fbpx
تحليل خاص.. من يسعى لإنقاذ الحوثيين في الحديدة ولماذا..؟
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – خاص:

تتكرر بشكل لافت مساعي انقاذ الحوثيين في الحديدة، كلما اشتدت عليهم المعارك وباتوا على وشك الانهيار والرحيل من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي الهام.

ومع كل اقتراب لمعركة الحديدة من الحسم تبرز تحركات من بعض الدول وكذا تحركات من المبعوث الاممي لليمن، بالاضافة الى قيام الشرعية ذاتها ومعها جماعة الاخوان المسلمين بتحركات في نفس الاتجاه لايقاف الحسم لمعركة الحديدة.

وتتحجج كل الدول التي تنهض فقط لانقاذ الحوثيين بالحديدة، باسم المعاناة الانسانية، فيما الحوثيين هم أساس معاناة الحديدة، بل انهم هم سبب المعاناة التي تشهدها اليمن شمالا وجنوباً بالتشارك مع الشرعية التي لا تبرأ أيضا من تسببها بالمعاناة وإطالة امد الحرب.

فمن الذي يسعى لإنقاذ الحوثيين ولماذا..؟

أولا: هل هي أمريكا أم روسيا..؟

مساعي امريكا غامضة جدا منذ بدء الحرب باليمن واعلان التحالف العربي لعاصفتي الحزم والامل، إذ لعبت أمريكا دورا مشبوهاً برغم تعاونها مع التحالف العربي في مجالات لوجستية.

إلا ان التحركات الامريكية تجاه معارك الحسم العسكري من قبل قوات التحالف العربي وحليفتها القوات الجنوبية في الساحل الغربي، اثارت تساؤلات عديدة عن السبب في موقف امريكا من التخاذل بدعم التحالف لحسم معركة الحديدة.

ويظهر من خلال السلوك الواضح لرئيس الولايات المتحدة الامريكية، انه يستخدم مواقف ابتزاز للتحالف ويطلب المزيد من الاموال تجاه مواقفه، وهو الامر الذي صرح فيه ترامب مؤخراً عندما قال انه يطلب من السعودية مزيد من المال مقابل مواقفه.

ذلك ما دفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرد من خلال حوار اجرته معه صحيفة ” بلومبيرغ ” عندما تحدث ان المملكة تشتري مواقف امريكا منذ زمن، ولا تتفضل امريكا على المملكة بشيء فالمملكة تحمي نفسها.

وبالمختصر اي ان امريكا تقف بموقف الغموض لغرض مزيد من الابتزاز والبحث عن مكاسب مالية لا غير.

اما بالنسبة لروسيا، فتؤكد التطورات ان روسيا ستكون الخاسر الاكبر في حال تحررت الحديدة من الحوثيين، الذين يعتبرون حلفاء للروس امتدادا من علاقة الحوثيين بإيران ” الحليف البارز لروسيا في المنطقة “.

ولهذا فمعروف ان موقف روسيا من معركة الحديدة هو الرفض، إلا انها بامكانها التخلي عن موقفها مقابل تحقيقها مكاسب مالية ايضا او عقد صفقات اسلحة وصفقات اقتصادية مع دول التحالف.

 

ثانياً: هل تسعى الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثيين..؟

من المعروف ان الامم المتحدة باتت فاشلة في كل القضايا التي تجتاح المنطقة والعالم، ولم تنجح في اي قضية، بل انها عاجزة عن تطبيق العشرات من قرارات مجلس الامن الصادرة بشان اليمن،  نتيجة لخضوع الامم المتحدة لرغبات سياسية للدول العظمي لا سيما امريكا، وهذا ما أدى الى تحول وسطاء الامم المتحدة الى أدوات تنفذ سياسات دولية وليس مثلما هي مهمتهم الرئيسية في الوساطة وتحقيق التقارب ورأب الصدع وحل المشكلات والخلافات وتحقيق السلام.

ومع كل اقتراب لتخليص الحديدة من الحوثيين، ترفع الامم المتحدة اصواتها ضد التحالف العربي وتتذكر معاناة الشعب اليمني والوضع الانساني، لأنها اذا حسمت معركة الحديدة  لن تجد الامم المتحدة اموالا لمنظماتها التي تتلقى مليارات الدولارات من دول التحالف للقيام بالاعمال الانسانية التي تذهب نصف تلك الاموال كميزانيات تشغيلية ومرتبات لاعضاء وموظفي منظمات الامم المتحدة.

اما ما يخص المبعوث الاممي وفريقه، فهو الاخر اذا حسمت المعركة باليمن لا سيما في الحديدة لن يكون بمتسعه تلقي الاموال الطائلة عن كل يوم، واستخدام المعاناة الانسانية شماعة للوقوف مع الحوثيين وانقاذهم في الحديدة.

 

ثالثا: الشرعية والاخوان المسلمين:

من المعروف ان الشرعية ذاتها التي ذابت في تنظيم الاخوان المسلمين لم تصنع قواتها اي انتصارات تذكر في اليمن، فكل الانتصارات في الجنوب هي من صنع قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية ” المقاومة الجنوبية “، وفي الساحل الغربي كل الانتصارات هي من صنع ” قوات المقاومة الجنوبية وعلى راسها  الوية العمالقة الجنوبية وبمشاركة من المقاومة التهامية وما تسمى المقاومة الوطنية الشمالية التي أسست مؤخراً ” وكل تلك الانتصارات باسناد ودعم قوات التحالف العربي لا سيما القوات الاماراتية التي تشارك مباشرة مع القوات المشتركة في التحالف بالساحل الغربي.

