراع كبير سعت إيران الى ادخال المنطقة برمتها فيه لولا تدخل التحالف العربي في اللحظات الاخيرة وإنقاذ باب المندب الجنوبي وعدن من اليد الايرانية التي حاولت السيطرة ولكنها فشلت.

” يافع نيوز ” تستعرض في تقريرها هذا تاريخ الصراع البحري وما وصل اليه اليوم من تهديد الملاحة الدولية واثار ذلك على الامن والسلم والدوليين ومصالح العالم.. فهل حرب اليمن في نهايتها أم أنها بدأت الان ودخلت مرحلة جديدة.

 

يافع نيوز – القسم السياسي:

دخلت حرب اليمن منعطفاً جديداً وخطيراً بعد وصول الأمر الى استهداف الملاحة الدولية وسفن النفط المارة عبر باب المندب صوب البحر الاحمر ومنها الى قناة السويس المصرية وحتى أوروبا والامريكيتين.

يعتقد كثيرون ان الحرب باليمن التي اشعلتها مليشيات الحوثيين، هي السبب فيما يجري من تصاعد الصراع في البحر الاحمر وتهديدا الملاحة الدولية، وهذا اعتقاد خاطئ جداً.

فالحرب التي شهدتها وتشهدها اليمن شمالا وجنوبا، هي نتيجة لصراع البحار والمنافذ البحرية والسواحل، إنما أرادت الدول الاقليمية المتصارعة أن تخوض مناورات حربية على الارض اليمنية عامة.

  • اشعال حرب اليمن:

إيران هي من اشعلت الحرب باليمن رغم تجنب دول الخليج والدول العربية للحرب كثيراً وتغاضت عن استفزازات ايران المتتالية في العشر السنوات الماضية، لكن ايران قررت المضي في سياساتها الهمجية والعدوانية واوعزت لميليشياتها الحوثية بإشعال فتيل الحرب وتحويل اليمن الى حلبة صراع وحرب بالوكالة.

اعتقدت إيران انه من السهل عليها تنفيذ مخططها وتحقيق ما تصبو اليه في الاطباق على دول الخليج والدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من خلال ما يسمى ( الهلال الايران ) لكنها انصدمت بواقع كلفها الكثير وأورد ميليشياتها الحوثية محارق كارثية سيتذكرها الأجيال جيل بعد جيل.

صحيح وصلت إيران بميليشياتها الى حيث هدفها ومرادها وهو ( عدن وباب المندب ) لكنها لم تكن تعلم المصير المحتوم الذي سيلاقي تلك المليشيات الهمجية التي عميت بصيرتها وأوردت نفسها للتهلكة.

انسحقت ايران ومليشياتها في الجنوب وعدن وباب المندب بفضل الله أولاً، ثم بفضل الارادة الجنوبية والدعم الخليجي من التحالف العربي لقوات المقاومة الجنوبية التي كسرت شوكة ايران في الجنوب وشكلت طوق النجاة لدول الخليج والدول العربية.

لم تفكر إيران ان مجازفتها بالحرب سيكلفها الكثير، وظنت انه من السهل عليها اطباق الحصار على الدول العربية، ومن ثم اسقاط المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدءاً من باب المندب وعدن، فخسرت معركتها في الجنوب، وباتت تعاني غربا حيث الساحل الغربي لليمن الذي اعتقدت ايران ان سيبقى في مأمن بعد خسارتها في جنوباً.

  • تقاطع المصالح :

يشكل باب المندب بؤرة شبكة معقّدة من المصالح والأطماع والمتناقضات الدولية والإقليمية  ، وصوبه تتجه مخططات اطماع السيطرة ، ولقد كشفت مجمل التغيرات الحاصلة في المنطقة، وجود تصورات استراتيجية أمريكية تضع باب المندب من حيث نوعية الاتفاقيات والتحالفات- في خانة علاقات النفوذ الخاصة.

ففي الوقت الذي تتخذ فيه ايران ، من مضيق هرمز تهديداً لمنطقة الخليج العربي ، وامريكا ودول غربية ، من خلال تأكيدها عدة مرات ، انها ستغلق هذا المضيق ، امام سفن واقتصاد دولاً كثيرة ، تعارض السياسات الايرانية ،  ومن هنا لا توجد طريق اخرى امام تلك الدول ، إلا ” باب المندب ” لاسقاط رهان ” ايران ” الحليفة الأولى لروسيا ، والتي يبدو انها تخوض صراعا قطبي يلقى بنفسه مجددا على المرحلة الحالية  ، معيدا بذلك الصراع الى مشهد ” صراع القطبين ” الماضي.

