fbpx
(محنة عدن) بين صالح وهادي والتحالف يتفرج..

 

 

 

لا يختلف اثنان – وإن كانا خصمان – أن عدن كانت ولا تزال مستهدفة بكل أشكال الإستهداف التدميري القاسي وبمنهجية دقيقة وكما لم يحصل مثله لأية مدينة أُخرى لا في اليمن ولا خارج اليمن.

 

البداية كانت في العام 1994م عندما كان علي صالح رئيساً للجمهورية اليمنية على يمينه نائب وعلى يساره نائب يقودون منظومة حُكم فاسدة فتكت بالجنوب لسنوات طويلة (أرضاً وإنساناً وثروة وهوية) نُهبت وظائف وأراضي وبحار وثروات دُمرت مؤسسات ومنشئات اختنق الناس تعطل شباب وتحطم جيل وأضحت عدن مدمّرة في بنيتها التحتية ومؤسساتها وكادرها ومكانتها الأمنية والقضائية والإقتصادية والإجتماعية والخدمية وفي بنيتها التعليمية والثقافية ونظامها الإداري ووعيها القانوني… وغيره كثير كثير كما وقد أُشير إلى بعضه فيما يُعرف (بجذور القضية الجنوبية) وبالنقاط (11+20) في مخرجات مؤتمر الحوار لمعالجة القضية الجنوبية ومظالمها التي لم تعرف من معالجة غير إمعان أشَد يجهز على ما تبقى لمدينة عدن من رمق حياة.

 

قبل أكثر من ثلاث سنوات تحررت عدن بدعم من التحالف وعادت الشرعية تحكم عدن بنفس منظومة علي صالح الفاسدة لا ينقصها إلاَ شخص علي صالح غير أن من كان نائباً فيها صار رئيساً لها وما يجري في عدن اليوم إنما هو إمتداد للتدمير الشامل الذي أستهدفوها به منذ العام 1994م بل زاد هولاً في عقاب جماعي وتجويع جماعي في أبسط الإحتياجات الحياتية والمعيشية .. ضاعت كهرباء أنقطعت مياه تكسرت مجاري ، بترول معدوم وديزل مسروق ، الصحة معلولة والتعليم فاشل غيرالفوضى الأمنية والإختطافات والعصابات والسلاح والمخدرات غير المؤسسات المدمرة والعملة المنهارة والبطالة والرواتب المتعثرة غير الغلاء الطاحن وضنك العيش وجوع يعصر الناس عصرا وهو مالم يحصل لمدينة عدن لا في أيام بريطانيا ولا في أيام السلاطين ولا أيام الحزب الإشتراكي ولا حتى أيام علي صالح والحوثي وحصل هذا في أيام الحكومة الشرعية وبصمت عجيب من التحالف.

 

 

نتذكر بعد قيام الوحدة اليمنية مباشرة وعد علي صالح علناً بأن يُحيل عدن إلى (قرية) وقد فعل.. ولا يزال يفعل.

بعد مؤتمر الحوار وعد الرئيس هادي (بوضع خاص وإقليم خاص) لعدن ولم يفعل.. بل جعلها في أسوأ ما يفعل.

 

القائمة طويلة طويلة.. وفي أكذوبة ساخرة قالوا عن عدن (العاصمة التجارية والإقتصادية) و (العاصمة المؤقتة) فلا هي تجارية ولا اقتصادية ولا هي عاصمة وهي خالية من السفارات والقتصليات والمنظمات الدولية والبعثات والشركات والمؤسسات والمنشئات والقدرات وخالية من الحضور العربي والدولي وهي تعيش حالة ناذرة من الفوضى والفساد والنهب والتدمير والعقاب الجماعي والجوع والتجويع وبإمعان شديد وقسوة أشَد لم يحصل لأية مدينة أُخرى لا في اليمن ولا خارج اليمن والكل متفرج وصامت فما عاد لعدن من رجال يحمونها ولا من أشقاء يسعفونها ولا من أصدقاء يرعونها.