fbpx
عن ذكرى رحيل محمد عيدروس الجفري

 

فهد البرشاء

تمر الأيام مر (السحاب), وتمضي السنون في (ركبها), وينقضي العمر رويداً..رويداً, تتيه الأحلام, وتموج بنا الآلام, وتتقاذفنا (الخطوب), ولكنها لا تقتل بداخلنا الشوق والحنين لمن (سكنوا) حنايا النفس وجنبات الروح, بل تذكي (نار) الأنين والحنين وتشعل بداخلنا (ذكريات) الأيام الخوالي معهم, فلا نجد بداً من ذرف (الدموع), والنوح كالأطفال..

ولعل أقسى تلك المحطات المؤلمة, وأصعب الأيام التي عصفت بدواخلي, وأحدثت بداخلي (شرخاً) عميقاً, ظلت (تنكيه) الأيام والسنون والذكريات هو اليوم الذي تمنيت أن يكون مجرد (أكذوبة), أو أن يتوقف الزمان لبرهة لأستوعب ذلك المصاب الجلل والخطب العظيم, ولكي أقنع نفسي وعالمي ومحيطي وأناملي ودموعي وقلمي أنه رحل ولن يعود, وأنه ترجل عن فرس الحياة وسيوارى (جثمانة) الثرى..

عن الــ 17 من أكتوبر من العام2012م أتحدث, عن يومٍ تبددت فيه الأحلام, وقُتلت في السعادة فيها (مهدها),وخيم الحزن (بجحافلة) على الكل, فكان كل شيء في لودر وأبين وربما الجنوب قاطبة (يتوشح) رداء الحزن والوجع والألم ويندب بحرقة وقهر وإنسحاق, حزناً على تلك الهامة التي جمعت بين الإنسانية والقيادة (وملكت) قلوب الكل دون أستثناء..

عن ذكرى رحيل الفقيد الفذ, والقائد الرجل والإنسان أستاذي ومعلمي صاحبة (البحة) والوجه الباسم محمد عيدروس الجفري, الذي تحل اليوم ذكرى رحيله (السادسة), ولايزال الحنين والشوق له يعصف بي ويمزقني (ويقلّب) بين كفيه ذكريات عاشها الجميع مع هذا الرجل الذي لن ولن يختلف أحد على أنه من الأفذاذ الذين لا غبار عليهم, ومن الركائز الأربع التي كانت لودر تستند عليها حينما كانت في (أوجها) والقها وقوتها, قبل أن (يترجل) الأربعة تباعاً في مشهداً (قدرياً) مؤلم, ويتركون الكل يصارع الأهواء قبل الوجود والمبادئ..

لبرهة من الزمن (ظننت) أنني سأتوقف عن الكتابة عن أستاذي وفقيد ذاتي بعد أن مرت كل هذه السنون العجاف بتقلباتها وقسوتها, إلا أنني وجدت أناملي تسوقني صوب قلمي ومذكراتي وأخط على صفحاتها بحبر (مشاعري) ما ستجود به عن أستاذي وفقيدي محمد عيدروس, ولأنني أثق بها أطلقت العنان لها ولم أكبح جماحها, فذرفت الدموع وأنا أخط كلماتي,فكلما تذكرت أستاذي لا أقوى على مقاومة ضعفي أمام شوقي وحنين له ولتلك الأيام الخوالي التي كنت فيها (تلميذه)..

رحمة ربي تغشاك أستاذي, وتغشاه كل الأشاوس والأبطال الذين تتالت أيام وسنوات رحليهم بعدك أنت والشهيد حوس, ولعل في موتكم (حكمة) أختارها الله أن تبدل كل شيء في هذا العالم الذي لايقبل بين جنباته بالصادقين..