كما ان هناك العديد  من المؤشرات والصراعات التي تلقي بنفسها في إطار ” صراع المصالح وتقاطعاتها ” في باب المندب ، منها صراع السعودية وايران ، وتدخلاتهما في اليمن حالياً ، من أجل مد النفوذ والسيطرة على أماكن حيوية آخرى ، بينها ” سقطرى وحضرموت وبحر العرب ، ولهذا لا تزال دولاً غربية كبرى ، تزج ببوراجها واساطيلها في منطقتي ” باب المندب وخليج عدن “.

 

 

*تجاوز الخطوط الحمراء:

تجاوزت ايران كل الخطوط الحمراء في الصراع الاقليمي الذي ظل حرباً باردة منذ عقود من الزمن، وبعد خسارتها الحرب في الجنوب وباب المندب كصفت جهودها للحفاظ على تمركز مليشياتها في الحديدة ومينائها وبعلاقاتها مع حليفتها روسيا تمكنت من الضغط لتعطيل معركة تحرير الحديدة التي تشرف عليها الامارات وتقودها ألوية العمالقة في المقاومة الجنوبية.

وعندما رأت إيران انه لا مجال للهروب من المصير المحتوم في طرد مليشياتها من الحديدة، لجأت الى تفجير الوضع واشعال فتيل صراع أكبر قد يقود لحرب اقليمية او عالمية ثالثة، وذلك لمحاولة ابتزاز المجتمع الدولي وايقاف المعركة الحتمية في الحديدة.

 

  • استهداف سفن سعودية:

أوعزت ايران لمليشياتها الحوثية بعد ان زودتها بالصواريخ اللازمة، باستهداف السفن في المياه الاقليمية قبالة سواحل الحديدة بالبحر الاحمر، وكان اخرها سفينتي النفط السعوديتين، وهي الحادثة التي دفعت بالمملكة الى اعلان ايقاف تصدير شحناتها من النفط عبر باب المندب والبحر الاحمر. حيث ستكون آثار تلك التوجهات مباشرة على اوروبا والدول العظمي وفي مقدمتها أمريكا.

موقف امريكا وان بدى مهتماَ بتهديد الملاحة الدولية ومهدداً لايران الا انه ودول اوروبا بدى متساهلاً من خلال عدم مساندة التحالف العربي لتحرير الحديدة وطرد مليشيات الحوثي الموالية لايران منها.

واذا ما استمرت المملكة في قرارها بايقاف تصدير شحنات النفط الخام، فإن ذلك سيقود الى تحقيق التحالف العربي في تحرير الحديدة بمساندة دولية كاملة، وبغير ذلك يمكن ان تذهب الامور الر مزيد من التأزيم وبالتالي مواجهات مباشرة بين المملكة من جهة وايران من جهة اخرى، والتي قد تدخل فيها مصر التي تشكل تهديدات الملاحة الدولية تهديداً مباشرا لامنها القومي وتعطيلا كبيراً لعمل قناة السويس التي يعتمد اقتصاد مصر بدرجة رئيسية على ايراداتها .

 

 

  • اهمية باب المندب:

 

تكمن أهمية مضيق باب المندب، الذي أعلنت السعودية، بعد هجوم المليشيات الحوثية الإيرانية، تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبره إلى أن يصبح آمنا للملاحة، في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبره سنويا نحو 25 ألف سفينة.

وظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869، وربط المحيط الهندي بالبحر المتوسط، عبر البحر الأحمر، فتحول إلى واحد من أهم الممرات البحرية بين أوروبا وآسيا وشرق أفريقيا.

ويفصل المضيق البحر الأحمر عن خليج عدن والمحيط الهندي، وقارتي أفريقيا وآسيا، وتحده من الجانب الأفريقي جيبوتي ومن الجانب الآسيوي اليمن.

وزادت أهمية مضيق باب المندب مع الاكتشافات النفطية في منطقة الخليج العربي، إضافة إلى كونه ممرا مائيا تجاريا هاما على صعيد سرعة النقل البحري والتبادل التجاري بين أوروبا وآسيا، فعدد القطع البحرية المختلفة التي تعبره سنويا يقدر بحوالي 25 ألف قطعة، أي بمعدل 75 قطعة يوميا.

