fbpx
عبدالملك الحوثي: يتعهّد عدم الاستسلام والمنظمات الإغاثية تدقّ ناقوس الخطر
شارك الخبر
يافع نيوز – صحف:
أكّد زعيم المتمرّدين في اليمن، عبد الملك الحوثي، الأربعاء، أنّ مقاتليه لن يستسلموا أبداً، في تعهّد ينذر بمعركة شرسة في مدينة الحُديدة الخاضعة لسيطرة قوّاته والتي تحاول القوات الحكومية المدعومة من السعودية استعادتها.
في هذا الوقت، أعربت منظمات إغاثية عن خشيتها على مصير المدنيين المعرّضين لخطر المجاعة.
وفي خطاب متلفز أقرّ فيه ضمناً بأنّ قواته منيت بخسائر في المعارك التي يخوضها الطرفان للسيطرة على المدينة الواقعة في غرب البلاد على البحر الأحمر، قال الحوثي “هل يعني اختراق العدو هنا أو هناك أو تمكّنه من السيطرة على منطقة هنا أو هناك أنّنا سنقتنع أن نستسلم للعدو؟ أن نسلمّ له البلد؟ (…) هذا لا يكون ولن يكون”.
وأتى تصريح الحوثي بعيد إعلان القوات الموالية للحكومة أنّها أحرزت “تقدّماً محدوداً” في الجهتين الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة ومينائها.
وأفاد الجيش اليمني أن القوات الحكومية تقدمت نحو وسط الحديدة، الأربعاء، ما عزز المخاوف على سلامة المدنيين وعمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي تمرّ عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية ويعتبر شريان حياة لملايين السكان.
بدورهم، أقرّ الحوثيون المدعومون من إيران، الأربعاء، بحصول توغّلات من قبل القوات التابعة للتحالف واتّهموا القوات الموالية للحكومة بالتسبّب بتصاعد العنف.
وقال الحوثي “العدو يستفيد من زخمه البشري الهائل الذي كثّفه للضغط على مدينة الحديدة”.
وأفادت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” غير الحكومية  أن فتى في الخامسة عشرة قضى، الاربعاء، في أحد مستشفيات المدينة بعدما اصيب بشظايا قذائف.
ولقي نحو 200 مقاتل حتفهم خلال الأسبوع الفائت في المعارك الدائرة للسيطرة على الحديدة، التي سقطت مع صنعاء في قبضة المتمردين عام 2014.
ودعت منظمات إغاثية دولية، الأربعاء، إلى إقامة ممرات آمنة للمدنيين مع اقتراب المعارك من مستشفيين في المدينة.
وأكّدت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) أنّها “متخوّفة” من أن يؤدّي تزايد العنف إلى تعريض الجهود الإنسانية “المنقذة للحياة” للخطر.
وقالت رئيسة قسم الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، جولييت توما،  أنّ “القلق ينبع من أنّه في حال توقف ميناء الحديدة عن العمل، فإنّنا كيونيسف لن نتمكّن من جلب الإمدادات الإنسانية عبر هذا الميناء”.
وبحسب توما، فإنّ المنظّمة تمكّنت في السنوات الماضية من نقل المساعدات الإنسانية إلى الحديدة عبر “قوارب صغيرة”.
ودعت الولايات المتحدة التي تقدم دعما حيويا للتحالف العربي بقيادة السعودية الاسبوع الماضي الى وقف لاطلاق النار لم يؤد الى اي نتيجة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية، روبرت بالادينو، أن بلاده تؤكد لكل الأطراف انه “لا يمكن تحقيق نصر عسكري في اليمن”.
واضاف أن الولايات المتحدة أبلغت السعوديين والاماراتيين أن استهداف المساعدات الانسانية او البنية التحتية الاساسية في اليمن “غير مقبول”.
وتتخوّف المنظمات الإغاثية على مصير المدنيين، مع إقتراب المعارك من مستشفيين في المنطقة.
وقال مصدر طبي أن المتمردين الحوثيين أخرجوا فجر الأربعاء الطواقم الطبية من مستشفى 22 مايو- أحد المشافي الرئيسية في المدينة- وقاموا بالتمركز داخله، ووضعوا قناصة في المكان.
وقتل عشرات من المتمردين الحوثيين والمقاتلين الموالين للحكومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية في المعارك المتواصلة في محيط مدينة الحديدة في غرب اليمن، بحسب ما أعلنت مصادر طبية، الأربعاء.
وأكّدت مصادر طبية مقتل 27 متمردا حوثيا بينما قتل 12 من القوات الموالية للحكومة.
ويشهد محيط مدينة الحديدة منذ الخميس معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من ايران.
وتسبّبت المعارك منذ بدايتها بمقتل نحو 200 مقاتل من الطرفين، بحسب مصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة.
وكانت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” قالت في وقت سابق هذا الأسبوع أن العاملين في الحديدة “أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر”.
وحذرت اليونيسف، الثلاثاء، من أن المعارك تهدّد حياة 59 طفلا يمنيا يتلقّون العلاج في مستشفى الثورة في المدينة.
وحضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء الأطراف المتنازعين على “تجنب المدنيين والبنية التحتية المدنية” وبينها المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات المياه والكهرباء.
وقالت ميريلا حديب، المتحدثة باسم اللجنة في صنعاء أن “العائلات تقيم في المدارس- في كل قاعة صف هناك عائلتان أو ثلاث عائلات- ما يعني ما معدله 20 شخصا في الصف بدون أي شيء على الإطلاق”.
وأضافت “تحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر كافة الأطراف على احترام القانون الدولي الإنساني.. والسماح بالمرور الآمن للمدنيين الراغبين بالفرار” من المناطق التي تشهد قتالا.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
وحالت ثلاث دول في مجلس الأمن، الأربعاء، دون صدور بيان يدعو إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة عوضاً عنه بتبني قرار متكامل يجلب طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات.
ورفضت هولندا والسويد والبيرو مسودة النص الذي أعدته بريطانيا واقترحته الصين، التي تترأس المجلس هذا الشهر، مشيرة إلى أنه لا يتطرق إلى المسائل التي تثير قلقها وتتعلق بالأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة التي تضم ميناء استراتيجيا تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات.
ومنذ بدء علميات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و”أسوأ أزمة إنسانية” بحسب الامم المتحدة.
وتزامن اندلاع المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أنّه سيعمل على بدء مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي.