fbpx
الهلال الأحمر الإماراتي .. سند الفقراء

بقلم/ أحمد سعيد كرامة

سيظل فريقي الخير والشر بمعركة دائمة ومستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها , وسينتصر الحق دونما شك مادام ورائه رجال صدقوا بأفعالهم قبل أقوالهم , البعض قد يزدري نعمة الله ويستصغرها لأنه في بحبوحة العيش الكريم , والبعض الآخر من الفقراء والمحتاجين يراها رغم صغرها كأنه ملك الدنيا ومن عليها .

الساحة اليمنية مفتوحة على مصراعيها وليست حكرا على الإمارات وهلالها الأحمر , وكما قال الرئيس هادي في كلمته بميناء عدن البلاد مفكوكة وبإمكان أي دولة أن تقدم مساعدات متى ما رغبت أو شاءت بذلك .

تصنيفنا العالمي قبل أكثر من عقد من الزمن الدولة الفاشلة التي تعتمد على الهبات والمنح و المساعدات من شتى دول العالم , قدمت لنا الكويت والسعودية بعض من المساعدات في عدة مجالات , وكل دولة من تلك الدول وضعت شعاراتها وصور قادتها وملوكها وأمرائها , لا توجد دولة بالعالم مهما كان حجم ما تقدمه من مساعدات دون أن تضع شعارها على تلك المساعدات وكان أخرها علم الصين على كيس قمح فقط , ولكن أمام عطاء وسخاء الإمارات لا وجه للمقارنة بينهم .

أكثر من مليون نصف سلة غذائية قدمها الهلال الأحمر الإماراتي في عموم المناطق المحررة وغير المحررة , ترميم وإعادة تأهيل جميع المدارس والمستشفيات في عموم المناطق المحررة , حفر آبار مياه الشرب وغيرها من مشاريع البنية التحتية .

خرج علينا وزير التربية والتعليم بالحكومة الشرعية بقرار كارثي وفريد من نوعه على المستوى العالمي , ليعفي طلاب المدارس من الإلتزام بالزي المدرسي نتيجة لسوء الأوضاع المعيشية وتردي الوضع الإقتصادي إلى مستوى الحضيض .

لم يتقدم أحد بحل عملي لتجاوز القرار الكارثة , وصمتت الألسن الثرثارة الحفارة , وتوقفت الأيادي المرتعشة النجسة عن الكتابة لنصرة شعبها وطلابها المعسرين , ولم يتم تحميل الحكومة الشرعية مسؤولية هذا القرار الكارثة , وبسبب فشل وفساد الحكومة الشرعية التي بددت أموال النفط والإيرادات والهبات والمنح والمساعدات في غير مصارفها القانونية وصلنا إلى هذا المستوى المزري .

فلنقل بأن نسبة 50% من إجمالي عدد الطلاب معسرين ولا يستطيعون شراء الزي المدرسي ومستلزمات التعليم , من كان سيمد لهم يد العون والمساعدة , وقفت الحكومة الشرعية اليمنية والأمم المتحدة وبقية دول العالم ومنظماتها موقف المتفرج غير المبالي من القرار الناقوس لوزير التربية والتعليم اليمني .

تم إشعار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من قبل الأمانة العامة للهلال الأحمر الإماراتي بأن وزير التربية والتعليم بالحكومة الشرعية اليمنية قرر إعفاء الطلاب من الإلتزام بالزي المدرسي نتيجة لسوء الأوضاع المعيشية , وقال لهم سموا الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وبالحرف الواحد ماذا تنتظرون , قالوا توجيهات سموك , قال لهم نفذوا فورا .

تخرج علينا بعض أبواق النشاز والشؤم التي لاتريد للبلاد ولا للعباد خيرا يؤتى , لتقول بأن الإمارات ستستغل توزيع الزي المدرسي لنشر صور القادة وشعارات الهلال الأحمر الإماراتي , وزع الهلال الأحمر الإماراتي سابقا عشرات الآلاف من الحقائب المدرسية في مدارس عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة وحضرموت وغيرها من المناطق المحررة ولم يضعوا عليها لا صور للقادة ولا شعار للهلال , قبل قرار وزير التربية والتعليم بعشرة أيام تم توزيع 260 حقيبة مدرسية مع جميع مستلزماتها لروضة الضياء بمديرية التواهي في عدن .

وزعت الأمم المتحدة UN حقائب مدرسية متواضعة جدا في عدن وغيرها من المناطق وباللون الازرق وعليها شعار الأمم المتحدة , ولم يكتب أحد عن ذلك أو يستهجن ذلك العمل , توزع الأمم المتحدة كم كيلوا عدس وعلبة زيت ونصف كيس قمح ردئ وعليها شعارات الأمم المتحدة رغم أن التمويل من قبل دول التحالف ولم ينتقد أو يعترض أحد على ذلك .

هناك إستهداف سياسي واضح وفاضح من قبل حزب الإصلاح الإخواني وبعض الكتاب والإعلاميين ذو النفس والميول الإخواني رغم نكرانهم لتلك العلاقة المشينة .

فلنترك الهلال الأحمر الإماراتي يصنع الفرحة ويرسم البسمة ويدخل السرور في وجوه وقلوب الفقراء والمحتاجين والطلاب المعسرين , عجزنا وعجزت الحكومة الشرعية والعالم عن مساعدتهم , فلا نكون بأقلامنا وألسنتنا الفاجرة الهابطة سببا في عدم وصول يد الخير والمساعدة لهم .

أتمنى من شعبنا عدم الانجرار خلف تلك التفاهات التي لا تخرج إلا من لئام على موائد الكرام , ولنقول كشعب بسيط وبعيد عن السياسة والساسة القذرين شكرآ إمارات الخير حتى لو قدمت لنا شربة ماء , فغيرها لم يقدم حتى كلمة طيبة تجبر خاطر شعبي المنكسر الصابر .