وتشكل هذه الحركة التجارية عبر المضيق، الذي استعادت قوات الشرعية في اليمن السيطرة عليه من الحوثيين في أكتوبر 2015، ما نسبته 7 في المئة من الملاحة العالمية.

على صعيد النفط، تمر عبر المضيق، الذي يبلغ عرضه كاملا حوالي 30 كيلومترا، نحو 3.8 برميل من الخام الأسود يوميا، أي ما نسبته 30 في المئة من نفط العالم.

ويبلغ عرض المضيق كاملا، من البر اليمني إلى الجيبوتي، 32 كيلومترا، وتقسم جزيرة بريم المضيق إلى قسمين، الأول هو باب اسكندر الذي يبلغ عرضه 3 كيلومترات وعمقه نحو 30 مترا، وهو القسم الذي لا يصلح لعبور السفن الكبيرة نظرا لكونه منطقة مرجانية.

أما القسم الثاني فهو دقة المايون، ويقدر عرضها بحوالي 25 كيلومترا ويتراوح عمقها بين 100 و300 مترا، والجزء الصالح لعبور السفن الكبيرة منها عرضه 16 كيلومترا وعمق نحو 310 أمتار.

 

  • إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر

منذ بداية تمرد جماعة الحوثي الإيرانية في اليمن وسيطرتهم على الساحل الغربي لليمن، تصاعدت التهديدات للملاحة البحرية في البحر الأحمر، خصوصا بعد سيطرتهم على كل من ميناء الحديدة، الذي يعد أكبر ميناء يمني على الساحل الغربي، وكذلك إثر سيطرتهم على مضيق باب المندب.

وأكد هجوم ميليشيات الحوثي الموالية لإيران الأخير على ناقلتي نفط  سعوديتين في البحر الأحمر قبالة الحديدة، الخطر الذي تمثله إيران وميليشياتها الإرهابية على أمن المنطقة، وأهمية كبح جماحها، لاسيما في اليمن عبر تحرير ميناء الحديدة الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.

 

 

*أبرز الهجمات الإرهابية للحوثيين:

– 10 أكتوبر 2016: تعرضت البارجة الأميركية “يو أس ماسون” لمحاولة هجوم صاروخي فاشلة شنها المتمردون الحوثيون قبالة ميناء المخا.

– 12أكتوبر 2016: محاولة حوثية فاشلة ثانية لاستهداف “ماسون”.

– 13 أكتوبر 2016: دمرت ضربات صاروخية أميركية 3 مواقع للرادار تحت سيطرة الحوثيين.

– 15أكتوبر 2016: قال البنتاغون إن عدة صواريخ أطلقت باتجاه 3 مدمرات أميركية بالبحر الأحمر.

– 30 أكتوبر 2017: استهدفت 3 قوارب لميليشيات الحوثي الإيرانية فرقاطة سعودية غربي الحديدة.

– 30يوليو 2017: استهدف زورق مفخخ بالمتفجرات تابع لميليشيات الحوثي الإيرانية ميناء المخا.

– 11نوفمبر 2017: هاجم التحالف العربي تجمعات حوثية في جزيرة البوادي خططت لاستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

– 8 يناير 2018: هدد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى (الحوثي) بإمكانية قطع طريق الملاحة في البحر الأحمر.

– 23 مارس 2018: دمرت مقاتلات التحالف العربي زورقين مفخخين لميليشيات الحوثي الإيرانية في الساحل الغربي لليمن.

– 3 أبريل 2018: تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم حوثي إيراني غربي ميناء الحديدة.

– 25 يوليو 2018: استهدفت الميليشيات الإرهابية ناقلتا نفط سعوديتين غربي ميناء الحديدة، ولقي الهجوم تنديدا واسعا.

 

  • ادانات واسعة

توالت الإدانات على نحو واسع على أثر استهداف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران ناقلتي نفط سعوديتين، يوم الأربعاء الماضي ونبهت عواصم ومنظمات إسلامية وعربية إلى تبعات ما يقوم به الحوثيون على حركة الملاحة.
ودانت كل من منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي الانتهاك الحوثي الذي وضع المنطقة على شفا كارثة بحرية، كما استنكرت الإمارات والبحرين ومصر سعي الميليشيات الإيرانية إلى العبث بأمن الممر الملاحي الاستراتيجي.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أن ما قامت به الميليشيات الحوثية عملا إرهابيا، وأعربت عن قلقها من استهدف الحوثيين بشكل متكرر لخطوط الملاحة الدولية.

وأوضحت أن الهجوم “الجبان”، يؤكد مرة أخرى الدور الذي تلعبه طهران في تزويد ميليشيات الحوثي بالأسلحة لأجل تهديد الأمن والسلم في المنطقة.

وفي هذا السياق، غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، على تويتر، قائلا إن “استهداف ناقلتي النفط السعوديتين في البحر الأحمر يؤكد ضرورة تحرير الحديدة من مليشيات الحوثي، الاعتداء الممنهج على الملاحة البحرية تصرف إرهابي أهوج ويعبر عن طبيعة الحوثي وعدوانه”.

وفي المنحى نفسه، دانت البحرين الهجوم الحوثي قائلة إنه يمثل خرقا سافرا للقوانين والأعراف الدولية، كما أكدت المنامة وقوفها التام إلى جانب السعودية في كل الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لتحمي مواردها.

وأكدت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، أن هذا الهجوم يمثل خرقاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، التي تنص على حرية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، فضلاً عن تأثيره السلبي على حرية حركة التجارة الدولية.

في غضون ذلك، قال الأمين العام لمنظمة التعاومن الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، إن تكرار اعتداءات ميليشيات الحوثي على السفن العابرة للممر الاستراتيجي يؤثر سلبا على أمن الممرات المائية المهمة للتجارة والاقتصاد العالمي.

وأضاف العثيمين “أن استهداف ناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب لا يعرض الاقتصاد العالمي للخطر فحسب وإنما يعرض سلامة طواقم تلك السفن للخطر، ويلحق اضراراً بالغة بالبيئة البحرية، حيث قد يتسبب مثل هذا العدوان في تسرب كميات كبيرة من النفط الذي يهدد البيئة البحرية بالتلوث”.

واستنكر البرلمان العربي الهجوم الحوثي معلنا أن ما حصل يستوجب التحرك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي لتأمين خطوط نقل النفط، ومحاسبة ميليشيات الحوثي والدول الداعمة لها.

واستهدف الحوثيون ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، وأعلنت المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة عبره آمنة.

ويربط باب المندب البحر الأحمر من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب، ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به، التي تقدر بحدود 3.5 مليون برميل يوميا.

 

* مصر تستنفر:

على اثر تهديد الملاحة في البحر الاحمر من قبل ايران والحوثيين. جه الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، هيئة وطنية، بدراسة تأثير استهداف الحوثيين لناقلات النفط في الممر العالمي “باب المندب” على قناة السويس، والإجراءات الرادعة لذلك.

وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية في قناة السويس،في تصريح لجريدة الأهرام المصرية، إن الهيئة تعكف على دراسة تأثير استهداف الحوثيين ناقلات النفط السعودية في باب المندب علي قناه السويس.

 

 

*واشنطن تتخاذل:

أدى تخاذل واشنطن والمجتمع الدولي امام اعتداءات ايران واستمرار تمويلها بالسلاح للمليشيات الحوثية في مخالفة للقرارات الدولية، الى تصعيد ايران واستهدافها هذه المرة ممر التجارة العالمية.

ويقول مراقبون ان واشنطن تلعب بـ 4 أوراق، أولها: حملة تحريض داخل إيران ضد النظام، وثانيتها: تحريك الأقليات غير الفارسية وغير الشيعية، وثالثتها: إطلاق كميات ضخمة من المخزون النفطي الاحتياطي يؤدي إلي تخفيض الأسعار إلي معدلات مدمرة للاقتصاد الإيراني، ورابعتها: فرض حصار اقتصادي ومزيد من العقوبات الاقتصادية. وتأمل واشنطن إما بتعديل سلوك النظام أو انهياره من الداخل أو «التورط في حرب تغيير النظام الإيراني» بالقوة.

 

لكن المراقبون يضعون اسئلة واقعية مثل: لماذا لم تزود واشنطن دول التحالف بصور الأقمار الصناعية لأماكن إطلاق الصواريخ الحوثية؟!. والسؤال الآخر: أين هي القوات الأمريكية بأسطولها وقدراتها وهي تشهد اعتداء الحوثيين علي ناقلتي نفط سعوديتين الأربعاء الماضي بعد عبورهما باب المندب.