ولهذا فالشرعية لا يهمها الحسم في الحديدة، لان الحسم في الحديدة سيعجل بالحل السياسي ويجبر مليشيات الحوثيين على الخضوع لطاولة السلام وتطبيق الانسحاب وايقاف الحرب، وهذا ما لا يروق للشرعية  والاخوان المسلمين الذي يدعون وقوفهم لجانب الشرعيةلا التي اصبحت عبارة عن ” مجموعة منتفعة بالحرب” او بالاصح ” تجار حروب ” .

وكان أصدق وصف لما يجري باليمن وتعطيل لمسار السلام وايقاف الحرب، هو ما اعلنه المبعوث الاممي لليمن السابق” اسماعيل ولد الشيخ ” الذي اكد أكثر من مرة في احاطاته لمجلس الامن، ان احد اسباب تعثر السلام باليمن هو تحول ” طرفي الشرعية والحوثيين الانقلابيين ” الى ” تجار حروب ” واغتناء قيادات عسكرية وسياسية من الطرفين بالحرب على حساب معاناة الشعب اليمني والوضع الانساني المتدهور.

لهذا فالشرعية بكل مكوناتها لا تريد للحرب أن تنتهي ولا للسلام ان يتحقق، لانه استفادة الشرعية ومكوناتها وبالاخص الاخوان المسلمين ” حزب الاصلاح اليمني ” من الحرب كبيراً، بينما لو تحقق السلام وتوقفت الحرب، ستفقد الشرعية سلطاتها وستتغير اطراف العملية السياسية وسيخرج من المعادلة السياسية كثير من قيادات الشرعية وفي مقدمتهم ” الرئيس عبدربه منصور هادي” ونائبه ” علي محسن الاحمر “.

فإطالة الحرب واعاقة تحرير الحديدة هي الهدف للشرعية حتى يتم تحقيق الكثير من المكاسب الشخصية والاموال والدعم المقدم من التحالف، والذي يستغله في العادة الاخوان المسلمين لبناء جيش خاص بهم بمأرب، دون ان يحققوا اي تقدم بينما يستغلون الدعم المالي لبناء قواتهم ونفوذهم ويقومون وبتخزين السلاح المقدم لهم لغرض قتال الحوثيين . كما لو انهم يرتبون لمعركة أخرى ولكن ليس ضد الحوثيين بل ضد الجنوب بحسب المؤشرات الواضحة.

ومنذ البداية يثير الجمود الذي تشهده جبهات الشمال التابعة للشرعية التي يقودها قيادات عسكرية من حزب الاصلاح وتابعين للواء علي محسن الاحمر، يثير تساؤلات واستفسارات كثيفة.

وعادة مع كل انتصارات تحققها القوات الجنوبية في الساحل الغربي والحديدة، تقابل تلك الانتصارات في مأرب ونهم على مشارف صنعاء وميدي بحجة والجوف بجمود شديد، وتتوقف المعارك او المناوشات التي تجري هناك، مما يجعل الحوثيين يعززون بمقاتلين تجاه جبهات الساحل الغربي.

ومنذ انطلاق القوات الجنوبية بمساندة قوات التحالف العربي، لتحرير المخا وما بعدها لم تحرك الجهات التي يشرف عليها اللواء علي محسن الاحمر اي تقدم او معارك، بالتوازي مع المعارك التي دارت وتدور في الساحل الغربي.

 

رابعاً: جهات اخرى: 

من المعروف ان المعركة باليمن هي معركة اقليمية ان لم تكن دولية، يتصارع فيها الكبار على النفوذ الاقتصادي والتحكم بالممرات المائية، وقد استبقت ايران الجميع لمحاولة فرض سيطرتها على اليمن شمالا والتوجه جنوباً عبر الحوثيين، إلا انها لم تتمكن من الجنوب نتيجة المقاومة الشرسة التي لاقتها مليشيات الحوثي.

حيث وقفت المقاومة الجنوبية ببسالة وبدعم التحالف العربي ميدانيا وعسكريا وماليا للمقاومة الجنوبية التي كسرت شوكة ايران ونفوذها الى الجنوب وباب المندب وعدن وطردت مليشيات الحوثيين من الجنوب .

لهذا انتقلت ايران للحفاظ على مكسب بقاء الحوثيين مسيطرين على الحديدة كمنفذ بحري طويل ممتد من تعز وحتى ميناء ميدي في حجة.

ولهذا تداخل الامر في الحديدة بين عدد من المصالح الدولية والاقليمية المقسمة بين اقطاب الصراع  الدولي، وبات صراع الكبار على النفوذ مركزا على الحديدة ومينائها.

 

  • مسار السلام:

تحدثت الامم المتحدة ان مسار السلام باليمن ينطلق من الحديدة، وفي كل مرة يتم فيها انقاذ الحوثيين بالحديدة بايقاف التحالف العربي والقوات الجنوبية، يعود الحوثي الى المراوغة مجددا ونكث كل الاتفاقات بشان مساء السلام وتسليم ميناء الحديدة، وتعود الامم المتحدة مع ذلك من جديد لاستجداء ومراضاة الحوثيين بالقبول بمقترحات السلام وهذا القبول يكون فقط مؤقتا حتى يتم ايقاف المعارك بالحديدة.

وهذه المرة بعد ان توغلت قوات التحالف العربي في عمق مدينة الحديدة وباتت على وشك طرد مليشيات الحوثيين من المدينة تتحرك جهات دولية وفي مقدمتها الامم المتحدة لانقاذ الحوثيين، متحدثة عن سلام جديدة والذي يكون كل مرة مجرد الحديث عن السلام كالحديث عن السراب، ولا يحقق فقط الا انقاذ الحوثي في الحديدة.