fbpx
الحسم العسكري في الحديدة يمهد للحل السياسي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب:

أكدت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن دولا غربية فاعلة في الملف اليمني باتت أكثر تقبلا لحقيقة أن الحسم العسكري في الحديدة وتغيير موازين القوى على الأرض سينعكسان بشكل إيجابي على المسار السياسي.

يأتي هذا في وقت تعهد فيه العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، باستمرار معركة تحرير المدينة واقتراب الحسم النهائي فيها.

ويحتدم الخلاف في أروقة مجلس الأمن الدولي بشأن طريقة التعاطي مع التطورات التي يشهدها الملف اليمني في أعقاب تصاعد المواجهات العسكرية وعلى وجه الخصوص في جبهة الساحل الغربي التي تقترب قوات المقاومة المشتركة من حسمها.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الدول الأوروبية تدفع باتجاه إصدار قرار حاسم عن المجلس لإيقاف الحرب ودعوة الفرقاء اليمنيين إلى الانخراط في مشاورات دون شروط أو مرجعيات، لكن عددا آخر ويضم دولا وازنة يعتقد أن هذا القرار قد يحفز الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على رفض الحوار، ويكرس حالة الجمود في المسار السياسي.

ورجحت مصادر سياسية في تصريحات لـ”العرب” تأجيل عقد الجولة الجديدة من المشاورات إلى مطلع العام 2019 بانتظار نتائج التحولات العسكرية على الأرض وخصوصا على أرض الحديدة، والتي تشير التقارير إلى استحالة توقفها بعد أن تحولت إلى حرب داخل المدينة وتلاشت خطوط التماس بين الميليشيات الحوثية التي تتحصن في الأحياء السكنية وبين قوات المقاومة المشتركة التي تحرز تقدما سريعا على مختلف المحاور وتحكم سيطرتها على مختلف المنافذ.

ونشر الحساب الرسمي لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على تويتر تعليقا قصيرا على الأخبار المتداولة عن تأجيل موعد المشاورات، جاء فيه أن “العمل متواصل من أجل استئناف العملية السياسية في اليمن كما هو مخطط”.

وأضاف “نواصل التشاور مع الأطراف اليمنية للاتفاق بشأن الترتيبات اللوجستية لعقد المحادثات، ونبقى ملتزمين بعقد الجولة المقبلة فور الانتهاء من تلك الترتيبات”.

ومن المفترض أن يقدم غريفيث إحاطة جديدة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن منتصف الشهر الجاري.

وأكد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني أن الحكومة لا يمكن أن تقبل بأي مساومات أو ضغوط لإيقاف معركتها لتحرير كافة المناطق اليمنية من أيدي الميليشيات الحوثية.

واستدرك الإرياني بالقول إن “الحكومة تؤكد تعاطيها مع أي مقترحات دولية لإنهاء الحرب في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث انطلاقا من حرصها على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الذين حولتهم الميليشيات المدعومة من إيران إلى دروع بشرية”.

ولفت الوزير اليمني في تصريح لـ”العرب” إلى أن “تحرير الحديدة هو أقرب الطرق لإنهاء معاناة المدنيين وعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة التي عانت كثيرا من انتهاكات الميليشيات الحوثية”، مضيفا أن “الحكومة ملتزمة بتطبيع الحياة في المدينة بعد تحريرها وإعادة الخدمات وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية العاجلة بالتعاون مع التحالف العربي”.

وميدانيا، تمكنت القوات المشتركة من تأمين المناطق التي سيطرت عليها شرق وجنوب الحديدة، وشرعت وفقا لمصادر محلية في إزالة الحواجز والمتارس التي نصبها الحوثيون في الطرق الرئيسية.

وفي أول ظهور له، توعد العميد طارق صالح باستكمال تحرير الحديدة التي أكد أنها ستسلم لأبنائها، مشيرا في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، إلى قرب تحرير المدينة وتحرك أبنائها من الداخل لطرد الحوثيين.

وظهر صالح في دوار المطاحن الاستراتيجي بالحديدة، بالتزامن مع نشر وحدات متخصصة في حرب المدن في المدينة، في مؤشر على التوجه لحسم المعركة خلال فترة وجيزة لتفادي تصاعد الضغوطات الدولية التي باتت تلوح في الأفق.

وعززت القوات المشتركة بدعم من طيران التحالف خلال الساعات الماضية من سيطرتها على العديد من المواقع الهامة داخل الحديدة، بما في ذلك الأحياء الشرقية للمدينة التي شهدت مواجهات عنيفة وصولا إلى شارع الخمسين ومحيط جامعة الحديدة جنوبا، كما استخدمت المدفعية الثقيلة في بعض المواقع.

وقال الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي في تصريح لـ”العرب” إن تحرير الحديدة يسهم في الدفع بعملية السلام في اليمن، مشيرا إلى أن انتزاع أهم المنافذ التي تمد الحوثيين بالمال والسلاح يقصر من أمد الحرب وعلى العكس من ذلك، بقاء السواحل المفتوحة في أيدي الحوثيين، وتدفق السلاح القادم إليهم من إيران وحزب الله، يطيل من عمر الحرب ويعمق من مآسيها.

ودعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن ممارسة ضغوطاته السياسية لوقف العمليات العسكرية، والسماح للقوات المشتركة بإتمام تطويق المدينة وإجبار الحوثيين على مغادرتها حتى لا تتحول المعركة إلى حرب شوارع مروعة.

وأكد البخيتي، وهو قيادي حوثي سابق، أن على المجتمع الدولي أن يعي بأن الحوثيين لن يقبلوا بأي عملية تسوية سياسية ما لم يتعرضوا لخسائر عسكرية كبيرة تجبرهم على ذلك من قبيل خسارة الحديدة ومينائها.

وجددت الخارجية الأميركية مطالبتها بوقف الحرب في اليمن والعودة إلى طاولة الحوار. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو “نتابع عن كثب التطورات التي تشهدها مدينة الحديدة اليمنية”، مضيفا في مؤتمر صحافي أن “وزير الخارجية مايك بومبيو، طالب جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة الحوار، ومعرفة أنه لا وجود للنصر العسكري الذي يمكن تحقيقه في اليمن”.

وتوقع مراقبون أن يشهد الموقف الأميركي خلال الفترة القادمة تصعيدا تجاه الميليشيات الحوثية في سياق خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلامية أميركية اتجاه ترامب لإدراج الحوثيين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، وهو ما سينهي إلى حد بعيد حالة الازدواجية في الموقف الأميركي حيال المتمردين.