تري هل واشنطن غير قادرة أم غير راغبة في تأمين إمدادات النفط أم ترغب في تصعيد جديد حتي تبيع مزيدا من الصواريخ؟، في ظل أن دول الخليج بدأ صبرها ينفد من المراوغة الأمريكية؟!.

  • زعزعة امن باب المندب:

من هذا الممر الهام  نشأت أقدم العلاقات الإنسانية وأكثرها تأثيراً في حياة المنطقة والعالم، وعبرها تشكلت المصالح الدولية وتقاطعت ، فأحداث هذا الممر مسكونة بتأريخ من الذكريات الايجابية ” صانعة السلام ” ، ومنه ايضاً ، صدع دعاة الحروب والأطماع ودشنوا شرورهم ، وصدروها للعالم .

وفي اهم مرحلة من مراحل تأريخ هذا الممر الأكثر استقراراً وحيوية ، كانت تلك المرحة الممتدة من تأريخ استقلال دولة الجنوب العربي 1967م – وحتى 1990م .

بعدها لم يرى هذا الممر ، أي استقرار يذكر ، حيث ظهرت صنوفا من الاحداث الغريبة والشريرة ، ومنها ” القرصنة ” التي زعزعت استقرار الاقتصاد العالمي ، وتسببت باختطافات لسفت تجارية عملاقة تجرعت خلالها دول العالم ابشع صنوف الاعتداء وتكبدت خسائر بالمليارات بين الاعوام 94 – وحتى الان .

ليتم حاليا بعد ظهور الحوثيين وانقلابهم دخول الملاحة الدولية في تهديد مباشرة بتوجيه من ايران التي تزود الحوثيين بالاسلحة الموجهة والصواريخ.

 

  • ابتزاز صالح بالقرصنة والحوثيين بتهديد الملاحة:

حصدت القرصنة التي اتهم نظام صنعاء بالتسهيل لها ، لابتزاز دول العالم ، من خلال قطع مصالحها ، ومضايقة وخطف مرور السفن التجارية ، تلقاء اموال طائلة مقابل الافراج عنها ، وهو ما دفع دول عظمى للتدخل مباشرة في باب المندب وخليج عدن بسفنها وبوارجها لحماية مصالحها الاقتصادية وطريق بضائعها ، كنتيجة مباشرة لعجز نظام صنعاء في حماية الممرات المائية في الجنوب ، وتساهله في الامر لتنفيذ اجندات خاصة وجلب اموال الدول العظمى بحجة تنفيذ مزيد من الحماية لباب المندب وخليج عدن ، وهو ما لم تحققه صنعاء رغم تلقيها تلك الاموال  .

ومن اجل ذلك كان أصدر مجلس الأمن الدولي في الثاني من يونيو 2008م القرار رقم 1816 الذي يتيح تدخل سفن حربية لمطاردة القراصنة في المياه الإقليمية الصومالية التي باتت تعتبر الأخطر في العالم  ، كشف قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بتدويل خليج عدن هذه الحقيقة بأن الرئيس صالح بدأ يشعر أنه صار منبوذا إقليميا ودوليا .

وسبق ذلك القرار تقارير صادرة عن الكونجرس الأمريكي من تجاهل صناع القرار الأمريكيين خطورة عدم الاستقرار في اليمن على المصالح الأمريكية في المنطقة ،وبالاخص في باب المندب .

وأضاف احد تلك التقارير – الذي أعده الباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط ” جيريمي شارب “- أن عدم الاستقرار في اليمن يمكن أن يؤثر على ما هو أكبر من المصالح الأمريكية؛ إذ يمكن أن يؤثر على أمن الطاقة العالمي، بسبب عدم الاستقرار وظهور اشكال خطرة من الاعمال في مضيق باب المندب بين البحر الأحمر والمحيط الهندي ،الذي تشرف عليه اليمن- أي نظام صنعاء بعد الوحدة والاجتياح .

وجاء الحوثيين اليوم لينهجوا نهج صالح في ابتزاز العالم، غير انهم مدعومين من ايران التي باتت تختنق بالعديد من الاجراءات منذ الغاء توقيع الاتفاق النووي ووصول الحرب باليمن الى قرب تحرير الحديدة التي تعد الشريان الوحيد لمليشيات الحوثي الموالية لإيران.

 

 

  • عن صجيفة يافع نيوز الورقية
أخبار ذات صله